Skip to main content
8- New natal ward-4

فجوات حرجة في رعاية الأطفال وحديثي الولادة في المقاطعات الشمالية في أفغانستان

تقول فريدة، وهي أم الطفلة هادية البالغة من العمر تسعة أشهر، "لا أعرف حقًا الألم الذي تمر به، لكنني هنا معها على أمل أن تتحسن قريبًا".

لمدة يومين، كانت هادية ترفض تناول أي شيء، حتى فاكهتها المفضلة، الموز. أخذتها والدتها إلى العديد من المرافق الصحية والأطباء، لكن حالتها لم تتحسن. ولشدة رغبتها في أن تتحسن طفلتها، كانت فريدة تأخذ هادية إلى أي مكان يقترحه عليها الناس. وتقول فريدة، "حاولت كل شيء قاله الناس لي. أخذتها إلى العديد من الأطباء ودفعت الكثير لقاء الوصفات الطبية، لكنها لم تتحسن، بل إنها أصيبت بإسهال كان يزداد سوءًا".

واليوم، تجلس في غرفة طوارئ الأطفال في مستشفى مزار الشريف (الذي تدعمه أطباء بلا حدود) في إقليم بلخ بأفغانستان. تم تشخيص هادية بسوء التغذية الحاد الشديد. ويقول الأطباء إنه قد يكون ناتجًا عن نوبات الإسهال، إضافة إلى أسباب أخرى محتملة. وتأمل فريدة أن يتحسن حال ابنتها. 

أنشطة أطباء بلا حدود في أفغانستان
الدكتور عبيد الله أسد الله يتفقد منصور خان الذي ولد قبل الأوان بعمر ثمانية أشهر. أفغانستان، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
MSF/Oriane Zerah

في الطابق الذي فوق غرفة الطوارئ، تحمل شكيبة* طفلتها، أتوسا*، في جناح الأطفال الخدج، حيث كانتا خلال اليومين الماضيين بعد خروجهما من وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. لمدة أربعة أسابيع، كانت أتوسا في حاضنة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، بعد أن ولدت في الأسبوع 28 من الحمل - قبل ثلاثة أشهر من اكتمال مدة حملها - بوزن 1.2 كيلوغرام فقط. 

وتقول شكيبة، "كان من الصعب بالنسبة لي رؤية ابنتي الصغيرة داخل حاضنة، والأنابيب في أنفها وأسلاك متصلة بأجزاء كثيرة من جسدها. كرهت الأصوات المستمرة الصادرة عن الأجهزة الطبية لأنها ظلت تذكرني بأن طفلتي كانت مريضة جدًا".

وتضيف، "كانت علامات الضعف بادية عليها. كان الألم الناجم عن عدم معرفة ما إذا كانت ابنتي الصغيرة ستتحسن يعتصر أحشائي. أتذكر اليوم الذي أخبرني فيه الأطباء أنه سيتم نقل طفلتي من العناية المركزة إلى جناح الخدج لأن وضعها أصبح مستقرًا. لم أصدّق ذلك! اتصلت على الفور بزوجي وأخبرته أن يُعد كل شيء لأن وقت العودة إلى المنزل بات قريبًا"!

كان من الصعب بالنسبة لي رؤية ابنتي الصغيرة داخل حاضنة، والأنابيب في أنفها وأسلاك متصلة بأجزاء كثيرة من جسدها. شكيبة، والدة أتوسا التي ولدت قبل موعدها بثلاثة أشهر

في أغسطس/آب 2023، أطلقت أطباء بلا حدود الخدمات الطبية في مستشفى مزار الشريف الإقليمي في مقاطعة بلخ بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، بهدف الحد من معدلات وفيات الأطفال وحديثي الولادة في الأقاليم الشمالية وتدير حاليًا وحدة للعناية المركزة لحديثي الولادة وغرفة طوارئ للأطفال حتى سن 15 عامًا، مدعومة بنظام فرز لضمان قبول المرضى ذوي الوضع الأكثر حرجًا وتزويدهم بالرعاية التي يحتاجون إليها.

تستقبل الفرق الطبية التابعة لأطباء بلا حدود في مستشفى مزار الشريف الإقليمي ما معدله 3,000 طفل من ذوي الحالات الحرجة في غرفة الطوارئ للأطفال وما معدله 546 مولودًا في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة كل شهر. كان متوسط معدل إشغال الأسرّة أعلى من 140 في المئة منذ أن بدأت منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. وهي تستوعب حاليًا 60 رضيعًا، أي أكثر من ضعف سعتها البالغة 27 سريرًا.

وقد اضطرت أطباء بلا حدود إلى توفير موارد إضافية لضمان استمرار الموظفين في تقديم الرعاية اللازمة والاهتمام لكل رضيع وتقليل خطر الإرهاق على الرغم من نقص القدرات ومحدودية المساحة.

أنشطة أطباء بلا حدود في أفغانستان
تقوم الدكتورة ثريا بتقييم المؤشرات الحيوية لمرحبا البالغة من العمر 18 يومًا، والتي ولدت قبل الأوان وكان عمرها سبعة أشهر. كان وزن مرحبا عند الولادة 1.3 كجم وسيُسمح لها بمغادرة الحاضنة عندما يصل وزنها إلى 1.8 إلى 2 كجم. أفغانستان، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
MSF/Oriane Zerah

وتقول رئيسة برامج أطباء بلا حدود في مزار الشريف، هايدي هوشتنباخ، "لقد استجبنا في مزار الشريف لتلبية احتياجات الرعاية الصحية الحرجة للسكان الأفغان، ولا سيما الرضع والأطفال، في مواجهة الطلب الهائل، وأنظمة الرعاية الصحية المجهَدة، ونقص الموارد".

وتضيف، "هدفنا هو ضمان حصول كل طفل يأتي إلى المستشفى على الرعاية اللازمة والدعم الذي يحتاجه وتقليل عدد الأطفال الذين يموتون من أمراض أو ظروف يمكن علاجها. وتعكس المعدلات المرتفعة لإشغال الأسرّة التي نراها في الأقسام التي ندعمها الحاجة الكبيرة لمثل هذه الخدمات والفجوات العميقة في توفير الرعاية الصحية في الإقليم".

أحلم بالأوقات المستقبلية التي سأحظى بها مع ابنتي الصغيرة. أن أمشط شعرها، وأجدل لها ضفائر جميلة، وألعب معها وآخذها إلى المدرسة. شكيبة، والدة أتوسا التي ولدت قبل موعدها بثلاثة أشهر

لطالما واجه نظام الرعاية الصحية في أفغانستان تحديات بسبب أمور من قبيل نقص الطواقم ونقص التمويل والاستجابة غير الكافية لاحتياجات السكان. وواجه نظام الرعاية الصحية ضغوطًا إضافية منذ التغيير في الحكومة في أغسطس/آب 2021 والانخفاض اللاحق في تمويل المانحين. وقد أدى ذلك إلى تدهور البنية التحتية الصحية، والمزيد من النقص في العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما حرم الكثيرين من الحصول على الرعاية الصحية وزيادة خطر سوء الظروف الصحية والوفيات بين السكان.

تسلط تجربتا هاتين الوالدتين، فريدة وشكيبة، الضوء على الاحتياجات والفجوات الحرجة في الوصول إلى الرعاية الصحية التي تسعى أطباء بلا حدود إلى ملئها بالرعاية والدعم المتخصصين في مستشفى مزار الشريف الإقليمي. وتقول شكيبة، "أحلم بالأوقات المستقبلية التي سأحظى بها مع ابنتي الصغيرة. أن أمشط شعرها، وأجدل لها ضفائر جميلة، وألعب معها وآخذها إلى المدرسة".

*تم تغيير الأسماء للحفاظ على الخصوصية

بدأت أطباء بلا حدود العمل في أفغانستان في عام 1980 وتقوم باستمرار بتعديل خدماتها لتتماشى مع السياق المتطور واحتياجات السكان. ويضاف بدء الخدمات في إقليم بلخ إلى سبعة مشاريع قائمة تديرها منظمة أطباء بلا حدود حاليًا في البلاد. وتدرس منظمة أطباء بلا حدود توسيع خدماتها تدريجيًا لتشمل وحدة العناية المركزة للأطفال، وأجنحة المرضى المقيمين للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وجناح الأطفال العام في مستشفى مزار الشريف الإقليمي. 

المقال التالي
النزاع في السودان
بيان صحفي 14 يونيو/حزيران 2024