يدمر النزاع المسلح حياة الناس الذين يجدون أنفسهم مستهدفين ومعرّضين لسوء المعاملة ومضطرين لمواجهة المشقة والفقر عدا عن الهروب أو العيش تحت الحصار ومواجهة الهجمات العشوائية أو حتى المستهدفة. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يعاني الناس من الفقر بدون إمكانية الحصول على الاحتياجات الأساسية الكافية على غرار الطعام والرعاية الطبية.
ومن شأن عواقب الحرب أن تكون هائلة وكارثية وقد تتراوح بين الموت والعنف كما أنّها قد تؤدي إلى إصابات خطيرة تغيّر حياة الناس واضطراب ما بعد الصدمة وتحطيم البنية التحتية والأنظمة الصحية بالإضافة إلى اقتلاع الناس من ديارهم وإجبارهم على الفرار والتخلي عن كل ما يمتلكونه.
وقد ننشئ في حالات النزاع، وبناءً على الأولويات، غرف العمليات والعيادات وبرامج التغذية ومكافحة الأوبئة والرعاية الطبية لضحايا العنف الجنسي وأجنحة الولادة إلى جانب خدمات أخرى.
عواقب الحرب
تتزايد الإصابات البليغة أثناء النزاعات المسلحة مما يستدعي زيادة الرعاية الطارئة. واليوم، تركّز فرقنا على علاج كل من جروح الحرب والإصابات طويلة الأمد فتقدّم رعاية الإصابات البليغة الطارئة بالإضافة إلى الجراحة التقويمية.
تتزايد الاحتياجات الطبية المنتظمة مع انهيار خدمات الرعاية الصحية أثناء الحروب والنزاعات. لذلك تجد النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري أو فيروس نقص المناعة البشري أنفسهم في وضع صعب. ومع ندرة السلع، ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية ومواد الإغاثة، في حين أن الخوف، وانعدام الأمن، والخسارة يولدون ضائقة نفسية.
نشهد بانتظام زيادة في العنف الجنسي أثناء النزاع. ففي بعض الأحيان، يتم اللجوء إلى الاغتصاب لإخضاع المجتمع المحلي.
غالباً ما يقتلع النزاع الناس من منازلهم. فتقدّم فرقنا الرعاية الطبية للنازحين جراء النزاعات وقد شهدت على العواقب المباشرة للعنف على صحة الناس والمجتمعات بأكملها التي تتلقّى خدماتنا. من شأن الرحلات الصعبة والظروف غير المستقرة في مكان الإقامة المؤقت أن تهدد صحة ورفاه الناس. وفي هذه السياقات، يبقى هؤلاء الأشخاص طي النسيان وغير قادرين على الحصول على التعليم المناسب والرعاية الطبية أو خدمات المياه والصرف الصحي ومعرّضين لمخاطر كبيرة على غرار المشاكل النفسية والعنف والأمراض.
يمكن أن يكون النزاع والنزوح محفزين للأوبئة وتفشي الأمراض، بسبب نقص المياه والصرف الصحي والرعاية الطبية. حيث أن العيش في ظروف صعبة وغير صحية يمكن أن يكون مكانًا مثاليًا لتكاثر الكوليرا أو الحصبة. لقد أدى انعدام الأمن وانهيار الأنظمة الصحية إلى إقصاء الناس عن تلقي الرعاية الصحية الوقائية، بما في ذلك اللقاحات.
تبذل فرق الاختصاصيين والأطباء النفسيين قصارى جهدها لعلاج الاحتياجات النفسية الملحّة لدى الأشخاص المتأثرين بالعنف فيعالجون الأطفال الذين اقتلعوا من ديارهم والذين شهدوا على النزاعات المروّعة أو الأشخاص الناجين من التعذيب والعنف الجنسي. وتفتقر الكثير من المناطق المتأثّرة بالحروب والنزاعات حول العالم إلى مزوّدي خدمات الرعاية النفسية الشاملة. لذلك، نضطر إلى إنشاء برامجنا الخاصة في أغلب الأحيان.
وبالإضافة إلى انعدام الخدمات، يعاني الناس من وصمة العار والشكوك التي تحوم حول الصحة النفسية. لذلك، نعمل مع المجتمعات لنشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية.
قصف جديد على حلب الشرقية يزيد وضع الرعاية الصحية سوءاً
الوقت ينفد أمام أطفال حلب الشرقية الذين لا أمل لديهم في المستقبل
الوصول إلى المستشفى في حلب الشرقية المحاصرة أصبح خطراً بحد ذاته
"حلب الشرقية تُدمَّر أمام أعيننا"
أطباء سوريون مستعدون للعودة إلى حلب الشرقية إذا ما حصلوا على ممر آمن لدخولها
4 مستشفيات تتعرض للهجوم فيما يستمر القصف الصاروخي والمدفعي على منطقة دمشق
جميع مستشفيات حلب الشرقية تضررت في 23 هجوماً منذ منتصف يوليو/تموز
معارك بلا أطباء في حروب بلا حدود
تعرض مستشفيين جراحيين في حلب الشرقية للقصف
عدم التحيز لأي طرف
لا تنحاز منظمة أطباء بلا حدود إلى أي طرف في مناطق النزاع. كما أنه من المهم لنا التفاوض مع جميع أطراف النزاع من أجل الوصول إلى المجتمعات المتضررة وتقديم المساعدة لها. وسنتحدّث علانية عن المعاناة التي نشاهدها، بالإضافة إلى أية انتهاكات جسيمة قد نشهد عليها أثناء تقديم المساعدة للأشخاص الذين يعيشون في ظروف الحروب والنزاعات.
وتتجلى إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها الحفاظ على استقلالنا بضمان قدوم تمويلنا للعمل في مناطق النزاعات من قبل الأفراد من عامة الناس. لذلك وعلى الصعيد العالمي، نستقبل نسبة ضئيلة جداً من التمويلات الحكومية أي ما يعادل 3 في المئة من إجمالي التمويل. وعند عملنا في مناطق النزاع، لا نستخدم الأموال التي نتلقاها من الحكومات التي لديها أي نوع من الارتباط مع هذا النزاع.
ورغم أننا لا ندعم أيًا من الأطراف المتنازعة، إلا أننا لسنا دائمًا متواجدين في جميع مناطق تواجد أطراف النزاع كافة. قد يكون هذا إما بسبب عدم حصولنا على حق الوصول من جانب واحد أو أكثر من الأطراف، أو بسبب انعدام الأمن، أو لأن الاحتياجات الأساسية للسكان تتم تغطيتها.
لا تستطيع فرقنا سدّ جميع الفجوات في كل الأوقات، إلّا أنّنا دائمًا ما نضع الأشخاص المحتاجين أوّلًا ونقدّم لهم أفضل رعاية طبية ممكنة بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم والجهة التي يؤيّدونها.