Skip to main content
MSF HOSPITAL, IDLIB Region, SYRIA

آلاف الضحايا يعانون من أعراض التسمم العصبي ويتلقون العلاج في المستشفيات التي تدعهما منظمة أطباء بلا حدود

أعلنت ثلاثة مستشفيات في  محافظة دمشق، تحظى بدعم المنظمة الإنسانية الطبية الدولية أطباء بلا حدود، أنها استقبلت صبيحة يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب 2013 نحو 3,600 مريض في أقل من ثلاث ساعات، وكانوا جميعاً تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي. ومن بين هؤلاء، توفي 355 مريضاً.

منذ عام 2012، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود شبكة تعاون قوية وموثوقة مع مجموعات الأطباء والمستشفيات والمراكز الطبية في محافظة دمشق، حيث تزودهم بالأدوية والمعدات الطبية والدعم التقني. ولكن، بسبب المخاطر الأمنية، لم يتمكن أفراد طاقم المنظمة من الوصول إلى هذه المرافق الصحية.

يقول الدكتور بارت يانسينز، مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود: "لقد قدّم إلينا الطاقم الطبي العامل في تلك المرافق معلومات مفصلة بخصوص تدفق أعداد كبيرة من المرضى على المرافق الصحية وهم يعانون من أعراض مثل التشنجات واللعاب الغزير وتقلص حدقات العين وتشوش الرؤية وضيق التنفس".

وقد عُولج المرضى بواسطة عقار "أتروبين" الذي يُستعمل في معالجة أعراض التسمم العصبي والذي كانت منظمة أطباء بلا حدود قد زودته إلى تلك المرافق الطبية. وتحاول المنظمة الآن إعادة ملء المستودعات الفارغة لهذه المرافق بهذا العقار، إلى جانب توفير إمدادات طبية أخرى وتقديم الإرشادات والنصائح.

يضيف الدكتور يانسينز: "لا تستطيع منظمة أطباء بلا حدود من الناحية العلمية تأكيد مسببات هذه الأعراض أو تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. غير أن الأعراض التي ظهرت على المرضى، إضافة إلى المسار المرضي للأحداث (والذي اتسم بتدفق كبير للمرضى في فترة قصيرة، والمكان الذي جاء منه المرضى، وانتقال العدوى إلى الطاقم الطبي والمسعفين الأوليين)، كلها وقائع تشير إلى تعرض جماعي لعنصر سُمّيٍ مثيرٍ للأعصاب. ومن شأن تأكيد الأمر أن يشكل خرقاً للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر حظراً باتاً استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية."

وبالإضافة إلى 1,600 قنينة "أتروبين"، كانت منظمة أطباء بلا حدود قد أرسلتها سابقاً، خلال الأشهر الأخيرة، أرسلت من جديد 7,000 قنينة إضافية إلى المرافق الصحية في المنطقة. كما أصبح علاج المرضى المصابين بتسمم عصبي الآن جزءاً من الإستراتيجيات الطبية للمنظمة في جميع البرامج التي أطلقتها في سوريا.

وصرّح كريستوفر ستوكس، المدير العام لأطباء بلا حدود أن المنظمة: "نأمل في أن يسمح لمحققين مستقلين الوصول فوراً إلى الأماكن المتضررة ليستطيعوا إلقاء الضوء على ما حصل".

ويضيف: "لقد جاء الهجوم الأخير والاحتياجات الطبية الهائلة التي أعقبته ليزيدوا من تفاقم أوضاع إنسانية كانت في الأصل كارثية، تتسم بالعنف الشديد ونزوح السكان والتدمير المتعمد للمرافق الصحية. وفي وضع الانتهاك الخطير للقانون الإنساني، لا تستطيع المساعدات الإنسانية الاستجابة بشكل فعّال للاحتياجات وتصبح من دون معنى".

تقدم منظمة أطباء بلا حدود المساعدات الطبية في سوريا عبر طريقتين مختلفتين: فهناك الطاقم الأجنبي والطاقم الوطني اللذان يعملان في ستة مستشفيات وأربعة مراكز صحية كلها تحت الإشراف الكامل للمنظمة في شمال سوريا. وفي المناطق التي لا تستطيع المنظمة إرسال فرقها الخاصة، بسبب انعدام الأمن أو منع الوصول إليها، وسّعت المنظمة من برنامج كانت قد أطلقته منذ عامين، يَعتمد على دعم الشبكات الطبية السورية والمستشفيات والمراكز الطبية، وذلك من خلال إمداد هذه الأخيرة بالأدوية والمعدات الطبية والتدريب والدعم التقنيين. ومن خلال هذا البرنامج، استطاعت المنظمة مواصلة دعم 27 مستشفى و 56 مركزاً صحياً في مختلف أنحاء سوريا.

وفي الفترة ما بين يونيو/حزيران 2012 ونهاية يونيو/حزيران 2013، قدمت الفرق الطبية للمنظمة أكثر من 55,000 استشارة طبية، وأجرت 2,800 عملية جراحية، وساعدت في توليد 1,000 رضيع داخل سوريا. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الفرق الطبية أكثر من 140,000 استشارة طبية إلى اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة.