- بينما يكافح جنوب السودان للتغلب على تفشي الحمى الصفراء، تتصاعد أزمة الحصبة في ولاية غرب الاستوائية.
- نحث السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية على إطلاق حملة تطعيم فورية للحؤول دون انتشار المرض على نطاق أوسع.
- ندعو إلى تكثيف الجهود لرفع مستوى الوعي المجتمعي حول هذين المرضين وتبني أفضل الممارسات لمنع انتشارهما.
جوبا – تشهد ولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان أزمة حصبة متصاعدة، في الوقت الذي تكافح فيه السلطات الصحية للتغلب على تفشي الحمى الصفراء. فمنذ فبراير/شباط، سُجِّلت سبع وفيات بين الأطفال دون سن الخامسة و460 حالة حتى 24 مارس/آذار في ثلاث مرافق صحية في مقاطعتيّ يامبيو ونزارا، حيث لم يتلقَّ 90 في المئة من هؤلاء الأطفال التطعيم ضد المرض.
مع ارتفاع حالات الحصبة وانخفاض معدلات التطعيم بشكل مثير للقلق، تحثّ أطباء بلا حدود السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية على إطلاق حملة تطعيم فورية لمنع انتشار المرض بشكل أوسع.
وفي هذا الصدد، تقول فيكتوريا جون، والدة مارك إيمانويل البالغ من العمر سنة ونصف والذي يعاني من الحصبة، "عندما مرض طفلي، كان يعاني من حمّى شديدة وإسهال وسعال. أعطيته باراسيتامول في المنزل ولكن لم يكن هناك أيّ تحسن. ثمّ أحضرناه إلى المرفق الطبي التابع لأطباء بلا حدود حيث تلقى العلاج لثلاثة أيام. أعلم أنني لو لم أحضر طفلي إلى المرفق الطبي لكان سيموت".
أصبحت الحصبة تمثل حالة طوارئ مستمرة في جنوب السودان، حيث يشكل تفشي المرض المتكرر تحديًا لأنظمة الرعاية الصحية ويعرّض المجتمعات للخطر. وقد سُجِّلت أكثر من 12,000 حالة هذا العام، من بينها 400 حالة خلال الأسبوع الماضي لوحده.
وللاستجابة لهذه الحالة الطارئة، تعالج فرق أطباء بلا حدود الحصبة في مقاطعتي نزارا ويامبيو عبر مركزي غانغورا وساكوري الصحيَيْن، وكذلك في مستشفى ولاية يامبيو. ويعتزم فريقنا زيادة عدد أسرّة مرضى الحصبة من 32 إلى 40 بسبب التزايد السريع في عدد حالات الحصبة. كذلك تستجيب أطباء بلا حدود في المجتمع للبحث عن الأطفال الذين يعانون من أعراض الحصبة المحتملة وإحالتهم إلى المرافق الصحية.
من الضروري أن تكثّف وزارة الصحة والمنظمات الصحية الأخرى، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، جهودها لتوسيع نطاق تغطية التطعيم في جميع أنحاء البلاد وخصوصًا المناطق الأكثر عرضة لتفشي الأمراض.زكريا مواتيا، رئيس بعثة أطباء بلا حدود
تبلغ نسبة الأطفال فوق سن الخامسة الذين يُعالجون من الحصبة في المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود 20 في المئة، ممّا يسلط الضوء على الحاجة إلى حملة تطعيم تفاعلية للوصول إلى هذه المجموعة من الأطفال الأكبر سنًا الذين لم يتلقوا التطعيم ضد الحصبة كجزء من البرنامج الحالي للتحصين الموسّع.
يمثل تفشي مرض الحصبة ضربة موجعة لمنطقة لا تزال تكافح للتعامل مع الحمى الصفراء بعد أن أعلنت السلطات الصحية عن أحدث تفشٍ في ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو الرابع خلال ست سنوات فقط. وحتى منتصف مارس/آذار، سُجِّلت 81 إصابة بالحمى الصفراء، من بينها ثلاث حالات مؤكدة، إلى جانب ست وفيات. وقد أطلقت وزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حملة تطعيم ضد الحمى الصفراء لتحصين نحو 357,000 شخص في ثلاث مقاطعات بولاية غرب الاستوائية. وأسفرت الحملة عن انخفاض في أعداد الحالات المشتبهة والمؤكدة - وهو دليل على فعالية حملات التطعيم الجماعية.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود، زكريا مواتيا، "تعتبر حملات التطعيم واسعة النطاق أمرًا حيويًا، سواء في ولاية غرب الاستوائية أو ولاية شمال بحر الغزال حيث يتواصل تفشي مرض الحصبة حاليًا، لوقف أيّ انتشار متزايد للمرض ومنع أيّ تفشٍ آخر للأمراض. فلا يستطيع النظام الصحي الهش في جنوب السودان تحمل عبء تفشي الأمراض المتكرر".
يؤثر انخفاض التغطية التطعيمية في جنوب السودان بشكل كبير على السكان، وخصوصًا الأطفال، وهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الحصبة التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة وإلى الوفاة. ونظرًا لخطورة التهديدات الصحية التي يشكلها كلّ من الحصبة والحمى الصفراء، تدعو أطباء بلا حدود إلى زيادة الجهود لرفع مستوى الوعي المجتمعي حول الأمراض وتبني أفضل الممارسات لمنع انتشارها.
ويضيف مواتيا، "من الضروري أن تكثّف وزارة الصحة والمنظمات الصحية الأخرى، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، جهودها لتوسيع نطاق تغطية التطعيم في جميع أنحاء البلاد وخصوصًا المناطق الأكثر عرضة لتفشي الأمراض".