Skip to main content
"Whatever we lose, we will come back"
أم محمد لاجئة سورية تبلغ من العمر 40 عامًا، نزحت من القصيبة بجنوب لبنان، ولديها ثلاث بنات. لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

"أيًا كانت خسائرنا، سنرجع"

أم محمد لاجئة سورية تبلغ من العمر 40 عامًا، نزحت من القصيبة بجنوب لبنان، ولديها ثلاث بنات. لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

في خضم القصف الإسرائيلي المستمر والتوغلات الإسرائيلية في جنوب لبنان، هُجّر عدد لا يحصى من العائلات، والتي لجأ الكثير منها إلى مدينة صيدا الساحلية. تقوم الفرق الطبية المتنقلة التابعة لأطباء بلا حدود بزيارة عدة مواقع في المدينة الجنوبية، حيث توفر الرعاية الصحية الأساسية والأدوية والدعم النفسي للنازحين بسبب العنف. إليكم بعض شهادات مرضانا هناك:

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود يقدم الأدوية للمريض حسن خير الدين، 67 عامًا، في مستشفى النجدة الشعبية في مدينة صيدا. جنوب لبنان، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

حسن خير الدين

"لا شيء يضاهي أن تعيش في منزلك"، يخبرنا حسن خير الدين، البالغ من العمر 67 عامًا، وهو نازح لبناني يعاني من ارتفاع ضغط الدم. فقد أجلى هو وزوجته من كفرملكي في جنوب لبنان بعدما اقترب القصف الإسرائيلي، وغادرا فقط بالملابس التي يرتديانها. ويضيف، "أبنائي نازحون أيضًا، ومشتتون في جميع أنحاء البلاد. هذه معاناة بحد ذاتها، ولكننا نمر بما يمر به الجميع".

حسن موظف متقاعد خسر راتبه التقاعدي ومدخراته في الأزمة الاقتصادية لعام 2020، وبعد أن هُجّر من أرضه ثلاث مرات خلال التصعيدات الأخيرة، يتذكر حسن حصاد الزيتون وارتباطه العميق بالأرض التي أُجبر على تركها، "لا شيء يضاهي الجنوب. فأينما ذهبنا ومهما خسرنا ومهما عُرض علينا، سنرجع دومًا. لقد عشت الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وأتذكر الغارات الجوية على القرى الجنوبية آنذاك. وكما عدنا إلى منازلنا آنذاك، سنعود هذه المرة".

 

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
خديجة هي لاجئة سورية وأم لخمسة أطفال نزحت من النبطية مع عائلتها. لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

خديجة

نزحت خديجة، وهي لاجئة سورية وأم لخمسة أطفال، من النبطية مع عائلتها. تقول مشيرة إلى ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات، "إنها تتلاشى أمام عيني"، والتي تقول إنها تعاني من التقزّم. تصف خديجة الظروف القاسية في موقف السيارات المكشوف على ساحل صيدا حيث التجأوا، فتقول، "لا نشعر بالنظافة إطلاقًا. الناس يتنافسون على الطعام هنا، وليس لدينا ما يكفي من الماء النظيف للاغتسال. نذهب إلى البحر لقضاء حاجتنا، ولكن غالبًا ما يكون هناك رجال حولنا".

يعاني أطفال خديجة من مشاكل صحية مختلفة، ما يتسبب بتحطيم معنوياتها. وتخبرنا، "سيدرا البالغة من العمر 13 عامًا تعاني من الربو، وهبة ذات السبع سنوات بالكاد تزن عشرة كيلوغرامات، وملك البالغة من العمر ثمانية أشهر تعاني من الحمى والإسهال. أُرضعها كلما استطعت، لكن ذلك لا يكفي دائمًا، ولا أستطيع تنظيف زجاجاتها بشكل صحيح".

وتعترف خديجة في لحظة يأس، "أحيانًا أتمنى لو أننا بقينا ومتنا في غارة جوية بدلًا من العيش هكذا".

 

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
أم محمد لاجئة سورية تبلغ من العمر 40 عامًا، نزحت من القصيبة بجنوب لبنان، ولديها ثلاث بنات. لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

أم محمد

أم محمد لاجئة سورية تبلغ من العمر 40 عامًا، نزحت من القصيبة بجنوب لبنان، ولديها ثلاث بنات. كانت تعتني بحديقة صاحب عملها وتنسق أرضه وتبني سياجًا حولها. وليلة إجلائها من القصيبة، وقعت غارة جوية على مقربة خطيرة منها. تتذكر أنها شاركت مجتمعها بدلاء الماء لإخماد الحريق، ثم أخبرها صاحب العمل أن الوقت قد حان للرحيل. حزمت ثيابًا لكل واحدة من بناتها البالغات من العمر 18 وست وأربع سنوات، ولم تحمل معها سوى بطانية، تاركةً وراءها البِقالة التي كانت قد اشترتها يومها على أرضية مطبخها.

 

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
هالة هي لاجئة سورية تبلغ من العمر 24 عامًا، وأم لثلاثة أطفال: يامن (عامان) وروان (ثلاثة أعوام) ورزان (ستة أعوام) بالقرب من الرصيف الذي ينامون عليه في أحد مواقف السيارات في صيدا. جنوب لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

هالة

تبلغ هالة من العمر 24 عامًا، وهي لاجئة سورية وأم لثلاثة أطفال: يامن (عامان) وروان (ثلاثة أعوام) ورزان (ستة أعوام)، وقد أجلت من بلدة عدلون الساحلية في جنوب لبنان وسط الغارات الجوية وصفارات سيارات الإسعاف. تقول، "غادرنا بلا شيء. هربنا على متن دراجة نارية، لكنها تعطلت هنا في صيدا. عاد زوجي لاستعادة ممتلكاتنا، لكن كل شيء كان قد سُرق".

والآن، تعتمد هالة وعائلتها على المساعدات للحصول على الطعام، فتقول، "جميع أطفالي مرضى يعانون من القيء والإسهال. كانت روان، المصابة بمتلازمة داون، تتلقى العلاج الطبيعي للمشي والحركة. كانت لدينا آمال كبيرة في أن تبدأ بالتواصل اللفظي من خلال علاج النطق قريبًا، وقد أحرزت تقدمًا كبيرًا. ولكن الآن، تلاشى كل ذلك. فهي بحاجة إلى الكثير من الأدوية وغالبًا ما تعاني من التنمر من قبل الأطفال الآخرين لعدم قدرتها على التعبير عن نفسها".

 

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
شمس (يسار) تجلس على فراش مع طفليها كاظم (20 عامًا) وماريمار (14 عامًا) واللذان يحملان هرتيهما الصغيرتين في موقف للسيارات في مدينة صيدا. جنوب لبنان، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
© Dalia Khamissy

شمس المحمود وماريمار وكاظم

ما زالت شمس المحمود تحمل صفات اسمها، فقد بقيت مشرقة ودافئة كما كانت دومًا على الرغم من المصاعب التي عانت منها وعائلتها. نزحت شمس مع أطفالها معمار (24 عامًا) وميماس وكاظم (20 عامًا) وماريمار (14 عامًا) من كفرمان وتعيش الآن في موقف للسيارات في صيدا بجنوب لبنان.

بابتسامة محببة، تروي شمس لحظات هروب عائلتها من الغارات الجوية الإسرائيلية في البلدة التي اتخذوها منزلًا لهم لأكثر من عقد، إذ فروا سيرًا على الأقدام لمدة 12 ساعة حتى وجدوا أخيرًا الأمان النسبي في صيدا. وبعد أيام قليلة، انطلق كاظم وإحدى شقيقاته في رحلة خطرة إلى منزلهم السابق على دراجة نارية استعاراها لإنقاذ هرّتيهما الصغيرتين سيمبا وميمي. تقول مريمار، وهي تلعب مع إحدى الهرّتين، "فكرنا بهما بينما كنا نغادر. لكن الغارات الجوية كانت قريبة جدًا. أشعر بارتياح كبير لأننا تمكّنا من العودة لإحضارهما".

 

أنشطة أطباء بلا حدود في لبنان
يسجل الدكتور علي ضاهر الذي يعمل في أطباء بلا حدود معلومات نجاح بينما تنتظرها ابنتاها مايا التي تحمل ساري (9 أشهر) ولجين (6 سنوات) في عيادة في مركز الرعاية الصحية الأساسية في وادي الزيني. جنوب لبنان، في 16 أكتوبر 2024.
© Dalia Khamissy

نجاح عاشور

نجاح عاشور هي لاجئة سورية كانت تعيش في جنوب لبنان. وقد نزحت مرة أخرى مع بناتها مايا (11 عامًا( ولجين (6 أعوام) وساري (تسعة أشهر) بعدما طالت الغارات الجوية بلدة البيسارية بجنوب لبنان. كانت نجاح من بين 1.2 مليون شخص نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي المستمر. وفيما يتأثر الجميع بالحرب، إلا أن الأقليات كاللاجئين السوريين والعمال المهاجرين والمسنين والأشخاص المصابين بعجز أو إعاقة يكونون أكثر عرضة للتمييز والإقصاء، مما يحد من إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية.

المقال التالي
لبنان
تحديث حول مشروع 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024