وحين دخلت إمارة أفغانستان الإسلامية المعروفة أيضًا باسم طالبان العاصمة كابول واستلمت السلطة في 15 أغسطس/آب 2021، انقطعت أموال التنمية الأجنبية بين ليلةٍ وضحاها. تم تجميد الأصول الأفغانية في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأجنبية الأخرى وغادرت العديد من المنظمات الدولية البلاد. وقد فرض هذا ضغوطًا إضافيةً على نظام الرعاية الصحية العام الذي كان في الأساس هشًا ومثقلًا بالأعباء، الأمر الذي زاد من المصاعب التي يواجهها الناس لتأمين الرعاية الصحية.
وصحيحٌ أن الأوضاع الأمنية تحسنت في عام 2022 وصار بمقدور الناس السفر إلى المرافق الصحية بسهولة أكبر بشكل عام، غير أن الكثير من الأفغان لا يزالون يواجهون تحديات هائلة للحصول على الرعاية. إذ يصعب على الكثير من الناس تأمين تكاليف زيارة المستشفيات في ظل التداعي الاقتصادي، في حين تواجه النساء عقباتٍ إضافيةً نظرًا للقيود المفروضة على حرية تنقلهن وحقوقهن في التعليم والعمل. بالتالي يتأخر الكثير من الناس في التماس المساعدة ولا يطلبونها إلّا بعد أن تنفذ كلّ الخيارات الأخرى.
وقد شهدت طواقمنا خلال عام 2022 زيادةً في أعداد الناس القادمين إلى مرافقنا، وهذا يعود ربما إلى نقص الخدمات الطبية المحلية المجانية وحقيقة أن السفر بات أكثر أمانًا. وقد أدرنا سبعة مشاريع في سبعة أقاليم، وظل تركيزنا مُنصبًّا على توفير خدمات الرعاية الصحية التخصصية. كما نفذت طواقم المنظمة عملية طوارئ عقب الزلزال الذي ضرب إقليمي بكتيكا وخوست بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر بتاريخ 22 يونيو/حزيران. وقد قدمت فرقنا المواد الطبية واللوجستية في المناطق المتضررة وأنشأت عيادات خارجية وأقسامًا للمرضى المقيمين مخصصة للنساء والأطفال، إلى جانب علاج مرضى الإصابات البليغة والمصابين بالإسهال المائي الحاد.
لشكر كاه
تدعم منظمة أطباء بلا حدود مستشفى بوست الذي يتسع لما مجموعه 340 سريرًا ويقع في منطقة لشكر كاه التابعة لإقليم هلمند، علمًا أن المستشفى يقدم مجموعةً واسعةً من الخدمات الطبية التي تشمل الرعاية الصحية للحوامل وخدمات طب الأطفال والجراحة. وشهدت المنظمة خلال عام 2022 زيادةً بمعدل 32 المئة في قبولات المرضى في المستشفى مقارنةً بالعام الفائت. ويمكن أن ترجع هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى تعليق أنشطة مرافق الرعاية الصحية في المناطق النائية أو محدودية خدماتها نظرًا لنقص التمويل والإمدادات الطبية وطواقم الرعاية الصحية المؤهلة. لذا فقد اضطر الكثير من الناس للسفر إلى لشكر كاه لتلقي الرعاية.
قندوز
يتضمن مركز علاج الإصابات البليغة الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في قندوز غرفةً للطوارئ ووحدةً للعناية المركزة وقسمًا للمرضى المقيمين وآخر للعيادات للخارجية وغرفتي عمليات، علمًا أن معظم قبولات المستشفى عبارة عن إصابات بليغة ناتجة عن حوادث، لكننا نقدم الرعاية أيضًا لأشخاص أصيبوا نتيجة العنف كما هي الحال في حوادث الانفجارات.
وقد كشف فريقنا العامل في قندوز بأن وصول المرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة إلى المركز يستغرق في بعض الأحيان أكثر من سبع ساعات، علمًا أن هذا التأخير يلعب دورًا حاسمًا في النتائج الطبية ويدل أيضًا على محدودية خدمات الإحالة ورعاية الإصابات البليغة في قندوز، لكنه يشير أيضًا إلى رداءة الطرقات في المناطق النائية.
هذا وافتتحت المنظمة في نوفمبر/تشرين الثاني مركزًا صحيًا في منطقة تشاردره كي تتصدى للفجوات التي تعاني منها خدمات الرعاية الصحية المحلية، حيث تشمل المساعدات الدعم الغذائي وخدمات التطعيم باللقاحات الروتينية.
كابول
دعمت فرقنا المتمركزة في كابول مستشفى مايواند التعليمي حيث نفذت أعمال تجديد لقسم الأطفال وافتتحت مرفقين جديدين: جناح لعلاج الحصبة بسعة 28 سريرًا في فبراير/شباط ومركز تغذية علاجية للمرضى المقيمين بسعة 34 سريرًا في يوليو/تموز.
كما واصلنا تعاوننا مع مشروع جمعية القابلات الأفغانية، حيث قدمنا التمويل والدعم الفني لخدمات التوليد ورعاية ما قبل الولادة وما بعدها إضافةً إلى خدمات التنظيم الأسري.
خوست
تدير طواقم أطباء بلا حدود مستشفى مخصصًا لرعاية المواليد الجدد والأمومة في خوست، يركّز تحديدًا على الولادات المترافقة بمضاعفات، حيث يضم وحدةً للأمومة بسعة 60 سريرًا ووحدة لرعاية المواليد الجدد بسعة 28 سريرًا وغرفتين للعمليات.
كما قدمت طواقمنا في عام 2022 الدعم لثمانية مراكز صحية محلية في الإقليم، حيث أمنت الأدوية ومَوّلَت عددًا إضافيًا من القابلات كي يتسنى للنساء اللواتي لا يواجهن مخاطر حدوث مضاعفات وضع مواليدهن في مكان أقرب إلى بيوتهن. تبرعنا أيضًا بالأدوية وغيرها من الإمدادات للمستشفى العام.
قندهار
تعالج فرقنا المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية في قندهار منذ عام 2016. ويتضمن مستشفى أطباء بلا حدود مختبرًا وعيادةً خارجية وقسمًا للمرضى المقيمين بسعة 24 سريرًا مخصصًا للمرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية وغيره من الأمراض، إضافةً إلى من يتعرضون لآثار جانبية شديدة ناتجة عن أدوية علاج السل. كما افتتحت المنظمة عام 2022 مركز تغذية علاجية للمرضى المقيمين بسعة 40 سريرًا استجابةً منها لارتفاع معدلات سوء التغذية في الإقليم.
هرات
تدعم منظمة أطباء بلا حدود خدمات فرز المرضى في قسم طب الأطفال التابع لمستشفى هرات العام، إضافةً إلى غرفة الطوارئ ووحدة العناية المركّزة ومركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين وجناح المرضى المقيمين. وقد فحصت طواقمنا خلال عام 2022 وأدخلت آلاف المرضى لرعاية الطوارئ، علمًا أن من أهم أسباب القبولات: التهابات الجهاز العصبي المركزي كالتهاب السحايا والصدمة الإنتانية والإنتان (تعفن الدم) وذات الرئة.
هذا وزاد إجمالي قبولات مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين التابع للمستشفى بمعدل 42 في المئة في عام 2022 مقارنةً بما كان عليه في عام 2021، علمًا أن نحو 50 في المئة من المرضى كانوا دون سن الستة أشهر. من جانب آخر فقد عملت فرقنا في المخيمات، حيث عالجت النساء الحوامل والمرضعات والأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد متوسط الشدة، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية العامة في عيادة كاهديستان.
باميان
بدأت منظمة أطباء بلا حدود في مارس/آذار مشروعًا جديدًا في إقليم باميان لدعم المستشفى العام بالطواقم وتبرعات الأدوية وإدارة جناح العزل وبناء قدرات تدبير إصابات الحصبة والاستجابة لكوفيد-19.
كما أتممنا المرحلة الأولى من عملية تضمنت تقييمًا شملت ثلاث مناطق هي شيبار وسيغان ويكولانغ وتشييد ثمانية مرافق صحية مجتمعية في ساري ترنوك وبغالك ودار علي وبند أمير وبوشتي واز وأمروت وبغاك وجلميش.