Skip to main content
Condemned to drown at sea or be locked up in Libya

المهاجرون واللاجئون الذين أعيدوا إلى ليبيا محتجزون في مراكز شديدة الاكتظاظ

  • خلال الأسابيع الماضية، تم إنقاذ عدد من اللاجئين من وسط البحر الأبيض المتوسط، بينما غرق أكثر من 200 منذ بداية عام 2019
  • جرت إعادة هؤلاء الأشخاص إلى ليبيا، بما في ذلك من انتهاك للقانون الدولي، وتم احتجازهم في مراكز الاحتجاز المكتظة 
  • إن ظروف المحتجزين متردية، إذ تفتقر مراكز الاحتجاز إلى الغذاء والمياه النظيفة والحماية من البرد خلال الشتاء
     

لاحظت فِرَق منظمة أطباء بلا حدود في ليبيا، على مدى الأسابيع الماضية، زيادة حادة في عدد الأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز في مصراتة والخمس، وذلك بعد سلسلة من عمليات إنزال الأشخاص على الشواطئ الليبية. وقد تم اعتراض أو إنقاذ اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء في عرض البحر وأعيدوا إلى ليبيا، ما يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي. هذا وارتفع عدد الأشخاص في مراكز الاحتجاز الموجودة في المنطقة من 650 في بداية العام إلى 930 شخصاً اليوم.

في يوم 21 يناير/كانون الثاني 2019، تم إنزال 106 أشخاص في مدينة الخمس من على متن سفينة تجارية، ويُخشى أن يكون ما لا يقل عن 6 أشخاص من بينهم قد غرقوا بينما كانوا في عرض البحر. 

وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في مناطق مصراتة والخمس وبني الوليد، جوليان رايكمان، "كان العديد من الأشخاص بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة أثناء إنزالهم، وقد تدخلنا لتقديم المساعدة الطبية".

وقد رتبت منظمة أطباء بلا حدود 10 إحالات طبية إلى أحد المستشفيات القريبة. وعلى الرغم من هذه الاستجابة، توفِّي صبي في الخامسة عشر من عمره في وقت لاحق في المستشفى. وفي 22 يناير/كانون الثاني، تم إنقاذ مجموعة أخرى تضم 144 شخصًا بواسطة سفينة تجارية نزلت في مصراتة.

ومن بين 250 شخصًا تم إنزالهم في مصراتة والخمس، كان هنالك نساء، بعضهن حوامل، ورضّع وأطفال دون سن السابعة. وتم نقلهم إلى مراكز احتجاز في المنطقة. وقبل ذلك بأيام، غرق 117 شخصًا آخرين في حادث منفصل، مما يشير بوضوح إلى إهمال متعمّد من جانب السلطات الأوروبية في توفير سبل الإنقاذ والبحث المنقذة لحياة الناس في البحر الأبيض المتوسط.

إن الأشخاص الذين تم إنزالهم مؤخرًا في ليبيا محتجزون الآن في مراكز احتجاز شديدة الاكتظاظ. كما أن القدرات اللازمة للتعامل مع حالات الوصول الجديدة مرهقة للغاية وهذا يؤدي إلى مزيد من التدهور في ظروف مراكز الاحتجاز المتردية أصلاً. كما أن الأشخاص المحتجزون لا يتمتعون بشكل فعلي بأي إمكانية للحصول على مياه نظيفة وغذاء. إذ أن الغذاء غير كاف وغير مناسب على الإطلاق لتلبية احتياجات للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خطيرة وكذلك للأطفال والنساء الحوامل. 

يتم إعادة الأشخاص إلى البلاد التي يحاولون الفرار منها، إنهم يائسون. هم بحاجة إلى المساعدة والحماية، لا أن تتم إعادتهم إلى دوّامة الاحتجاز. جوليان رايكمان، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في ليبيا

ومن بين الأشخاص الذين تم إنزالهم مؤخرًا، ثمة أشخاص يعانون من سوء التغذية أو انخفاض في حرارة الجسم أو إسهال شديد. وذكر البعض منهم أنه قبل محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، كانوا محتجزين من قبل المتاجرين لأسابيع وأحيانًا لأشهر، وتم حرمانهم من الطعام وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة بشكل مستمر. 

وأضاف جوليان رايكمان: "يتم إعادة الأشخاص إلى البلاد التي يحاولون الفرار منها، إنهم يائسون. هم بحاجة إلى المساعدة والحماية، لا أن تتم إعادتهم إلى دوّامة الاحتجاز".

تشهد مراكز الاحتجاز في طرابلس زيادة في عدد المحتجزين، وبالرغم من الظروف الجوية الصعبة في فصل الشتاء، فإن جميع المراكز غير معزولة بشكل جيد لمواجهة التأثيرات الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الحالات المرضية المرتبطة بالتعرض للطقس البارد لفترات طويلة. ولاحظت فرق أطباء بلا حدود الطبية علامات فقدان الوزن غير الصحي بين المحتجزين بسبب عدم كفاية الإمدادات الغذائية في أحد مراكز الاحتجاز. 

وكانت المعارك الأخيرة التي اندلعت في جنوب طرابلس قد أسفرت عن مقتل 14 شخصاً وجرح 58 آخرين وفقًا لممثلي منظمة الصحة العالمية في ليبيا. وفي بعض الأحيان، كان المدنيون محاصرين في مناطق النزاع، بما في ذلك ما يقرب من 228 لاجئًا ومهاجرًا وطالبي لجوء تم احتجازهم بشكل تعسفي في مركز احتجاز قصر بن غشير، والذي كان يقع على خطوط المواجهة الأمامية في السابق. وفُقِدت السيطرة على مضخة البئر الخاصة بالمركز، وتُرك المحتجزون دون إمكانية وصول إلى مياه نظيفة إلى حين أن تمكنت منظمة أطباء بلا حدود من الاستجابة لتوفير المياه في حالات الطوارئ. وقد زارت الفرق الطبية التابعة للمنظمة المركز مرتين خلال 48 ساعة بين 21 و23 يناير/كانون الثاني لإجراء مشاورات وتقديم الأدوية لمرضى السل.

ليبيا ليست مكانًا آمنًا لإعادة اللاجئين والمهاجرين إليها، فمستويات العنف الذي يتعرضون لها أثناء وجودهم في البلاد موثقة جيدًا. وأكد المسؤول عن أنشطة البحث والإنقاذ في طرابلس والبحر الأبيض المتوسط بمنظمة أطباء بلا حدود، سام تيرنر، "أنه لا شك في أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يواصلون تنفيذ السياسات القائمة على اعتراض وإعادة الأشخاص المنكوبين قسراً إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا، بينما يستمرون أيضاً في عرقلة سُبل البحث والإنقاذ المنقذة لحياة الناس والتي ثمة حاجة ماسة لها في وسط البحر المتوسط." 
 

المقال التالي
الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط
أصوات من الميدان 27 يوليو/تموز 2019