بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً على بدء النزاع في جنوب السودان، لازال العنف مستمراً في ولاية الوحدة، حيث تدفع موجات التوتر المتكررة المدينيين إلى مغادرة بيوتهم وتمنعهم من العودة إلى قراهم. وقد استقر بعضهم منذ سنوات في موقع بينتيو لحماية المدنيين.
وتدير أطباء بلا حدود منذ 2013 مستشفى في موقع بينتيو لحماية المدنيين، يقدم خدمات الرعاية الصحية الثانوية المجانية عالية الجودة لسكان المخيمات. ويظل الوضع الإنساني هشاً وحاداً داخل الموقع، بينما يهدد الوضع الصحي بالتدهور بسرعة. وحسب ليز هاردينغ، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، "رغم أن مؤشراتنا لتقييم حالة الطوارئ لا تبعث على القلق، يظل الوضع هشاً جداً ويجب على كل المنظمات ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية للمخيم، من مياه شرب ومواد غذائية ورعاية طبية أولية ومأوى".
وقد أظهرت حالات الإصابة الأخيرة بالكوليرا احتمال تفشي الوباء على نطاق واسع داخل المخيم. وتقول هاردينغ: "لقد عالجنا 188 حالة خلال ثلاثة أسابيع للاشتباه في إصابتها بالكوليرا، وبفضل التعاون بين كل المنظمات الصحية العاملة داخل الموقع، تم علاج عدد منهم من طرف العيادات الخارجية، دون حاجة لدخولهم المستشفى". وتضيف: "العملية كانت ناجحة، وبينت لنا في نفس الوقت أن علينا أن نظل يقظين".
مازال سكان الموقع في تزايد مع وصول وافدين جدد، حيث تقول هاردينغ أن "الوضع مازال متوتراً للغاية في هذا الجزء من البلاد مما يحول دون عودة الناس إلى قراهم ويدفع بالمزيد منهم نحو المخيم. يصل بعضهم من جنوب الولاية بعد عدة أيام من المشي، هرباً من العنف الذي يلاحقهم خلال رحلتهم. ولدى وصولهم، يتعين على موقع الحماية مواصلة إمدادهم بالمساعدة الضرورية من أجل البقاء، من غذاء وماء ومأوى وخدمات صحية".