- وجدت أطباء بلا حدود بعد تقييم الوضع الغذائي في مركز السبعة أن شخصاً من بين كل أربعة أشخاص يعاني من من سوء التغذية أو نقص الوزن
- كان 31 شخصاً محتجزين في غرفة صغيرة ومكتظة، لا يقدرون على الاستلقاء فيها
- تناشد أطباء بلا حدود السلطات الليبية إلى معالجة الظروف غير الإنسانية في هذه المراكز وإطلاق سراح الأطفال الموقوفين
طرابلس - يعاني اللاجئون والمهاجرون الموقوفون تعسفياً في مركز السبعة في طرابلس، بما فيهم أكثر من 100 طفل تحت الثامنة عشرة من العمر، من مستوياتٍ مقلقة من سوء التغذية الحاد، كما تم احتجاز البعض منهم مؤخراً في غرفٍ بالغة الصغر وبحيث تقتصر المساحة المخصصة للفرد منهم على أقل من 0.7 متر مربع. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات الليبية والمجتمع الدولي للتصدي بأقصى سرعة لهذا الوضع الخطير وغير الإنساني في مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا.
من نتائج تقييم الوضع الغذائي في مركز السبعة، فبراير/شباط 2019.
16 %
16%
5 %
5%
2 %
2%
أصدرت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً تقريراً تضمن نتائج جولتين لتقييم الوضع الغذائي في مركز السبعة، يفيد بأن ربع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء تقريباً يعانون من سوء التغذية أو نقص الوزن، فيما يواجه الأطفال من بينهم عواقب صحية أخطر منها لدى البالغين.
وتعزِّز هذه النتائج عدة شهادات فردية تفيد بحصول الموقوفين على وجبة طعام واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، وأن الوافدين الجدد إلى المركز يمكن أن يمر عليهم حتى أربعة أيام قبل أن يحصلوا على الطعام.
في 21 فبراير/شباط، بدأت منظمة أطباء بلا حدود بتوزيع حصصٍ غذائية في مركز السبعة لمعالجة النقص الحاد في الغذاء وتحسين صحة الموقوفين. وفي اليوم نفسه، اكتشفت الفرق الطبية أن31 شخصاً محتجزون في غرفةٍ صغيرة أبعادها 4.5 متر و5 أمتار، أي أقل ما يقارب 0.7 متر مربع للشخص الواحد. كانت الحجرة صغيرة ومكتظة لدرجة أنها لا توفر مساحة كافية للاستلقاء، ولم يكن في الغرفة مرحاض ما أجبر الناس على التبول في دلو أو في زجاجةٍ بلاستيكية. واستمر احتجاز الأشخاص في تلك الغرفة لأكثر من أسبوع على الرغم من نداءات أطباء بلا حدود المتكررة بنقل المهاجرين واللاجئين داخلها إلى مكانٍ آخر أكثر ملاءمة.
تقول مسؤولة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود كارلين كليجر أن "ما نراه اليوم في مركز السبعة دليل على نظام مستهتر وغير منضبط وغير مبرر ويعرض حياة المهاجرين واللاجئين للخطر. تنقص هؤلاء الأشخاص حاجات أساسية ضرورية للبقاء على قيد الحياة. إذا لم يكن بالإمكان تأمين الطعام والمأوى والخدمات الأساسية بشكل متواصل ولائق يتوجب على السلطات الليبية أن تطلق سراح هؤلاء الأشخاص فوراً".
تساهم الدول الأوروبية هي الأخرى في هذه المعاناة، بسبب سياساتها التي تُشجِّع وتسمح بإعادة المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر إلى الظروف غير الإنسانية في المعتقلات الليبية، وهذا أمر يخلو من المنطق.كارلين كليجر، مسؤولة الطوارئ في أطباء بلا حدود
أظهر أحدث تقييم لوضع التغذية أجرته المنظمة في شهر فبراير/شباط بأن 24 بالمئة من مجموع المهاجرين واللاجئين في مركز السبعة تظهر لديهم أعراض يمكن أن تعزى إلى عدم انتظام وسوء نوعية الطعام المقدم لهم، وأن 2 بالمئة منهم يعانون من سوء تغذية حاد شديد و5 بالمئة من سوء تغذية حاد متوسط وأن 16 بالمئة تعتبر أوزانهم أقل من الطبيعي. كما يُعتَقَدُ بأن الأطفال دون سن الثامنة عشرة -والذين يشكلون أكثر من ثلث العدد الكلي للموقوفين- معرضون للإصابة بسوء التغذية الحاد أكثر بمرّتين من البالغين، كما ومعرضون بمعدل ثلاثة أضعاف أكثر للإصابة بسوء التغذية المعتدل.
تؤمن منظمة أطباء بلا حدود أنه يجب ألا يسمح باحتجاز أي طفل بهذا الطريقة. إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشدد وبكل بوضوح على عدم السماح باحتجاز الأطفال لغايات الهجرة وذلك لأن الحالات الموثقة قد أثبتت بأن ذلك يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية ويعد انتهاكاً لحقوق الطفل.
ما نراه اليوم في مركز السبعة دليل على نظام مستهتر وغير منضبط وغير مبرر ويعرض حياة المهاجرين واللاجئين للخطر.كارلين كليجر، مسؤولة الطوارئ في أطباء بلا حدود
ويرى المستشار الصحي لأطباء بلا حدود في ليبيا كيس كيوس أن "الوضع قد أصبح مقلقاً للغاية، فالناس داخل المعتقل ليس لديهم أي سيطرة على ما يأكلونه أو متى أو كيف سيحصلون على الطعام. بل هم معتمدون اعتماداً كلياً على ما تقدمه لهم سلطة المركز من طعام. شهدت فرقنا الطبية مرضى يتوقفون عن تناول الأدوية لأنه ليس لديهم ما يأكلونه. هذا ويتم ذكر الطعام تحديداً بشكلٍ دائم على أنه السبب الرئيسي للقلق والتوتر في هذا المركز".
إن منظمة أطباء بلا حدود كانت وستبقى دائماً ضد الاحتجاز التعسفي للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في ليبيا وستستمر بالتنديد بسياسات بعض دول الاتحاد الأوروبي التي تسمح بإجبار هذه الفئة شديدة الاحتياجات من البشر على العودة إلى ظروفٍ تشكل خطراً على حياتهم وإهانة لإنسانيتهم وإساءة لصحتهم الجسدية والنفسية. تناشد المنظمة السلطات الليبية والمجتمع الدولي للاستجابة الفورية للوضع الحالي في ليبيا من خلال بما يلي:
- التأكد من أن يتم تزويد كافة المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في السبعة وفي المراكز الأخرى على الأراضي الليبية بكميات من الطعام كافية لتلبية متطلبات التغذية الأساسية.
- إخراج كافة المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء تحت سن 18 عاماً من مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية وتقديم الدعم الضروري لهم للتأكد من أنهم بخير.
- إيقاف وصول أي مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء جدد إلى مركز السبعة إن لم يكن ممكناً تأمين الطعام الكافي والأماكن الكافية لاستيعابهم مع تأمين إطلاق سراح أو ترحيل أولئك الموجودين داخل المركز حالياً.
- التأكد من أن ظروف الاحتجاز تحقق المعايير المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً.
تقوم منظمة أطباء بلا حدود منذ أكثر من عامين بتقديم الرعاية الصحية للاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء في مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية التابعة إسمياً لسلطة وزارة الداخلية والهيئات التابعة لها والمختصة بمكافحة الهجرة غير القانونية في مدن طرابلس والخمس ومصراتة وزليتن. لا يتم توفير رعاية صحية في هذه المراكز، بل يتم تقديم هذه الرعاية من قبل منظمات إنسانية قليلة مثل منظمة أطباء بلا حدود أو من قبل الهيئات التابعة للأمم المتحدة التي ما زالت قادرة على المحافظة على وجودٍ ضئيل لها في البلاد على الرغم من الانتشار الواسع لأعمال العنف وانعدام الأمن.
بالإضافة إلى تقديم الإحالات الطبية المنقذة للحياة، تقوم الفرق الطبية التابعة لأطباء بلا حدود بمعالجة المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من المشاكل الصحية التي يكون سببها أو سبب تفاقمها في أغلب الأحوال هو الحرمان من الخدمات الطبية المنتظمة أو الكافية والظروف غير الإنسانية داخل المراكز. من تلك الأمراض التهاب الجهاز التنفسي والإسهال المائي الحاد والجرب والسل. كما أن العديد من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء داخل هذه المراكز يعانون من القلق والاكتئاب وتظهر عليهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. كما تعاين أطباء بلا حدود بشكلٍ منتظم مرضى يعانون من حالات نفسية تتطلب رعاية ومراقبة مستمرتين وهي حالات تكون في أغلب الأحيان مرتبطة أو تتفاقم بسبب الظروف السيئة داخل المراكز.