- قصفت القوات الإسرائيلية مخيمات اللاجئين في رفح في الأيام الأخيرة، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات من الأشخاص.
- أدى الهجوم المكثف على رفح إلى تقليص إضافي في توفير الرعاية الصحية وإمكانية الوصول إليها، مع اضطرار المرافق الصحية إلى وقف العمل.
- تدعو أطباء بلا حدود إلى وقف فوري للهجوم على رفح ووقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة.
القدس، باريس، بروكسل، برشلونة - فيما يُعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم بعدما قصفت إسرائيل خيمًا تأوي النازحين في "مناطق إنسانية" بحسب تصنيفها في جنوب غزة بفلسطين، تدعو أطباء بلا حدود إلى إنهاء فوري للهجوم على رفح وللفظائع الوحشية المستمرة في كافة أنحاء قطاع غزة. تؤدي إستراتيجية إسرائيل العسكرية التي تتمثل بشن هجمات متكررة على المناطق المكتظة بالسكان إلى القتل الجماعي للمدنيين قطعًا.
وفي هذا الصدد، يقول الأمين العام لأطباء بلا حدود، كريس لوكيير، "المدنيون يُذبَحون. يُدفع بهم إلى مناطق قيل لهم إنها آمنة، فلا يطالهم إلا قصف جوي بلا انقطاع وقتال عنيف. تضم الخيم عائلات بأكملها من عشرات الأشخاص المحاصرين والذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية. نزح قسرًا ولمرة أخرى أكثر من 900 ألف شخص، إذ كثفت القوات الإسرائيلية هجومها على رفح في أوائل مايو/أيار".
قُتل 21 فلسطينيًا اليوم وأصيب 64 آخرون، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، بعدما قصفت القوات الإسرائيلية خيم النازحين في المواصي، غرب رفح بجنوب غزة.
أُجبر كذلك على النزوح كل من المرضى والفرق الطبية في نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البليغة التي تدعمها أطباء بلا حدود في تل السلطان في رفح ليلة 27 مايو/أيار مع اشتداد الأعمال العدائية في المنطقة، مما أدى إلى توقف جميع الأنشطة الطبية في المرفق. ويأتي هذا الإخلاء القسري مجددًا لأحد مرافق الرعاية الصحية بعد 24 ساعة من شن القوات الإسرائيلية لغارة جوية على "منطقة آمنة" بحسب تصنيفها، متسببة بمقتل ما لا يقل عن 49 شخصًا وإصابة أكثر من 250 آخرين.
سجّل العاملون في نقطة المعالجة المؤقتة تدفق إصابات جماعية بلغت 180 جريحًا و31 قتيلًا، حيث عانى المرضى من حروق شديدة وإصابات بشظايا وكسور وإصابات بالغة أخرى. استقرت حالة هؤلاء المرضى وأُحيلوا إلى مستشفيات ميدانية غربًا باتجاه المواصي، ذلك أنه لم يعد هناك مستشفيات فعالة ومتخصصة بالإصابات البليغة تستطيع أن تتعامل مع حدث إصابات جماعية من هذا النوع.
تقول د. صفاء جابر، وهي طبيبة نسائية مع أطباء بلا حدود وتعيش في خيمة مع عائلتها في مخيم تل السلطان، "سمعنا طوال ليلة البارحة اشتباكات وقصفًا وإطلاق صواريخ. لا يعلم أحد ما يحدث بالضبط. نحن خائفون على أطفالنا وخائفون على أنفسنا. لم نكن نتوقع أن يحدث هذا فجأة. إلى أين سنذهب؟ نعاني للعثور على الأساسيات التي يحتاجها كل إنسان للبقاء على قيد الحياة".
سمعنا طوال ليلة البارحة اشتباكات وقصفًا وإطلاق صواريخ... نحن خائفون على أطفالنا وخائفون على أنفسنا.د. صفاء جابر، طبيبة نسائية مع أطباء بلا حدود وساكنة في مخيم تل السلطان
ومنذ أسبوع فقط، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بأن توقف "فورًا" هجومها العسكري على رفح وأن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وأن تضمن وصولها إلى من يحتاجونها. إلا أن هجوم إسرائيل على جنوب غزة قد تصاعد منذ ذلك الحين، ولم تدخل أي كمية من المساعدات المجدية إلى القطاع منذ السادس من مايو/أيار، واستمر نسق الهجمات الممنهجة التي تستهدف الرعاية الصحية.
وبهذا فإن جميع الدول التي تدعم عمليات إسرائيل العسكرية في هذه الظروف متواطئة أخلاقيًا وسياسيًا. ونحن ندعو الدول – ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والحلفاء من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – إلى بذل كل ما في وسعها للتأثير على إسرائيل لوقف الحصار القائم والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة.
بعد مرور قرابة ثمانية أشهر منذ بداية هذه الحرب، لم يعد هناك مرفق رعاية صحية واحد في غزة قادر على التعامل مع حدث إصابات جماعية كالذي وقع في 27 مايو/أيار. ويأتي إغلاق نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البليغة التي تدعمها أطباء بلا حدود في تل السلطان في أعقاب غارة جوية في اليوم نفسه على المستشفى الكويتي في رفح، والتي تسببت بمقتل عاملَين في المستشفى وأوقفته عن الخدمة. أُخليت جميع المستشفيات في رفح تقريبًا بشكل قسري، وهي إما خارج الخدمة أو بالكاد تعمل، مما لا يترك أي إمكانية لتوفير الرعاية الطبية أو الوصول إليها.
يتعرض مئات آلاف المدنيين لاستعراض وحشي ومستمر للعقاب الجماعي.كارين هاستر، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود
وتقول المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود في غزة، كارين هاستر، "يتعرض مئات آلاف المدنيين لاستعراض وحشي ومستمر للعقاب الجماعي. وإلى جانب القصف، يستحيل علينا أن نساعد بطريقة مجدية بسبب الحظر الشديد للإغاثة. يموت الناس أيضًا بسبب منع العاملين في المجال الإنساني من القيام بعملهم".
كذلك يستمر القصف الإسرائيلي والقتال العنيف بتدمير شمال القطاع، والذي صار وصول العاملين في المجال الإنساني إليه شبه مستحيل. وتقع المستشفيات في الشمال في مرمى النيران وتتعرض لدمار واسع النطاق، بما فيها مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان الذي قصفته القوات الإسرائيلية اليوم. وقد أبلغت مستشفيات أخرى مثل مستشفى الأقصى في دير البلح ومستشفى ناصر في خان يونس عن نقص في الوقود، وقد تخرج قريبًا عن الخدمة.
ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى احترام المرافق الطبية وطواقمها ومرضاها وحمايتها.
ندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها على رفح وفتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية على نطاق واسع.
وندعو إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في كافة أنحاء القطاع.