أفادت بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن عدد النازحين في موزمبيق وصل إلى نحو 710,000 نازح تركوا ديارهم نتيجةً للنزاع والأعاصير المدارية والفيضانات بحلول ديسمبر/كانون الأول 2023.
الاستجابة لتفشي الكوليرا والكوارث الطبيعية
عملت فرقنا في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط مع السلطات المحلية ومنظمات أخرى ومع المجتمعات المحلية إسهامًا منها في كبح انتشار الكوليرا في إقليم نياسا، ولا سيما في المناطق النائية التي تعاني من محدودية خدمات الرعاية الصحية. وتضمنت أنشطتنا إنشاء وتدعيم وحدات علاج الكوليرا في ثمانية مواقع وعلاج المرضى وتدريب عمال الرعاية الصحية وإدارة أنشطة توعية صحية لتثقيف السكان بشأن آثار المرض وتدابير الوقاية منه. هذا وتبرّعنا بالأدوية والمعدات الطبية التي تشمل الأسرّة لمرضى الكوليرا ومستلزمات النظافة المخصصة لأسر المرضى ومستلزمات تعقيم المياه والمضادات الحيوية وأملاح تعويض السوائل. لكننا سلّمنا هذه الأنشطة إلى السلطات في الأقاليم عقب إطلاق وزارة الصحة حملة تطعيم وتراجع عدد الحالات في نياسا.
وفي أبريل/نيسان، استجابت فرقنا لتفشي آخر في مدينة ناكالا بورتو التابعة لإقليم نامبولا، حيث نفّذت مجموعة تدابير لتحسين آليات الوقاية من العدوى ومكافحتها في وحدات علاج الكوليرا، إلى جانب تشييد مشرحة مؤقتة وتهيئة منطقة طوارئ للنفايات وتركيب مرافق للمياه والصرف الصحي وكذلك تدريب الطواقم.
على صعيدٍ آخر، ضرب الإعصار المداري فريدي البرّ الموزمبيقي مرّتين خلال العام، الأولى في فبراير/شباط والثانية في مارس/آذار، ممّا أثر على حياة مليون شخص. فقد قتل الإعصار 183 شخصًا ودمّر 123 مرفقًا صحيًا. وسجل إقليم زامبيزيا خلال أسبوعين من الضربة الثانية للإعصار أكثر من 8,000 إصابة بالكوليرا، في أسوأ تفشٍّ للمرض تشهده البلاد منذ ثماني سنوات.
ولذلك فقد أنشأت فرقنا مراكز لعلاج الكوليرا في مدينة كيليماني، حيث قدمت الدعم في إدارة الإصابات وتدريب الطواقم الطبية وغير الطبية، كما تبرعت بالإمدادات الطبية والأدوية. لكننا سلّمنا هذه الأنشطة في أبريل/نيسان إلى السلطات الصحية عقب انطلاق حملة تطعيم وانخفاض عدد الحالات في الإقليم.
استجابت فرقنا أيضًا لتفشي الكوليرا في عدد من مناطق كابو ديلغادو، حيث أنشأت مراكز لعلاج الكوليرا ودرّبت الطواقم الطبية والطواقم المسؤولة عن إجراءات النظافة وتبرعت بالأدوية والمستلزمات اللوجستية.
هذا وأدت أمطارٌ غزيرة شهدها إقليم مابوتو في فبراير/شباط ومارس/آذار إلى ارتفاع منسوب مياه نهر أومبيلوزي وحدوث فيضانات عارمة. وقد نشرنا فرقنا على الفور لتوزيع مستلزمات النظافة والخيام على النازحين ودعم الأنشطة الطبية وخدمات المياه والصرف الصحي.
دعم المتضررين من النزاع
تواصل نزوح آلاف العائلات في إقليم كابو ديلغادور في شمال البلاد هربًا من النزاع القائم منذ عام 2017 بين المجموعات المسلحة والقوات الحكومية وحلفائها، علمًا أن النزاع قد أدى إلى صدمات في صفوف هؤلاء الناس. وكان عدد النازحين بحلول ديسمبر/كانون الأول قد بلغ 540,000 نازح بعد عودة 600,000 إلى المنطقة التي ينحدرون منها. وما زالت هناك احتياجات إنسانية ملحة في الإقليم بين النازحين والعائدين، ولا سيما على صعيد الغذاء والماء والملجأ والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم.
خلّف النزاع آثارًا كبيرةً على صحة الناس النفسية، حيث تعرّض الكثير منهم لصدمات عندما شهدوا وقوع جرائم وعمليات خطف وعنف جنسي. كما تواجه العائلات العائدة إلى مسقط رأسها الاحتياجات ذاتها التي يعاني منها النازحون في أغلب الأحيان، لا سيما بعدما فقدت بيوتها وسبل عيشها. لذلك عملت فرقنا على إعادة تأهيل عددٍ من المراكز الصحية التي دمّرها النزاع، كما دعمنا وزارة الصحة في إعادة افتتاح المراكز الصحية العامة. وفي بلدة موسيمبوا دا برايا، افتتحنا أيضًا مستشفى عامًا مؤقتًا ضمن مدرسة مقفلة بعدما دُمِّر مستشفى البلدة.
يشار إلى أن أطباء بلا حدود تعمل في كابو ديلغادو منذ عام 2019، حيث تؤمن الرعاية الصحية للنازحين الذين فروا من النزاع والعائدين إلى ديارهم، معتمدةً على أنشطةٍ مجتمعية وعياداتٍ ثابتة ومتنقلة، إلى جانب دعم المراكز الصحية والمستشفيات المحلية في ماكوميا وموسيمبوا دا برايا ومويدا ومويدومبي وبالما ونانغادي. وتقدم فرقنا مجموعةً واسعةً من الخدمات التي تتضمن الرعاية الصحية العامة والمتخصصة ودعم الصحة النفسية ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية والتوعية الصحية وإحالات المرضى. كما نعمل لتأمين مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي وإدارة النفايات بفعالية وتوزيع المواد الإغاثية الأساسية كالصابون وصفائح المياه ومستلزمات الطبخ.
ندعم أيضًا وزارة الصحة لاستئناف برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والسل التي عطلتها سنوات النزاع وتحسين خدمات الصحة عن طريق تعزيز قدرات إدارة خدمات الطب الحيوي والمختبرات والصيدليات. وتدعم فرقنا رعاية الصحة العامة وخدمات الطوارئ على مدار اليوم في ماكوميا ومويدا وموسيمبوا دا برايا، وتشمل هذه الخدمات رعاية الأمومة والإحالات الإسعافية إلى مستشفى بيمبا العام.
علاج الأمراض
تعمل فرقنا في بيرا، عاصمة إقليم سوفالا، حيث تؤمن خدمات الرعاية الجنسية والإنجابية التي تتضمن الرعاية الآمنة للإجهاض وفحوصات وعلاجات فيروس نقص المناعة البشرية التي تستهدف المجموعات الأكثر حاجة والتي تعاني من وصمة العار، مثل المراهقين والأشخاص الذين ينخرطون في أعمال الجنس والنساء العابرات جنسيًا والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين. كما تعمل فرقنا في مرافق الرعاية الصحية في المدينة وتقدم الرعاية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لمن بلغ فيهم المرض مراحل متقدمة.
هذا ويحرص فريقنا المتواجد في مستشفى بيرا المركزي على تشخيص المرضى وعلاجهم في وقت مبكر لتحسين إدارة العدوى الانتهازية للمصابين بمراحل متقدمة من فيروس نقص المناعة البشرية. وقد وسّعنا هذا المشروع منذ عام 2021 إلى 10 مراكز صحية في بيرا، حيث نقدم الدعم لرعاية الصحة الجنسية والإنجابية وتشخيص وعلاج الحالات المتقدمة من فيروس نقص المناعة البشرية، إضافةً إلى إرشاد وتوجيه طواقم وزارة الصحة.
أما في منطقة موغوفولاس التابعة لمدينة نامبولا، فتعمل فرقنا مع وزارة الصحة منذ عام 2022 على تحسين خدمات الرعاية الصحية للأمراض المنقولة بالحشرات والمياه والأمراض المدارية المهملة، حيث تركز على حالات الملاريا الشديدة وغيرها من الأمراض المصحوبة بالحمى والليشمانيا وداء الفيلاريات اللمفي والجرب. ولدينا فرق متنقلة تعمل في مرافق الرعاية الصحية العامة وعلى المستوى المجتمعي، إلى جانب عملها في أحد المختبرات.
هذا وتسهم فرقنا في تدريب وتوجيه طواقم وزارة الصحة في مرافق الرعاية الصحية العامة. أما على المستوى المجتمعي، فننظم أنشطة توعية صحية وإجراءات الكشف عن الحالات ونشرف على مجموعات دعم الأقران. نقدم أيضًا العلاج الطبيعي للمرضى الذين يعانون من وذمة لمفية مزمنة في الأطراف، والتي تعتبر إحدى تبعات داء الفيلاريات اللمفي الناتج عن عدوى طفيلية. كذلك، فإن فريقنا العامل في مختبر ناميتيل يدعم إدارة بنك الدم وخدمات التشخيص.