فقد استمرت خدمات الصحة العامة في التدهور خلال عام 2022 خصوصًا وأن الآلاف من الأطباء والممرضين تركوا عملهم وانضموا إلى حركة العصيان المدني، في حين أن العوائق الأمنية والإدارية المتزايدة وقفت في وجه إيصال المساعدات الإنسانية وزادت من صعوبة تأمين الرعاية الصحية. 

واستجابةً للنقص الهائل في خدمات مكافحة السل في كافة أنحاء ميانمار، قامت منظمة أطباء بلا حدود بتعزيز أنشطتها في مستشفى أون سان لمكافحة السل في أكبر مدن البلاد يانغون، والذي يقدم العلاج لحوالي 50 في المئة من المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية من سائر البلاد. ولم يقتصر دعم المنظمة على تقديم الرعاية، بل ساعدت أيضًا في كشف الحالات الجديدة معتمدةً على الأنشطة الخارجية المجتمعية. 

هذا واستأنفت فرقنا في أواسط عام 2022 إجراءات إحالة بعض من مرضانا المصابين بفيروس نقص المناعة البشري إلى رعاية وزارة الصحة، علمًا أننا كنا قد بدأنا عام 2015 بالعمل مع وزارة الصحة لنقل المرضى إلى البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، غير أن هذه الإجراءات تأجلت حين استولى الجيش على السلطة عام 2021. 

من جانبٍ آخر فقد أقفلنا في أوائل عام 2022 ثلاثة مراكز مخصصة لعلاج مرضى كوفيد-19 كنا قد أنشأناها في يانغون وهباكانت وميتكينا وذلك في ظل تناقص أعداد الإصابات. 

يشار إلى أن الجيش فرض قيودًا على حركة الناس والبضائع بما فيها الأدوية بعد تصاعد النزاع في ولاية راخين في شهر أغسطس/آب. بالتالي لم نكن قادرين على إدارة عياداتنا المتنقلة لمدة أربعة أشهر، الأمر الذي فاقم مصاعب الحصول على الرعاية الصحية على أناسٍ يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، فالقيود المفروضة لم تكن تسمح إلا بإحالات الطوارئ خلال تلك الفترة. لكننا استأنفنا في ديسمبر/كانون الأول أنشطتنا في بعض المواقع رغم أننا لم نكن نعمل بكامل طاقتنا. 

كذلك فقد عملت فرقنا في ولايتي كاتشين وشان استجابةً لاحتياجات الناس الذين فروا من العنف، حيث قدمت لهم الدعم الطبي ووزعت عليهم مواد الإغاثة التي تضمنت مستلزمات النظافة الصحية والطبخ.