تشكّل مساحات شاسعة من تشاد جزءًا من منطقة الساحل شبه القاحلة، حيث يتأثر الناس كل عام بموسم العجاف القاسي للغاية والذي يمتدّ في الفترة التي تتراوح بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول، حين يصعب الحصول على الغذاء. وتشهد هذه الفترة من العام ذروات من سوء التغذية والملاريا وأمراض أخرى قد تؤدي إلى حالات حرجة بالنسبة لمعظم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة وخصوصًا بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة.
وقد تتفاقم المستويات المرتفعة لسوء التغذية الحاد خلال موسم العجاف بسبب الصدمات الإضافية، مثل فشل المحاصيل وارتفاع الأسعار، والتي تؤثر أيضًا على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية وفي العاصمة. وتركز أنشطتنا في المنطقة على معالجة حالة الطوارئ المزمنة هذه، إلى جانب الأوبئة المتكررة كالحصبة.
وفي يوليو/تموز 2018، أنشأنا مركزًا للتغذية العلاجية في ندجامينا الذي يقدم العلاج للأطفال المصابين بسوء التغذية الشديد الحاد. وقد حوّلنا المركز إلى وحدة لعلاج حالات الحصبة الشديدة خلال تفشٍّ شديدٍ للمرض، وعدنا لتقديم علاج سوء التغذية فيه مرة أخرى.
وفي ندجامينا، نتّبع نُهجًا وقائية ونبدأ الرعاية الخارجية المبكّرة للأشخاص المصابين بالحصبة لتجنّب اكتظاظ المرافق التي تقدم العلاج للمرضى المقيمين خلال مواسم ذروة الحصبة.
تحسين الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والأطفال
تعاني تشاد من أزمة اقتصادية منذ عام 2015 بسبب انخفاض عائدات النفط التي كانت بمثابة مصدر دخل رئيسي للبلاد. وأدت الأزمة إلى التخفيض في ميزانيتي القطاعين الصحي والتعليمي وعدم سداد رواتب الموظفين في القطاع الصحي بما في ذلك الممرضين والأطباء، بالإضافة إلى إضرابات.
تحتل تشاد المرتبة الثالثة قبل الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية
أما في موايسالا، في منطقة ماندول، ندعم الرعاية الصحية المتكاملة للنساء والأطفال ونركز على الانخراط والمشاركة المجتمعية، ونزود أقسام الأمومة وطب الأطفال وحديثي الولادة والجراحة في مستشفى مواسالا بالطواقم، كما ندعم طب الأطفال والتلقيح الأساسي والرعاية التوليدية الأساسية في مركزين صحيين. وعلاوة على ذلك، نزود 21 مركزًا صحيًا بالأدوية والمعدات اللازمة لتشخيص وعلاج الأشخاص المصابين بالملاريا.
الاستجابة للعنف والنزوح
أدى انعدام الأمن والعنف في تشاد والمناطق المحيطة بها إلى النزوح، ويشمل ذلك تحويل المنطقة الشمالية من تشاد والتي تقع على الحدود مع ليبيا إلى منطقة عسكرية، حيث شنت مجموعات تشادية مسلحة هجومًا عسكريًا، والأنشطة المستمرة لذراع تنظيم الدولة الاسلامية (الدوة الاسلامية في ولاية غرب إفريقيا) والمجموعات المحلية التابعة له في منطقة بحيرة تشاد، وتصاعد الصراعات الطائفية في الشرق على طول الحدود مع السودان.
تستضيف تشاد ثاني أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد سكانها في إفريقيا، إذ تستضيف البلاد نحو 300,000 سوداني في الشرق و70,000 شخص من إفريقيا الوسطى في الجنوب و8,000 نيجيري، بالإضافة إلى النازحين في منطقة بحيرة تشاد.
وتعمل أطباء بلا حدود في مخيمات اللاجئين في تشاد على الحدود السوداينة منذ عام 2003، حيث نقدم المساعدات الطبية.