Skip to main content
DRC: The conflict provokes a new exodus to South Kivu

المدنيون عالقون وسط تبادل إطلاق النار في شمال وجنوب كيفو

منذ بداية العام، كان لتصاعد حدة القتال بين عدد من المجموعات المسلحة، بما في ذلك حركة إم 23 والقوات المسلحة الكونغولية عواقب وخيمة على المدنيين الذين يُجبرون مرة أخرى على مقاساة العنف. وفي ما يلي لمحة عن الأوضاع على الأرض كما شهدتها منسقة طوارئ أطباء بلا حدود في غوما ماري برون.

كيف يبدو الوضع في شمال كيفو وجنوب كيفو وسط انعدام الأمن المتزايد؟

على مدى العامين الماضيين، شهدنا تنقلات منتظمة لأشخاص يفرون من القتال في إقليم شمال كيفو، ومؤخرًا، في إقليم جنوب كيفو كذلك. هذا واقع الكثير من النازحين والأسر وقد لجأ معظمهم إلى مخيمات بدائية على مشارف غوما، عاصمة شمال كيفو.

في الأسابيع الأخيرة، ازدادت خطوط المواجهة حول غوما تدريجيًا. وقد نزح  بين 600,000 ومليون شخص إلى ظروف مكتظة في مدينة يسكنها مليوني شخص في الأساس. وفي ظل تركّز المسلحين في المخيمات المكتظة وفي محيطها واقتراب المواقع العسكرية من النازحين بصورة متزايدة، تفاقمت مستويات العنف بشكل عام. وعلق المدنيون في مرمى النيران التي تتبادلها مختلف الجماعات المسلحة؛ فيُصابون أو يقتَلون أو يقعون ضحايا للجرائم، لا سيما العنف الجنسي.

جمهورية الكونغو الديمقراطية: الصراع يثير نزوحًا جديدًا إلى جنوب كيفو
مشهد لموقع بوجيري للنازحين في منطقة مينوفا الصحية بإقليم جنوب كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. جمهورية الكونغو الديمقراطية، 3 أبريل/نيسان 2023.
Hugh Cunningham

في غوما، يجد النازحون أنفسهم في وضع لا يختلف عمّا فرّوا منه في بادئ الأمر. ويواجهون انعدامًا كاملًا للأمان من دون أي مخرج في الأفق. وفي هذا الصدد، على جميع أطراف النزاع احترام مخيمات النازحين، ويجب أن يتوقف القتال في المنطقة المجاورة.

يتفاقم انعدام الأمن هذا بسبب الظروف المعيشية غير المستقرة. ويعيش النازحون في مخيمات مكتظة وفي ظروف صحية يرثى لها. فلا يتوفر لهم ما يكفي من المياه وخدمات الصرف الصحي في أماكن الإيواء التي صُنعت من أغطية بلاستيكية على أرض غير مستوية من الصخور البركانية. هذا ويبقى الوصول إلى مياه الشرب والغذاء صعب للغاية ولا استقرار فيه.

كيف يؤثر العنف على المدنيين؟

وفقًا لملاحظاتنا، تسببت نيران المدفعية الثقيلة في المخيمات المحيطة بغوما في مقتل 23 شخصًا وإصابة 52 آخرين منذ فبراير/شباط 2024. ووفقًا للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 18 مدنيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب 32 آخرون في عمليات قصف طالت الكثير من مواقع النزوح صباح يوم الثالث من مايو/أيار وحده.

في غوما، يجد النازحون أنفسهم في وضع لا يختلف عمّا فرّوا منه في بادئ الأمر. ويواجهون انعدامًا كاملًا للأمان من دون أي مخرج في الأفق. ماري برون، منسقة طوارئ أطباء بلا حدود في غوما

ومنذ بداية العام، سمعنا إطلاق نار متبادل وانفجار قنابل يدوية داخل المخيمات ليلًا ونهارًا. وقد سجلنا 24 حادثة تخلّلت قصفًا داخل المخيمات التي نعمل فيها أو حولها.

وفي هذه الأوضاع، استقبلت فرقنا في مستشفى كيشيرو نحو 100 شخص يعانون من إصابات غير مهددة للحياة، 70 في المئة منهم مدنيون، وكانت قد نقلتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعالج الجرحى المصابين بإصابات نارية خطيرة. هذا ونشعر بالقلق من تأخر طلب المرضى للرعاية خوفًا من المخاطر الأمنية المرتبطة بها.

في مخيمات شابيندو وروسايو وإلوهيم، عالجنا أكثر من 1,700 ناجٍ جديد من العنف الجنسي في أبريل/نيسان، وقد ارتكب المسلّحون 70 في المئة منها. وفيما تشمل خدمات أطباء بلا حدود توفير الرعاية الطبية والنفسية للناجيات، إلا أن خيارات الإحالة للحصول على الدعم القانوني والملاجئ الآمنة وخدمات الحماية الأخرى تبقى محدودة للغاية.

وفي حين أبلغت معظم الناجيات من العنف الجنسي اللواتي عالجهنّ فريقنا عن تعرّضهن للاغتصاب أثناء جمع الحطب، نشهد أيضًا تزايدًا في أعداد الاعتداءات داخل المخيمات، علمًا أنه قد تم الإبلاغ عن حالات اغتصاب جماعي كذلك.

جمهورية الكونغو الديمقراطية: النزاع يستثير نزوحًا جديدًا إلى جنوب كيفو

وقد استؤنف القتال في مدينة كيبيريزي التي يقصدها آلاف النازحين أو يعبرون منها إذ تقع على مفترق طرق لكثير من المحاور الاستراتيجية في شمال كيفو. وفي مايو/أيار، اندلع العنف في مناطق مأهولة بالسكان داخل المدن وبالقرب من الحقول، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية والموارد الحيوية ونزوح الناس مرة أخرى بسبب القتال.

هذا وارتفع عدد حالات العنف الجنسي، بزيادة قدرها خمسة أضعاف في المرافق الصحية التي تدعمها أطباء بلا حدود في كيبيريزي وفي منطقة بامبو الصحية جنوبًا.

ومع تصاعد الأعمال العدائية على خط مواجهة جديد منذ فبراير/شباط، يؤثر تبادل النيران والمدفعية بشكل منتظم على المدنيين الذين يعيشون في مدينة مينوفا وحولها في جنوب كيفو، حيث لجأ نحو 200,000 شخص هذا العام.

كيف تواصل أطباء بلا حدود العمل في هذا السياق؟

في شمال وجنوب كيفو، تعمل فرقنا في سياق أمني متقلب مع صعوبات في التنقل وتقديم المساعدات الإنسانية والوصول غير المضمون للمراكز الصحية التي ندعمها. على الرغم من الطبيعة الطبية والإنسانية لاستجابتنا لهذه الأزمة، إلا أن موظفينا لم يسلموا من أعمال الترهيب التي يرتكبها المسلحون.

نذكّر جميع الأطراف المتحاربة أنه في أوقات النزاع، يتعين احترام القانون الدولي الإنساني وجميع أشكال الحماية الممنوحة للمدنيين... ماري برون، منسقة طوارئ أطباء بلا حدود في غوما

فقد علّقت أطباء بلا حدود أنشطتها في عدة مناسبات، ويرجع ذلك أساسًا إلى الاشتباكات بالقرب من المخيمات في غوما ومحيط مينوفا. والطريق من جنوب كيفو إلى غوما مسدود حاليًا ولا يمكن تسليم الإمدادات إلا بالقوارب من بحيرة كيفو، أو على الطرق الوعرة بالدراجات النارية.

هذا ويمنع العنف وصول الإمدادات من غوما إلى المناطق النائية حيث يستعر القتال أيضًا. وفي إقليم ماسيسي، حيث تدعم أطباء بلا حدود مستشفيي ماسيسي ومويسو العامين، تستقبل الفرق الطبية عشرات جرحى الحرب منذ بداية العام، ولكن منذ أشهر بات الوصول البري صعبًا للغاية ومحفوفًا بالمخاطر.

وفي ظل هذا كلّه،  تواجه العمليات الإنسانية شتى العراقيل، ويُحرم الناس من المساعدات الحيوية. نذكّر جميع الأطراف المتحاربة أنه في أوقات النزاع، يتعين احترام القانون الدولي الإنساني وجميع أشكال الحماية الممنوحة للمدنيين والمرافق الصحية والمرضى والطواقم الطبية.

المقال التالي
جمهورية الكونغو الديمقراطيّة
بيان صحفي 8 أغسطس/آب 2024