بدأت منظمة أطباء بلا حدود العمل في غزّة لأول مرة في عام 1989، وهي تعمل هناك بشكلٍ دائمٍ وبدون انقطاع منذالعام 2000. ندير اليوم في غزّة خمس عيادات وقسمين لإدخال المرضى ولدينا ثلاث فرق جراحية تقدم الرعاية لأولئك الذين يعانون من الإصابات البليغة ومن الحروق.
إن الغالبية العظمى من مرضانا ذوي إصاباتٍ بليغة هم ممن تعرضوا لإطلاق رصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تظاهرات مسيرة العودة، وقد عالجت أطباء بلا حدود 4600 شخص من أصل ما يزيد على 7600 شخص تعرضوا لإطلاق النار منذ 30 مارس/آذار 2018. وبالإضافة إلى العناية بإصاباتهم الجسدية، نقدم الدعم النفسي للمصابين ولعائلاتهم في عياداتنا ومستشفياتنا لمعالجة أي ترسّبات نفسية أو عاطفية قد يعانون منها، ونقدم الدعم لهم ولعائلاتهم لاستكمال العلاج بطريقة فعالة. أما الذين يعانون من مشاكل نفسية أكثر تعقيداً فتحيلهم أطباء بلا حدود إلى وزارة الصحة لتلقي أشكال أخرى من العلاج.
في مجموعة الصور التالية، نعيش مع رانيا سمّور، إحدى مرشداتنا النفسية، يوماً من أيام العمل في أكتوبر /تشرين الأول 2019 في إحدى عيادات أطباء بلا حدود للمرضى الخارجيين.
وتشرح رانيا قائلةً "قبل عشر سنوات كان الناس يرفضون العلاج النفسي، أما الآن فهم يتقبلونه لأنهم لاحظوا مدى التحسن الذي حققه أولئك الذين تلقوا هذا العلاج. لقد توقفوا عن القول بأن من يعاني مشاكل نفسية هو "مجنون"، فالناس الذين يأتون إلينا لطلب العلاج أقل عرضةً للإصابة بالأمراض النفسية من أولئك الذين يمتنعون عن المجيء".