Skip to main content
MSF Clinic: inpatient department and surgical capacity, Gogrial, Warrap State. South Sudan

تقويض قدرة وصول المجتمعات إلى الرعاية الطبية عقب السطو المسلح الذي طال فريق أطباء بلا حدود في ياي

تدين أطباء بلا حدود بشدة السطو المسلح الذي طال فريقها الطبي وحرْق المركبتين التابعتين لها على طريق خارج مدينة ياي، جنوب السودان في صباح 28 فبراير/شباط 2022. وعلى إثر هذا الحادث، اضطرت أطباء بلا حدود إلى تعليق تحركاتها إلى خارج مدينة ياي لدعم المرافق الطبية في تلك المنطقة، ما قوّض قدرة عشرات آلاف الأشخاص على الوصول إلى الرعاية الطبية التي تشتد الحاجة إليها.

وتقول منسقة العمليات في أطباء بلا حدود، ساندرا لامارك، "أصبنا بصدمة شديدة من هذا الهجوم المرفوض، إذ يستهدف تقديم المساعدة الإنسانية المحايدة وغير المتحيزة للمجتمعات التي تمس حاجتها إلى الرعاية الطبية. ونتيجة لهذا الهجوم، عُلقت الأنشطة التي سمحت للفرق بالوصول إلى المجتمعات المحلية في المناطق المجاورة لمدينة ياي، وذلك حتى يُعاد تهيئة ظروف سلامة مناسبة ويتاح لنا استئناف عملنا المنقذ للحياة بصورة آمنة".

في حوالي الساعة التاسعة والربع من صباح يوم أمس، سافر سبعة موظفين يرتدون ملابس تشير إلى انتمائهم لمنظمة أطباء بلا حدود على متن مركبتين يظهر عليهما شعار المنظمة بوضوح. سلك الموظفون طريق ياي-ماريدي للتوجه إلى مينيوري من أجل دعم أنشطة توفير العلاج لمرضى الملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال، علمًا أن هذه الأخيرة هي الأسباب الرئيسية لوفيات الرضع في جنوب السودان.

وقبل وصولهم، أوقفت مجموعة كبيرة من المسلحين الفريق الطبي وأجبرتهم على الترجّل من سياراتهم تحت تهديد السلاح. اقتيد الفريق إلى الأدغال، حيث تحتجز المجموعة المسلحة عددًا من الأشخاص. وتعرّض فريقنا للتهديد والسلب، كما سُرقت ممتلكات أفراد الفريق الشخصية وممتلكات أطباء بلا حدود.

أصبنا بصدمة شديدة من هذا الهجوم المرفوض، إذ يستهدف تقديم المساعدة الإنسانية المحايدة وغير المتحيزة للمجتمعات التي تمس حاجتها إلى الرعاية الطبية. ساندرا لامارك، منسقة العمليات في أطباء بلا حدود

وبعد الحادث، أُطلق سراح الفريق من دون تعرضه لأية إصابات جسدية، ولكن أُشعلت النيران بسيارتي أطباء بلا حدود فدُمرتا واضطر الفريق إلى التوجه إلى منطقة آمنة سيرًا على الأقدام. هذا وسُرقت الأدوية المخصصة لتقديم الرعاية الطبية التي كانت في المركبة. 

وقع الحادث على طريق اعتادت فرق أطباء بلا حدود سلكه لعدة سنوات أثناء قيامها بالعمل الطبي. والجدير ذكره أن أطباء بلا حدود تعمل بشفافية كاملة مع جميع السلطات والجهات المسلحة في المنطقة وبما يتماشى مع مبادئنا المتمثلة بالاستقلالية والحياد وعدم التحيز. 

وتضيف لامارك، "تكاد أطباء بلا حدود تكون الجهة الطبية الوحيدة التي تدعم مرافق طبية عدة خارج مدينة ياي. وعندما تحدث هكذا هجمات، يتعرّض السكان المحليون للضرر الأكبر، إذ تقوّض الهجمات قدرة المجتمعات على الوصول إلى الرعاية الصحية بشكل كبير. وعليه، ندعو جميع الأطراف المسلحة إلى تحمل مسؤولياتها بموجب القانون الإنساني الدولي واحترام تقديم المساعدة الإنسانية".

تقدم أطباء بلا حدود مساعدات إنسانية وطبية محايدة ومستقلة وغير متحيزة في جنوب السودان منذ عام 1983. ونعمل اليوم في أكثر من 14 مشروعًا في جميع أنحاء البلاد، ونقدم خدمات طبية منقذة للحياة للمجتمعات التي تشتد حاجتها إليها. وتعمل فرقنا في المستشفيات والعيادات في أنحاء البلاد، وتدير فيها بعضًا من أكبر برامجنا في العالم. كما نقدم الرعاية الصحية الأولية والمتخصصة ونستجيب لحالات الطوارئ وتفشي الأمراض التي تلم بالمجتمعات المعزولة والنازحين واللاجئين من السودان.

المقال التالي
جنوب السودان
تحديث حول مشروع 29 أغسطس/آب 2022