- بعد مرور عام على إغلاق إيطاليا موانئها أمام سفن البحث والإنقاذ الإنسانية، لقي أكثر من 1,000 شخص حتفهم بينما آلاف آخرون عالقين في البحر
- إن تجريم إنقاذ حياة الناس جعل السفن التجارية والعسكرية تغضّ النظر عن القوارب في خطر وتمتنع عن إنقاذ حياة الناس
- تناشد منظمة أطباء بلا حدود الحكومات الأوروبية لتوفير قدرات البحث والإنقاذ وتسهيل رسو السفن لإنزال المنقَذين من البحر ووقف إعادتهم القسرية إلى رحم المعاناة في ليبيا
أمستردام/مرسيليا – بعد مرور عام على قرار إيطاليا بإغلاق موانئها أمام السفن الإنسانية
أرقام من البحر الأبيض المتوسط، بين يونيو/حزيران 2018 ويونيو/حزيران 2019:
10,000
10,
2,443
2,443
1,151
1,151
وفي هذا الصدد، تقول مديرة العمليات في أطباء بلا حدود آن-ماري لوف: "إن استجابة الحكومات الأوروبية للأزمة الإنسانية في البحر المتوسط وليبيا أشبه بسباقٍ للوصول إلى قاع اللاإنسانية. قبل عام من الآن، ناشدنا الحكومات الأوروبية لوضع حياة الناس قبل الاعتبارات السياسية، وطالبنا باستجابة إنسانية تضع حداً للسياسيات التي تجرّد العالقين في البحر من إنسانيتهم لتحقيق المكاسب السياسية. ولكن على النقيض من ذلك، فقد وصلت السياسات الأوروبية خلال هذا العام إلى مستويات مؤسفة من التدني".
واقع الأمر أنه حتى مع انخفاض أعداد السفن الإنسانية في البحر سيواصل الناس الذين ليس أمامهم خيارات أخرى المضي في البحر بتلك القوارب غير الملائمة وبغض النظر عن المخاطر.فريدريك بينارد، مدير عمليات "إس أو إس ميديتيراني"
مواجهات في البحر: "العُرْف" الجديد
منذ منع سفينة أكواريوس للبحث والإنقاذ، والتي كانت تديرها "إس أو إس ميديتيراني" بالشراكة مع أطباء بلا حدود، من دخول الموانئ الإيطالية قبل عام من الآن، أصبحت هذه المواجهات في البحر المتوسط هي "العُرف" الجديد، حيث حصلت 18 حادثة موثَّقة علناً. وتضاف هذه الحوادث إلى ما مجموعه 140 يوم أو أكثر من أربعة أشهر بقي فيها 2,443 شخصاً من رجال ونساء وأطفال عالقين في البحر بينما كان قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون مستقبلهم.
إن تداعيات تجريم إنقاذ حياة الناس في البحر لا تؤثر فقط في السفن الإنسانية بل تُضعف كذلك مبدأ تقديم المساعدة للذين يواجهون محنة في البحر. وباتت السفن التجارية وحتى العسكرية تُحجِم بشكل متزايد عن الاستجابة لأولئك الذين يمرون بمحن بسبب خطورة بقائهم هائمين في عرض البحر وحرمانهم من الرسو في مكان آمن. السفن التجارية التي تجري عمليات إنقاذ تواجه وضعاً صعباً للغاية حيث تضطر لأن تخاطر بحدوث مواجهة أو إعادة الذين تم إنقاذهم إلى ليبيا فتخرق بذلك القانون الدولي.
ويقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود إلى ليبيا والبحر المتوسط سام تيرنر: "قبل عام من الآن حذرنا من أن هذه المواجهات الخطيرة واللاإنسانية في البحر يجب ألا تصبح سابقةً يحتذي بها الآخرون. لكن هذا بالضبط هو ما حدث. إن هذا المأزق السياسي بين الدول الأوروبية وعدم قدرتها على وضع حياة الناس موضع الأولوية هو وضع صادم بشكل أكبر اليوم مع استمرار القتال والمعارك في طرابلس".
إن استجابة الحكومات الأوروبية للأزمة الإنسانية في البحر المتوسط وليبيا أشبه بسباقٍ للوصول إلى قاع اللاإنسانية.آن-ماري لوف، مديرة العمليات في أطباء بلا حدود
معادون إلى دائرة العنف
خلال الأسابيع الستة الماضية وحدها، حاولت أعداد متزايدة من الناس ذوي الاحتياجات الشديدة الهرب من ليبيا، حيث حاول أكثر من 3,800 شخص عبور البحر عبر قوارب غير آمنة. وفي حين دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات أخرى كأطباء بلا حدود إلى الإجلاء الإنساني للاجئين والمهاجرين إلى خارج ليبيا منذ بداية النزاع في طرابلس، فإن واقع الأمر هو أنه مقابل كل شخص تم إجلاؤه أو إعادة توطينه هذا العام، فقد أُعيد أكثر من ضعف عددهم قسراً إلى ليبيا من قبل خفر السواحل الليبي. ويدعم القادة الأوروبيون عمليات الإعادة القسرية هذه مع علمهم بدائرة الاستغلال والتعذيب والعنف الجنسي والاعتقال التعسفي التي يتعرض لها هؤلاء الناس في ليبيا.
ويقول مدير عمليات "إس أو إس ميديتيراني" فريدريك بينارد: "إن غياب السفن الإنسانية عن وسط البحر المتوسط خلال هذه الفترة إنما يدحض مزاعم ’عامل الجذب‘ التي لا أساس لها. واقع الأمر أنه حتى مع انخفاض أعداد السفن الإنسانية في البحر سيواصل الناس الذين ليس أمامهم خيارات أخرى المضي في البحر بتلك القوارب غير الملائمة وبغض النظر عن المخاطر. الفارق الوحيد الآن هو أن احتمالات موت الناس أصبحت أكثر بأربع مرات عما كانت عليه العام الماضي، وفق منظمة الهجرة الدولية".
بعد مرور عام على أول مواجهة في البحر، تواصل أطباء بلا حدود و"إس أو إس ميديتيراني" دعوتهما إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي إلى:
• توفير قدرات بحث وإنقاذ استباقية وكافية بشكل عاجل، بما في ذلك سلطات تنسيق في البحر المتوسط ذات كفاءة واستجابة لمنع موت الناس في البحر دون داعٍ.
• إنهاء الإجراءات العقابية ضد المنظمات غير الحكومية التي تحاول تقديم الدعم المنقذ للحياة بدل تلك القدرات.
• سحب الدعم المادي والسياسي الحالي المقدم لنظام الإعادة القسرية للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين إلى ليبيا ليتم وضعهم في الحجز التعسفي اللاإنساني.
• إنشاء نُظم إنزال مستدامة وموثوقة وقابلة للتنبؤ تقدم أماكن آمنة يُعامَل فيها الناجون بإنسانية ومجهزة بالخدمات المناسبة ويكون بإمكانهم طلب اللجوء.