لا يزال العنف وغياب الأمن في أقصى شمال البلاد والجارة نيجيريا يدفعان آلاف النيجيريين اللاجئين والأهالي المحليين للفرار جنوباً، كما أن التوترات الاجتماعية السياسية في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من البلاد والتي تتحدث اللغة الإنكليزية قد تصاعدت وتحولت إلى نزاع مسلح أدى إلى نزوح أكثر من 435,000 شخص بحلول نهاية العام،<a href="https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/OCHA-Cameroon_Situation_Report_no2_Final.pdf">الكاميرون: تقرير الأوضاع رقم 2 في الشمال الغربي والجنوب الغربي، بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2018، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية</a> علماً أن معظم الناس فروا إلى الأحراش التي تفتقر إلى المأوى والغذاء والماء وأبسط الخدمات الصحية.

المساعدات الطارئة في شمال غرب وجنوب غرب البلاد

افتتحت منظمة أطباء بلا حدود في يونيو/حزيران عيادات متنقلة مؤقتة في بلدة كومبا الواقعة في المنطقة الجنوبية الغربية وذلك لتوفير الرعاية الصحية الأولية للنازحين. وقد نفذت فرقنا 366 استشارة خارجية خلال الأسبوع الأول كانت في معظمهما حالات ملاريا والتهابات تنفسية وإسهالات.

قمنا بعدها بتوسيع أنشطتنا إلى بويا الواقعة كذلك في المنطقة الجنوبية الغربية وفي باميندا التابعة للمنطقة الشمالية الغربية، وهي مناطق نائية يعيش فيها عدد كبير من الناس عالقين وسط القتال. وقد عالجت فرقنا من خلال دعم سبعة مرافق في هاتين المنطقتين مرضى الطوارئ حيث ركزت على النساء والحوامل والأطفال دون سن الخامسة، كما وضعت خططاً للتعامل مع الإصابات الجماعية ودربت الطواقم على كيفية التعامل مع تدفق أعداد كبيرة من الجرحى. أنشأنا أيضاً خدمات إحالة إسعافية ودعمنا عمال الصحة المجتمعية وتبرعنا بالإمدادات الطبية وقدمنا الدعم النفسي الاجتماعي.

النازحون واللاجئون في منطقة أقصى الشمال

استمرت فرقنا العاملة في الشمال بتوفير الرعاية الطبية التي شملت الرعاية الجراحية والدعم النفسي للنازحين الكاميرونيين واللاجئين النيجيريين والمجتمعات المضيفة، كما نفذنا أنشطة متخصصة في طب الأطفال.

وأجرت فرقنا المتواجدة في مستشفى ماروا 3,250 عملية جراحية كبرى و1,500 استشارة نفسية خلال 2018، في حين قامت فرقنا العاملة في مورا بتوسيع أنشطتها إلى مناطق أقرب إلى الحدود النيجيرية. وشملت الأنشطة تأمين المياه لمخيم كولوفاتا للنازحين وإعادة تفعيل خدمات الرعاية الصحية الأولية في أمشيدي.

وبالرغم من الهدوء الذي شهده العنف المسلح على طول الحدود طيلة معظم أيام العام، إلا أن ارتفاع عدد الهجمات والاشتباكات عند نهاية العام زاد من احتمال تدفق موجات جديدة من النازحين.

أما في كوسيري الواقعة على الحدود مع تشاد فقد نجحنا في تسليم أنشطتنا إلى وزارة الصحة بفضل تحسن الأوضاع الأمنية وزيادة قدرات خدمات الرعاية الصحية المحلية وتواجد منظات غير حكومية أخرى. وكنا خلال الفترة الممتدة من عام 2015 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2018 قد قدمنا الرعاية التغذوية وخدمات طب الأطفال في المستشفى، كما دعمنا ثلاثة مراكز صحية عن طريق الاستشارات الخارجية.

تفشي الكوليرا

تفشت الكوليرا في شمال الكاميرون في 2018 حيث سجلت 995 حالة مشتبه بها فيما توفي 58 مريضاً في الفترة من نهاية يونيو/حزيران وحتى آخر نوفمبر/تشرين الثاني. وقد دعمنا وزارة الصحة في استجابتها لتفشي المرض من خلال التبرع بالأدوية والمعدات اللوجستية وبناء مركز لعلاج الكوليرا في فوتوكول، كما ساعدنا في تجديد المراكز القائمة في منطقة دجونغولو التابعة للعاصمة ياوندي ومستشفى غوروا العام. وقد قدمت فرقنا التدريب على إجراءات النظافة والصرف الصحي ونفذت حملات توعية مجتمعية وساعدت في تحصين حوالي 105,000 شخص في منطقة ماكاري للحؤول دون انتشار التفشي شمالاً.