تجري فِرقُنا تقييمات مستقلّة لتحديد الاحتياجات الطبية وتقييم المساعدات التي يجب تقديمها. وتستند آلية عملنا الى معايير مختلفة، مثل حجم أزمة معينة، ومستويات المرض والوفيات بين السكان، مدى الإقصاء من الرعاية الصحية، والقيمة المضافة التي يمكننا تقديمها إلى الأشخاص المتضرّرين. تقيّم فرقنا طريقة عملنا، وملاءمتها في الأزمة الراهنة بشكل مستمر، مع الأخذ بعين الاعتبار ما تقوم به المنظمات الأخرى.
كيف ننفّذ مشاريعنا
تقع الاستجابة السريعة والفعّالة لحالات الطوارئ في صميم عملنا. وفي حال ارتفاع معدلات الوفيات في غضون أسابيع قليلة، فإنّ التحدي الرئيسي الذي يواجهنا يكمن في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص خلال أقصر وقت ممكن. وفي هذا السياق، تحتفظ منظمة أطباء بلا حدود بالأدوات المعدّة والمجهزة مسبقاً كي تستطيع الفرق تقديم مساعدات سريعة لإنقاذ حياة الناس – وتتضمن الأدوات الجراحية التي تستعمل للجراحة، والخيم (المستشفيات)، إضافة الى مجموعة أدوات الكوليرا. كما أن احتياطاتنا النقدية المخصّصة لحالات الطوارئ تخوّلنا تقديم المساعدة بشكل سريع، وفي المكان والزمان الذي تكون فيه الحاجة أكبر.
يُشكّل تطوير ممارساتنا الطبية جزءاً لا يتجزأ من نشاطنا المستمر، حيث يتم تحديث المبادئ التوجيهية الطبية لفرقنا بانتظام للبناء على أفضل الممارسات. وقد ساهم تفوّقنا الطبي وابتكاراتنا في هذا المجال إلى تطوير الرعاية المقدّمة للأشخاص المتضررين من الأزمات بشكل كبير، وذلك بما يتجاوز التواجد العملي لمنظمة أطباء بلا حدود على الأرض. نذكر على سبيل الذكر لا الحصر، التغييرات التي طرأتْ على أنظمة أدوية علاج الملاريا، وإنشاء مراكز علاج الكوليرا للاستجابة للأوبئة، فضلاً عن استخدام الأغذية الجاهزة ونماذج العلاج الجديدة لمعالجة سوء التغذية.
تتمكّن منظمة أطباء بلا حدود من تقديم الرعاية الى ملايين المرضى كل عام فضلاً لاعتمادها على شبكة متينة من الإمدادات والخدمات اللوجستية. تعي المنظمة أهمية توفير المواد المناسبة لموظفيها، سواء في حالات الطوارئ الحادة عندما تكون هناك حاجة إلى الحصول على الإمدادات في غضون 24 ساعة، أو في البرامج الطويلة الأمد، حيث يشكّل توفير إمدادات ثابتة من المعدات والأدوية أمراً حاسماً.
عندما تقع أزمة ما، يجهّز موظفو منظمة أطباء بلا حدود المتواجدون في المنطقة الموارد لتوفير المساعدة، حيث يتم إرسال المزيد من الموظفين من المنطقة أو خارجها إذا لزم الأمر. وبالإضافة إلى الطاقم الطبي، فإن فرقنا تشمل خبراء الشؤون اللوجستية، وأخصائيي المياه، والإداريين، وغيرهم. وتجدر الإشارة أننا أنشأنا وحدات طوارئ في بعض البلدان، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية على سبيل المثال لدينا ست وحدات طوارئ مختلفة تستجيب للأزمات في جميع أنحاء البلاد.
تُعلّق منظمة أطباء بلا حدود أهمية قصوى على جودة الأدوية المستخدمة لعلاج المرضى. تتّبع مراكز الإمداد اللوجستي إجراءات تأهيل مطورة من قبل الصيادلة في منظمة أطباء بلا حدود للحفاظ على رقابة صارمة على جودة الإمدادات الطبية. وفي البلدان التي لا يُسمح فيها لمنظمة أطباء بلا حدود باستيراد الأدوية، تقع مسؤولية ضمان جودة الأدوية على عاتق السلطات الوطنية المعنية بالأدوية.
تعتمد الرعاية الطبية في منظمة أطباء بلا حدود على الاحتياجات وحدها، بغضّ النظر عن المصالح السياسية أو الاقتصادية أو غيرها. كما أن فرقنا على الأرض في حوار دائم مع المجتمعات المحلية، والسلطات المحلية، والجماعات المسلحة، لتسهيل توفير أفضل رعاية طبية ممكنة للمرضى ومجتمعاتهم المحلية. كما نبذل قصارى جهدنا للحد من المخاطر التي تواجه فرقنا من خلال الحوار المستمر، ومن خلال أهمية وجودة المساعدة التي نقدمها.
الإدلاء بالشهادة والتحدث علانية عن المعاناة
ينطوي قربنا من السكان المنكوبين على واجب زيادة التوعية لتحسين وضعهم.
قد تشهد فرقنا أثناء تأدية عملها حالات عنف، وأعمال وحشية وإهمال. وتعني كلمة الإدلاء بالشهادة– تسليط الضوء على ما تشهده فرقنا، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
وفي بعض الأحيان، قد تتحدث منظمة أطباء بلا حدود علانيةً لتسليط الضوء على أزمة منسية، أو للتنديد بالإساءات، أو الاعتراض على تحويل المساعدات، أو التنديد بالسياسات التي تحدّ من حصول المرضى على الرعاية الطبية أو الأدوية الأساسية.
وانطلاقاً من هذه الروح، أطلقنا حملة منظمة أطباء بلا حدود للحصول على الأدوية الأساسية في عام 1999 للمطالبة بحصول المرضى على الأدوية الأساسية، والاختبارات التشخيصية، واللقاحات ضمن مشاريعنا وخارجها. وموّلنا هذه المبادرة بأموال جائزة نوبل للسلام التي مُنحتْ لمنظمة أطباء بلا حدود عام 1999.
اقرأ المزيد عن جائزة نوبل للسلام التي مُنحتْ لمنظمة أطباء بلا حدود
قسم الشؤون اللوجستية: الركن الأساسي لعملياتنا
يضمن الآلاف من خبراء الشؤون اللوجستية في الميدان سير كافة التفاصيل بسلاسة، بدءاً من الحفاظ على نظام التبريد أثناء حملات التطعيم، ومركبات الخدمات، وتنظيم توفير خدمات المياه والصرف الصحي في المخيمات وصولاً الى إنشاء مستشفيات ميدانية – وفي الواقع فإن الخدمات اللوجستية هي ما تجعل عملنا ممكناً.
هذا وتقوم مراكز التوريد التابعة لنا في فرنسا وبلجيكا وهولندا (بالإضافة إلى مراكزها الإقليمية) بإرسال الأدوات المجهزة مسبقاً، والإمدادات، والأدوية اللازمة لعلاج المرضى وتسيير البرامج. وهي تضمن سلامة الإمدادات الطبية وغير الطبية، وإمداد فرقنا بما تحتاجه، أينما ومتى دعت الحاجة إلى ذلك.
مجلس مراجعة الأخلاقيات في منظمة أطباء بلا حدود
ترعى منظمة أطباء بلا حدود أو تشارك في العديد من المشاريع البحثية في مجالات عملها، وقد أثّرت نتائج العديد من المشاريع البحثية على السياسة الصحية العالمية بشكل كبير، وأفادتْ على السواء الأشخاص الذين تخدمهم منظمة أطباء بلا حدود وغيرهم. ونتيجة لذلك، أصبحتْ الأبحاث جزءاً لا يتجزأ من أنشطتنا بشكل متزايد، سواء في الميدان أو في مجال حشد التأييد للقضايا الصحية العالمية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أننا نُولي اهتماماً خاصاً للقضايا الأخلاقية الناشئة عن البحث الذي نشارك فيه. وقد تم إنشاء مجلس مستقل لمراجعة الأخلاقيات (ERB) في عام 2002، وتقييم جميع المقترحات البحثية التي تعني منظمة أطباء بلا حدود.
مركز أطباء بلا حدود للأبحاث في مجال علم الأوبئة
epicentre.msf.orgإن مركز أطباء بلا حدود للأبحاث في مجال علم الأوبئة هو منظمة فرعية أنشأتها منظمة أطباء بلا حدود في عام 1986 لتوفير الخبرة في مجال علم الأوبئة لمشاريعها الميدانية. وهي معنية بشكل خاص بالتحقيق في الحالات الحرجة في الميدان، ولا سيما حالات النزوح السكانية والأوبئة، وإجراء بحوث نيابة عن منظمة أطباء بلا حدود في المناطق التي تعمل فيها، فضلاً عن تدريب العاملين في المجال الطبي على التقنيات الوبائية.
قم بزيارة موقع مركز أطباء بلا حدود للأبحاث في مجال علم الأوبئةمراكز التقييم
المراجعات النقدية ومراكز التقييم
بفضل أكثر من 40 عاماً من الخبرة الميدانية في مجال الطوارئ والمساعدات الإنسانية، وكجزء من حاجتنا للتفكير النقدي في أعمالنا وتطوير آليات عملنا المتّبعة، أنشأنا عدداً من مراكز التقييم داخل منظمة أطباء بلا حدود.
ويتمثّل دور هذه المراكز بشكل أساسي في دراسة وتحليل عمل المنظمة عن طريق مراجعة الأنشطة الإنسانية والطبية السابقة، واستخلاص الدروس المستفادة، وسُبل التقدّم في المستقبل، إلى جانب دعم جهود الدفع نحو التغيير مع الحرص على إثارة النقاش داخل المنظمة وخارجها.
وتجري المراكز دراسات وتحليل أعمال منظمة أطباء بلا حدود، كما أنها لا تتورّع عن الإشارة إلى الفجوات الأخرى في النظام الإنساني بشكل عام. وتشمل المواضيع التي يتم التطرق إليها من قبل هذه المراكز: الهجرة، واللاجئين، والحصول على المساعدات، والسياسات الصحية.