Skip to main content
Fatima, from Dara'a, Syria

رحلة الألم والأمل وحلم العودة إلى الوطن - قصص جرحى سوريين في مستشفي أطباء بلا حدود في الرمثا

منذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا في يوليو 2017، انخفض عدد المرضى المقبولين في غرفة الطوارئ بشكل كبير في مستشفى الرمثا في الأردن، ولكن هناك الكثير من المرضى الذين لا يزالون يخضعون للعلاج، وكثير الذين سيظلون بحاجة إلى رعاية طويلة الأمد  في المستقبل.

ثلاث شهادات تسلط الضوء على رحلة المرضى خلال تعافيهم

وعدت أطفالي بأنني سأعود إلى البيت، وسوف أعود. فاطمة، من درعا في سوريا.

أدت ضربة جوية طالت منزلي في منتصف الليل إلى إصابتي بشظايا وكانت إصابة ساقيّ بالغة جداً لدرجة كان لا بد من بتر إحداهما. لكنني لم أعلم بأمر بترها إلا حين استعدت وعيي في المستشفى الميداني الواقع في درعا، في سوريا. وقد تم تخريجي من المستشفى بعد ساعتين فقط من استيقاظي. كان منزلنا قد دُمّر ولهذا أخذوني إلى منزل أقاربنا الذي كان يقيم فيه أطفالي. كانوا هناك ليلة القصف ولهذا لم يصابوا بأذى. كانت رؤية أطفالي مجدداً الجزء الأصعب عليّ، فقد شعرت بالضعف والعجز، وكان أطفالي خائفين مني وقد فقدت ساقي.

كان ابني الصغير خائفاً مني، فهو لم يبلغ من العمر سوى عاماً ونصف العام، وكنت معتادة على احتضانه وإطعامه، لكن في آخر مرة رأيته فيها كان مرعوباً وذهب إلى عمته بدلاً مني. بعد عملية البتر التي جرت في سوريا أخذوني عبر الحدود إلى الرمثا حيث خضعت لعملية جراحية أخرى. كما أخضع حالياً للعلاج الطبيعي تحضيراً للطرف الاصطناعي.

لدي ثلاثة أطفالٍ في التاسعة والثامنة والسنة والنصف من العمر. أقيم حالياً في مدينة الرمثا الأردنية حيث أتلقى العلاج، في حين لا يزال أطفالي في سوريا. لا أستطيع التوقف عن التفكير في العودة إليهم، فلا أعلم ما حالهم وما إن كان سيحصل لهم أي مكروه.

بدأت أتحسن بفضل العلاج الطبيعي حيث أنني أستعيد قوتي يوماً بعد يوم، لكنني لن أعود إلى بيتي إلا عندما أكون قويةً بما يكفي للسير والعناية بأطفالي. يسألني الناس عن مصدر قوتي لكن جسدي ليس مجرد ساق. علي أن أتحلى بالقوة من أجل أطفالي، ولن أستسلم لليأس، فهذه الإصابة لن تحطمني.

وعدت أطفالي بأنني سأعود إلى البيت، وسوف أعود.

Samir, 18, from Dara'a, Syria

أتطلع للجلوس والحديث إلى عائلتي مجدداً. سامر، 18 سنة، من درعا في سوريا.

كنت قبل خمسة أشهر برفقة أحد أصدقائي في شارع من شوارع درعا قرب بيتنا حين وقعت قذيفة هاون أدت إلى مقتل صديقي وفقدان ساقي. حملني الناس وأخذوني إلى مستشفى ميداني مكثت فيه أربعاً وعشرين ساعة قبل أن يعبروا بي الحدود إلى الرمثا لتلقي المزيد من العلاج. منذ ذلك الحين وأنا في المستشفى لكنني سأغادر غداً عائداً إلى بيتي.

لدي ثلاثة إخوة وثلاث أخوات كما أن أمي تنتظرني هناك. أصيب والدي قبل عام بقذيفة هاون وقتل ولهذا انتقلت بنا والدتنا إلى قرية صغيرة طلباً للأمان.

صار لدي بعض الأصدقاء هنا في المستشفى لكنني أحنّ إلى أصدقائي وأسرتي في سوريا. أتطلع للجلوس والحديث إلى عائلتي مجدداً. ويحتمل حتى أن نقيم حفلاً.

Yusuf, 29 years old from Dara’a, Syria
يوسف، 29 سنة، من درعا في سوريا

سأخضع لعملية جراحية أخرى الأسبوع المقبل. يوسف، 29 سنة، من درعا في سوريا.

كنت عاملاً مياوماً قبل الحرب كما كنت أدرس اللغة العربية للأطفال. لدي عائلة كبيرة في درعا تضم 16 فرداً بمن فيهم أمي وأبي. وقد تنقلنا كثيراً بسبب القتال.

سرت على لغم أرضي انفجر بي لكنني لم أفقد وعيي رغم أنني فقدت ساقي والكثير من الدم. نظرت حولي بعد الانفجار باحثاً عن ساقي التي فقدتها. حملني صديقي إلى ثلاثة مستشفيات ميدانية لم يكن في أي منها دمٌ من زمرة دمي كما لم يكن هناك أي متبرع متوفر وقتها، ولهذا عبروا بي الحدود وصولاً إلى الرمثا.أنا هنا منذ أربعة أشهر وأرغب بالطبع في العودة إلى البيت، إلا أنهم يحضرونني استعداداً للساق الاصطناعية كما سأخضع لعملية جراحية أخرى الأسبوع المقبل.

أحنّ إلى كل شيء في سوريا، وحين أعود سأقضي الوقت مع أسرتي. لدي ابنتان إحداهما عمرها سنتان والأخرى ثمانية أشهر.