Skip to main content
Occupied Minds

عقول محتلة: في ظل تصاعد العنف يعاني الفلسطينيون من أزمة في الصحة النفسية

عمّان/القدس/برشلونة - يسلّط معرض جديد للمصور مويسس سامان، بالتعاون مع المنظمة الطبية الإنسانية أطباء بلا حدود، الضوء على تأثر الصحة النفسية للفلسطينيين نتيجة استمرار العنف والاحتلال في الضفة الغربية، وعلى تناقص قدرة السكان هناك على التأقلم مع هذا الأمر.

ووفقًا لـرئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين، خوان كارلوس راموس، "يتعرض الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية لمستويات هائلة من العنف المباشر وغير المباشر في حياتهم اليومية، الأمر الذي ينطوي على تأثير على الصحة النفسية للعديد منهم. حيث تعمل فرقنا كل يوم على دعم الأشخاص الذين يعانون من هذه التأثيرات كنتيجة مباشرة للأحداث المتعلقة بالعنف، بما في ذلك احتجاز أقاربهم، الاقتحامات العنيفة التي تتم على المنازل والمدارس، وهدم المنازل، وقتل أفراد العائلة، وإجراءات التفتيش على الحواجز العسكرية، ومضايقات المستوطنين والجنود اليومية ".

وفي سبيل رفع الوعي بهذه المسألة، وتزامنًا مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول، فقد أطلقت منظمة أطباء بلا حدود معرض "عقول محتلّة" اليوم، وهو معرض متنقل يوظف الوسائط المتعددة لعرض أعمال المصور الفوتوغرافي الحائز على جائزة ماغنوم للتصوير، مويسس سامان، وسوف تستمر فعاليات المعرض في عمّان، الأردن حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول.

تروي أعمال سامان حياة أولئك الأشخاص الذين يكافحون للتعايش مع قضايا الصحة النفسية التي جاءت كنتيجة للعنف المنتشر حولهم. إذ تستعرض أعماله التأثير الشخصي والعاطفي الناتج عن الأحداث المؤلمة التي مر بها فلسطينيون يعيشون في مدينة الخليل، بالضفة الغربية المحتلة. ويتضمن المعرض 36 صورة فوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود وستة أشرطة فيديو قصيرة تستعرض قصص خمسة مرضى واختصاصية نفسية في منظمة أطباء بلا حدود.

وتنوّعت الشخصيات التي ظهرت في أعمال سامان،  فمنها رائد، وهو أب لستة أطفال، غير قادر على إعالة أسرته بعد أن أصيب برصاص جنود إسرائيليين. كما أعطت أعماله مساحة لنساء مثل نورا، التي تعاني من الخوف والكوابيس بعد اعتقال أطفالها.

يقول سامان، "لقد زرت جميع المناطق في الشرق الأوسط على نحو واسع، ولكن هذه المرة الأولى التي أزور فيها الخليل. وأكثر ما أدهشني هو مدى انتشار تأثير الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان بالفعل، فذلك يؤثر بشكل فعلي على كل جانب من جوانب حياة الناس. والقصص الموجودة هي قصص فردية، ولكن معاناتهم جماعية على مرّ الأجيال".

تعمل منظمة أطباء بلا حدود على تنفيذ برامج لدعم الصحة النفسية في مدينة الخليل منذ عام 2001. وفي عام 2018، قدمت فرق الصحة النفسية التابعة للمنظمة استشارات فردية و جماعية، وخدمات العلاج الطبي النفسي، والإسعافات الأولية النفسية الاجتماعية، والدعم النفسي التربوي. ومع ذلك، تظل مسائل الصحة النفسية موضوعًا متعلقًا بوصمة اجتماعية في فلسطين، الأمر الذي يعمل على تثبيط كثير من الأشخاص الذين يكونون بحاجة إلى المساعدة من السعي لإيجاد تلك المساعدة. ومن هنا أتت ضرورة رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية بين الفلسطينيين لتشجيعهم على السعي لتلقي الدعم النفسي.

ووفقًا للإختصاصية النفسية في منظمة أطباء بلا حدود بالخليل ميرفت صبح، "نحن نعيش في مكان تحصل فيه الكثير من الأحداث المؤلمة. إذ يؤدي هذا الأمر إلى الغضب، والقلق، وفقدان الأمل في المستقبل. حيث أن كثير اًمن الأشخاص المتأثرين نتيجة النزاع هم من المراهقين وهو الأمر الذي بدوره سينعكس على حياتهم كبالغين. ففي هذا العمر هم يريدون الحرية، والتحرك من دون قيود، هم يريدون مستقبلًا".

وتعاين فرق منظمة أطباء بلا حدود أعراضاً نفسية عدة أبرزها، القلق ومشاكل النوم ومشاعر الحزن والخوف. أمّا لدى الأطفال، تشمل الأعراض التبول اللاإرادي والكوابيس واضطرابات الأكل والمشاكل السلوكية.

وقال مدير عمليات الشرق الأوسط في منظمة أطباء بلا حدود، أحمد فضل، "في الوقت الذي يتصاعد فيه مستوى العنف في فلسطين، تمثل هذه القصص تذكيرًا بالتأثير الدائم للاحتلال، وأن مرضانا لا يعانون من الجروح الجسدية فحسب، وإنما الجروح النفسية أيضًا. إن مواصلة إيلاء التركيز على الصحة النفسية أمر ذو أهمية بالغة".

المقال التالي
Mental health
Voices from the Field 16 اكتوبر/تشرين الأول 2018