- تعرّض مركز علاج الإيبولا في كاتوا الذي تديره أطباء بلا حدود إلى اعتداء أجبرنا على تعليق أنشطته
- إنّ تعليق الأنشطة سيؤدي إلى الحدّ من إمكانية حصول السكان على الخدمات الأساسية خلال أسوأ تفشٍ للإيبولا في البلاد
- فشلت المنظمات، بما فيها أطباء بلا حدود، في كسب ثقة المجتمعات، ما يدعو إلى ضرورة إحداث تغييرات
كاتوا - علّقت منظّمة أطباء بلا حدود أنشطة أحد مراكز علاج الإيبولا في شمال كيفو في أعقاب تعرّضه لاعتداء عنيف يوم 24 فبراير/شباط 2019 أدى إلى احتراق أجزاء منه. وسيؤدي تعليق الأنشطة إلى الحدّ من إمكانية حصول السكان على الخدمات الصحية الأساسية.
في تمام الساعة العاشرة مساءً من يوم 24 فبراير/شباط، تعرّض مركز علاج الإيبولا في كاتوا الذي تديره أطباء بلا حدود إلى اعتداء من قبل مسلّحين مجهولين، بدأوا برمي الحجارة على المركز، ثمّ قاموا بإحراق أجزاء منه وحطّموا المعدات والأجنحة. توفي أخ أحد المرضى خلال محاولته الهرب، إلّا أنّ ملابسات وفاته ما زالت غير واضحة حتى الساعة.
أفاد منسّق حالات الطوارئ في أطباء بلا حدود في كاتوا إيمانويل ماسارت أنّ "هذا الاعتداء كان صادماً لمرضانا وأقاربهم وموظفينا الذين تواجدوا داخل المركز في ذلك الوقت. تمكنّا من إحالة مرضانا، وهم 4 مرضى مؤكدة إصابتهم و6 مشتبه إصابتهم بالإيبولا، إلى مراكز علاج قريبة، لكنّ هذا الاعتداء قوّض من قدرتنا على مكافحة الإيبولا في المنطقة التي أصبحت مركز التفشي الحاليّ".
هذا الاعتداء قوّض من قدرتنا على مكافحة الإيبولا في المنطقة التي أصبحت مركز التفشي الحاليّ.إيمانويل ماسارت، منسّق حالات الطوارئ في أطباء بلا حدود في كاتوا
وفي هذا الصدد، تقول المديرة العامة لأطباء بلا حدود ميني نيكولاي خلال زيارتها إلى شمال كيفو أنه "على الرغم من عدم معرفتنا أسباب هكذا اعتداء، وهذه أعمال عنف غير مقبولة، إلا أننا نعرف أن الجهات الفاعلة التي تستجيب لتفشي الإيبولا –بما فيها أطباء بلا حدود- قد فشلت في كسب ثقة شريحة كبيرة من السكان، ما يدعو إلى ضرورة تغيير مقاربة الاستجابة بهدف زيادة التفاعل مع المجتمعات وفهم حزنهم ومخاوفهم".
أثبتت تفشيات الإيبولا السابقة أهمية كسب قبول أفراد المجتمع المحلي، فمن دون ثقتهم، يبقى المرضى والموتى مخبئين، ويتعرّض العاملون الصحيون إلى التهديد والعنف.
بعد مضي أكثر من 6 أشهر على إعلان تفشي الإيبولا في شمال كيفو وإيتوري، لا يزال التفشي بعيداً كلّ البعد عن السيطرة عليه، إذ ارتفع عدد الحالات المؤكدة إصابتها إلى أكثر من 870 وعدد الوفيات إلى أكثر من 540 حالة. وبعد نجاح محاولات إيقاف انتشار العدوى في مراكز الوباء السابقة مانغينا وبيني وبعض المناطق الفرعية كتشوميا وموتوانغا وماسيريكا، انتشر الوباء من 4 مناطق صحية فقط إلى 19 منطقة صحية. لا يزال الناس يلقون حتفهم في المجتمع أو يلتقطون العدوى في المراكز الصحية، كما أن معظم حالات الإصابة الجديدة لا يمكن ربطها بحالات أخرى معروفة.
تستكمل أطباء بلا حدود أنشطتها لمكافحة تفشي الإيبولا في بوتيمبو وبونيا وبوينا سورا وكاينا وبيينا.