كييف – تعرّض مستشفى في مقاطعة خيرسون في أوكرانيا للقصف مرتين خلال 72 ساعة. قُصف المستشفى للمرة الأولى يوم الثلاثاء في 2 أغسطس/آب، مما أدى إلى مقتل طبيب وإصابة خمسة عاملين في المجال الطبي. وتعرّض اليوم للقصف المدفعي من جديد. ويبدو أن إذاعة الخبر واسعة النطاق التي أعقبت الهجوم الأول والتنديد الشديد له لم يسهم البتة في تغيير طريقة قصف المستشفى والمناطق المحيطة به. وفي هذا السياق، دعت أطباء بلا حدود مرارًا وتكرارًا إلى حماية المستشفيات والبنى التحتية المدنية في أوكرانيا، كما تندد من جديد بهذا الهجوم الشائن على المرفق الطبي.

مع إعلان صفارات الإنذار عن القصف المدفعي الوشيك، كان موظف في أطباء بلا حدود يعمل في قبو المستشفى الذي تواصل فرق أطباء بلا حدود ترميمه.

ويقول مستشار شؤون العمليات في أطباء بلا حدود، أندري دوبرافسكيي، "شعرت بوطأة الانفجار القوي عندما أصابت قذيفة المرفق الطبي الذي تعمل فيه أطباء بلا حدود. كنت في الملجأ آنذاك أُشرف على أعمال الترميم العامة. لقد جهز فريقنا ملجأً مناسبًا في هذا المستشفى للمرضى وطاقم وزارة الصحة".

ويضيف، "بعد انقشاع الغبار، توجهت إلى الدور العلوي ورأيت كيف أصيبت المشرحة خلال القصف، ما أدى إلى تدمير الهياكل الإسمنتية وأنابيب الغاز. تواجد في المرفق الطبي نحو 150 شخصًا آنذاك، بما في ذلك الموظفون والمرضى. ولحسن الحظ، لم يصب أي منهم جراء القصف. لا بد من الإشارة إلى أن المستشفى يقع في منطقة سكنية بالقرب من مدرسة ومبنى سكني".

يقع هذا المستشفى الذي اخترنا ألا نفصح عن اسمه لدواعٍ أمنية على بعد بضع كيلومترات من خط المواجهة في الأراضي التي استعادتها القوات الأوكرانية العام الفائت. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، كررت أطباء بلا حدود دعوتها إلى حماية المرافق الطبية بعدما شهدت تدميرها في مقاطعات خيرسون ودونيتسك ودنيبروبتروفسك وخاركيف وميكولايف.

يعتبر الهجوم الأخير مكمّلًا للنموذج الذي شهدناه خلال هذه الحرب، لا سيما في ما يتعلق باستمرار قصف القوات الروسية للبنى التحتية المدنية والمناطق السكنية والمرافق الطبية.

وفي هذا السياق، يعلّق رئيس بعثة أطباء بلا حدود، سيريل كاباي، "كم مرة بعد سنضطر إلى أن نشهد مثل هذه الحوادث؟ ماذا يعني أن تكون مريضًا أو مرافق مريض خلال الحرب؟ ما الذي يتطلبه أن يبدي الرجال المسلحون بعضًا من الاحترام تجاه الأرواح البشرية؟ بغض النظر عن النوايا، شهدنا تعرّض الطواقم الطبية والمدنيين للقصف خلال هذه الحرب عدة مرات. ورسالتنا بسيطة، توقفوا عن قصف المستشفيات".