Skip to main content
Emergency response in Mocha 05

أطباء بلا حدود تعالج عددًا كبيرًا من جرحى الحرب في المخا مع اشتداد النزاع في جنوب غرب اليمن

في ظل اشتداد حدّة النّزاع، عالجت فرق أطباء بلا حدود 163 جريحًا في الفترة التي تتراوح بين 8 و28 نوفمبر/تشرين الثاني في مستشفى المنظمة الجراحي في مدينة المخا في اليمن جرّاء إصابتهم بالشظايا أو جرّاء الانفجارات أو غيرها من الإصابات الناجمة عن النّزاع. وأثار هذا الوضع مخاوف ملحّة على صحة السكان وسلامتهم وعلى قدرة النظام الصحي على تحمّل تدفّق المرضى الّذين تعرضوا لإصابات ناجمة عن النزاع.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في عدن، ميودراغ جيفتوفيتش، "استجبنا لحدثين تسبّبا بإصابات جماعية خلال الأسبوعين الماضيين. وفي كل مرة، وصل أكثر من 30 جريحا في مدة زمنية قصيرة من المناطق المحاذية لخطوط المواجهة. فوسّعنا قدرتنا الاستيعابية في محاولة لمواكبة التوافد الكبير للجرحى الّذين أصيبوا بسبب النّزاع. وعرفنا من المرافق الطبية الأخرى التي تقع في مناطق قريبة من خطوط المواجهة أنّ أعداد الجرحى الّذي استقبلتهم قد أثقل كاهل هذه الأخيرة أيضًا".  

أنشطة أطباء بلا حدود في اليمن
يعتني أحد الأطباء في أطباء بلا حدود بالمرضى المصابين عقب اشتداد القتال في المخا. اليمن، في نوفمير/تشرين الثاني 2021.
Athmar Mohammed/MSF

ومع اشتداد حدّة النزاع في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، بدأ فريق أطباء بلا حدود بالاستجابة لتوافد المصابين. ففي 12 و13 نوفمبر/تشرين الثاني، استقبلت الفرق 34 مصابًا خلال يومين، وعملت الفرق الجراحية على مدار الساعة لإجراء 20 عملية جراحية في يوم واحد.

وفي الأسبوع التالي، توافد 45 مصابًا إلى المستشفى في تدفّق ثانٍ، بينهم سبعة مصابين يعانون من حالات حرجة. وفي هذا السياق، استجابت المنظمة للوضع عبر إجراء 24 عملية جراحية. ومن بين 163 جريحًا كانت المنظمة قد استقبلتهم منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني، وصل 96 شخصًا منهم بحالة خطيرة أو حرجة.

يصل المرضى إلينا من المناطق المجاورة لخطوط المواجهة، فيخبرنا بعض السكان كيف تعرّضوا للقصف وتبادل إطلاق النار وكيف يكافح أفراد العائلة للعثور على ذويهم بعد إحالتهم إلى المستشفى. كان هذا هو حال سحر من منطقة التحيتا بعد أن أصيب والدها عياش في النزاع.

وفي سياق متّصل، يقول عياش الّذي قطع طريقًا طويلًا وغير مأهول ومعبّدًا بالألغام قبل أن يجد والده في مستشفى أطباء بلا حدود في المخا، "فُقد والدي منذ حوالي ثمانية أيام، وكنا نبحث عنه. حاولنا أن نسأل أهل القرية عنه، فأخبرنا البعض أنه كان من بين الجرحى الّذين أصيبوا".

وكان الوالد قد أصيب بجروح، لكن عندما وصل عياش إلى المستشفى في المخا، شعر بارتياح كبير بعدما رأى والده يتعافى بصورة جيدة بعد خضوعه لعملية جراحية.

وأضاف عياش، "لم أتوقع ان أجد والدي على قيد الحياة".

ما نشهده في هذه الفترة ليس سوى امتدادًا لسنوات من النزاع والأزمة الإنسانية في جنوب غرب اليمن. إننا نشعر بقلق بالغ على السكان الّذين يعانون الأمرّين في هذا الوضع. ميودراغ جيفتوفيتش، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في عدن

أما ياسين الذي يأتي من قرية النخلة، فقد أخبر فرق المنظمة كيف أصيب بانفجار بينما كان في مزرعته. ويقول في هذا الصدد، "كان ذاك الصباح يشبه أي يوم عشته في السنوات السبعين أو الثمانين الماضية حتى سقطت قذيفة هاون في المزرعة وقلبتها رأسًا على عقب. في اللحظة الأولى، لم أستطع أن أشعر بساقي. أحمد الله أن الانفجار لم يصب أحدًا من عائلتي، لكنني فقدت أبقاري وخرافي".

وأضاف " لقد اتخذنا الريف مستقرًا لنا لسنوات عديدة لننعم بالسلامة والأمن ولأننا نعمل في تربية المواشي. لقد تضررت ساقي بشكل كبير واعتقدت أنها ستُبتر.  لكنني اشعر بالتفاؤل بعدما خضعت لعملية جراحية. ما زلت أحتاج إلى الذهاب إلى عدن لاستكمال العلاج وتركيب صفيحة في ساقي". ثم أشار إلى موت كل ماشيته في الانفجار متسائلًا عما ستفعله الأسرة لتدبير أمورها المعيشية.

ومع استمرار النزاع في جنوب غرب اليمن، تستمرّ أطباء بلا حدود في استقبال الجرحى الّذين يتزايد عددهم كل أسبوع. ويثير هذا الوضع مخاوف شديدة على صحة السكان وسلامتهم بعد أن ألقت سنوات من النزاع والنزوح بظلالها عليهم. وفي هذا الصدد، يقول جيفتوفيتش، "ما نشهده في هذه الفترة ليس سوى امتدادًا لسنوات من النزاع والأزمة الإنسانية في جنوب غرب اليمن. إننا نشعر بقلق بالغ على السكان الّذين يعانون الأمرّين في هذا الوضع".

تدير أطباء بلا حدود مستشفى ميدانيًا جراحيًا في المخا منذ عام 2018 للاستجابة للاحتياجات الطبية التي يفرضها النزاع على السكان في جنوب غرب اليمن. كما تدير مشاريع في جميع أنحاء اليمن لتوفير الرعاية الصحية للسكان المتضررين من النزاع وتفشي الأمراض والاحتياجات الطبية الأخرى. وفي هذا الصدد، تلتزم أطباء بلا حدود مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية وعدم التحيز ولا تقبل أي تمويل من الحكومات الأجنبية لأنشطتها الطبية في اليمن.

المقال التالي
اليمن
تحديث حول مشروع 28 يناير/كانون الثاني 2022