شهدت الفلبين حالات إغلاق طويلة وانقطاعًا في خدمات علاج السل خلال جائحة كوفيد-19، الأمر الذي زاد من مخاطر إصابة سكان المناطق المكتظّة بالسل. وقد بدأت فرقنا بالتعاون مع مديرية الصحة في مانيلا مشروعًا لتعقُّب الإصابات في عام 2021 هدفُهُ الكشف عن السل عن طريق شاحنة مزوَّدة بجهاز للتصوير الشعاعي تعمل في حيّ توندو الذي يعتبر أكثر أحياء مانيلا فقرًا. ويسعى المشروع إلى فحص الأشخاص وتعقّب المخالطين وإحالة المصابين بالسل إلى مراكز الرعاية الصحية المحلية.

وقد عززنا قدرات فحص السل التي يتمتع بها فريقنا الطبي متعدد التخصصات مستعينين ببرنامجٍ حاسوبي مبتكَر يعتمد على الذكاء الاصطناعي ومهمته الكشف عن المصابين بمساعدة الحاسوب (CAD4TB)، علمًا أنه قادر على كشف السل في صور الصدر الشعاعية بسرعة. وبيّنت دراسة أجرتها أطباء بلا حدود هذا العام بأن اعتماد البرنامج في المشروع سرّع بشكل كبير من إجراءات الفحوص الاستقصائية ومكّننا من فحص عددٍ أكبر من سكان توندو خلال عام 2023.

في الوقت نفسه، جالت فرق التوعية الصحية التابعة للمنظمة الحيّ كي تشجّع سكانه على إجراء صورة الصدر. وتابع فريقنا الطبي أيضًا المرضى حرصًا على امتثالهم للبرامج العلاجية وبالتالي قطع سلاسل العدوى، إذ يعتبر التشخيص والعلاج المبكران من أنجع الوسائل في الوقاية من انتشار السل.

هذا ونفّذت فرقنا زيارات منزلية مباشرةً بعد تشخيص المرض من أجل فحص المخالطين في المنزل وإجراء اختبارات السل الجلدية وتقديم العلاجات الوقائية والمتخصصة، لا سيما للأطفال إذ إنهم كالرضع أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالشكل الشديد من المرض، كما يزداد وضعهم سوءًا في توندو نتيجةً لنقص التغذية. لكن تشخيص إصابة الأطفال بالسل أمرٌ أكثر تعقيدًا مما هو عليه لدى البالغين، حيث يصعب على الأطفال إخراج القشع المطلوب لإجراء التحليلات المخبرية. لذا ينصبُّ تركيز فرقنا على حماية الأطفال عن طريق اتخاذ تدابير وقائية وعلاج البالغين بدون تأخير.