يصادف اليوم مرور شهرين على اندلاع القتال العنيف في الخرطوم وانتشاره سريعًا في مناطق أخرى من السودان. ويشهد فريق أطباء بلا حدود الجراحي في مستشفى البشائر التعليمي في الخرطوم المعاناة التي يسببها النزاع كل يوم. ففي غضون خمسة أسابيع، استقبل أكثر من 1,150 مريضًا في غرفة الطوارئ، يعاني 906 منهم من إصابات بليغة.
وفي هذا الصدد، يوضح منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود، رافاييل فيشت، "إنّ الوضع مضطرب إلى حد بعيد ولا يصلح للمقارنة. فحسبما أذكر، لم تعالج أطباء بلا حدود في السنوات الأخيرة عددًا مماثلًا من الإصابات البليغة أو تجرِ هذا القدر من العمليات الجراحية المعقدة كما تفعل اليوم في الخرطوم".
يعاني 34 في المئة من مجمل الإصابات البليغة التي وصلت إلى المستشفى، أو ما يعادل 395 شخصًا، من إصابات بالأعيرة النارية، بما في ذلك أطفال لم يتموا الخامسة من العمر، بينما أصيب 266 آخرون أو 23 في المئة من المصابين بجروح ناجمة عن الانفجارات، كالقصف أو الغارات الجوية.
وبالإضافة إلى تداعيات القتال العنيف، تشهد مناطق من الخرطوم ارتفاعًا في معدلات الجريمة وغياب القانون، إذ استقبل المستشفى 183 شخصًا، أي 16 في المئة من المصابين، جراء تعرضهم للطعن، و62 ضحية للاعتداءات، ما يوازي 5 في المئة من مجمل الإصابات البليغة.
على مدى خمسة أسابيع، أجرت الفرق في المستشفى 379 عملية جراحية، ثمانية في المئة منهم أطفالٌ دون سن الـ 15 من العمر. وفي هذا السياق، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود جناحًا مخصصًا للأطفال المصابين بجروح بليغة لتوفير الرعاية المتخصصة.
ويوضح رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، ويل هاربر، "إنّ الاحتياجات هائلة ولا بوادر لانتهاء القتال والعنف في المستقبل القريب. نحن بحاجة ماسة إلى التمكن من إحضار المزيد من الموظفين إلى البلد لنواصل تقديم الرعاية الطارئة والجراحية المنقذة للحياة".
تعمل أطباء بلا حدود في 11 ولاية في السودان، بما في ذلك الخرطوم ودارفور. في الخرطوم، نقدم الرعاية الجراحية في مستشفيين ونستمر في دعم عدة مستشفيات في المدينة وفي أجزاء أخرى من البلاد.