Skip to main content
Raqqa IDPS in north Syria

الضربات الجوية أو حقول الألغام – خياران مُميتان أمام سكان الرقة

أمستردام/سوريا – أفادت المُنظمة الطبية الدولية أطباء بلا حدود، أنه وبينما يشتد القتال للسيطرة على مدينة الرقة السورية، يُجبر الناس على اتخاذ القرار حول ما إذا كانوا يريدون البقاء تحت وابل القصف الشديد أو مغادرة المنطقة مروراً بخطوط المواجهة الساخنة وحقول الألغام.

تدعو منظمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف المتحاربة وحلفائها أن يضمنوا حماية المدنيين في الرقة، وأن يتمكن النازحون من المدينة  من الوصول إلى مناطق أكثر أمناً دون تعريض حياتهم للخطر. كما تدعو أطباء بلا حدود البلدان المحيطة بسوريا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى سوريا وتدعو لتنفيذ الأنشطة الإنسانية المُتعلقة بإزالة الألغام في شمال البلاد. كما تحث أطباء بلا حدود منظمات الإغاثة الدولية لتسريع توفير المساعدات الإنسانية للنازحين من الرقة.

وتقول مُنسقة الطوارئ لدى أطباء بلا حدود بوك ليندرز، "على الأهالي أن يتخذوا قراراً مستحيلاً، إما أن يبقوا في الرقة ويعرضوا أطفالهم للعنف والضربات الجوية المُتزايدين، أو أن يخرجوا بهم عبر خطوط المواجهة الأمامية، مع علمهم بأنهم سيضطرون إلى عبور حقول الألغام وأنه من المُمكن أن يجدوا أنفسهم في مرمى نيران الاشتباكات".

وحتى عند اتخاذ القرار بالمغادرة والنزوح من الرقة – المعروفة بأنها معقل تنظيم الدولة الإسلامية–  فلا يزال الطريق محفوفاً بالصعوبات. تضيف ليندرز "يُعاقب الناس إن حاولوا النزوح، إلا أنهم في الغالب يتمكنون من المغادرة عبر دفع رشاوى ضخمة".

ويقول رجل من الرقة في الـ65 من عمره "الطريق إلى عين عيسى كانت مليئة بالألغام، ولقد استغرقنا الأمر شهرين لنتمكن من مغادرة الرقة، ولكني غادرت أخيراً مع خمس أُسر أخرى. وعلى الطريق، أصبتُ بجروح جراء غارة جوية، كما أن طفلين داسا على ألغام أرضية أثناء خروجنا في منتصف الليل حيث أصيب كليهما وأحدهما جراحه خطيرة".

Raqqa IDPS in north Syria

إن العديد ممن تركوا الرقة باتجاه الشمال بحثاً عن الأمان، يذهبون نحو عين عيسى ومنبج والمحمودلي وتل أبيض وكلها ضمن محيط 120 كيلومتراً شمال المدينة السورية، إلا أن البعض يتجه الى الساتر الترابي، وهي المنطقة الحدودية بين جنوب سوريا والأردن على بعد حوالي 700 كم، حيث المساعدات الإنسانية شبه معدومة هناك تقريبا. 

شُرد الكثيرون على مدى السنوات الست الماضية نتيجة الحرب، ومنهم من أتى من مدن مثل تدمر ودير حافر. وهم في الأصل بحالة صحية غير جيدة نتيجة الخدمات الصحية التي بالكاد تعمل، وأيضاً نتيجة الافتقار إلى المعونة الإنسانية واستمرار الحرب وإغلاق الحدود التي تمنعهم من مغادرة سوريا. ومع كون حالتهم الانسانيّة هشة أساساً، فإن رحلتهم من الرقة تضع عبئا ثقيلاً على صحتهم ويتفاقم ذلك بسبب الأحوال المعيشية السيئة التي يعيشونها بمجرد وصولهم إلى مكان آمن نسبياً كالمخيمات المؤقتة في كثير من الأحيان.

يقيم عدد من الذين نزحوا من الرقة في الأسابيع الأخيرة، بالمخيمات المؤقتة، ويخيم آخرون تحت ظلال الأشجار في ضواحي المدن مثل منبج وتل أبيض والطبقة. تقول لينديرز "عند تجوالك بالسيارة في هذه المناطق، تشاهد الخيام والناس منتشرين عشوائياً في جميع أنحاء المكان، ويعيشون على الحد الأدنى المُتوفر للبقاء على قيد الحياة". مضيفتاً "معظم من نرى من الناس هم من المزارعين، ولذلك فإن غالبيتهم يرحل مع مما يقتات منه كالأغنام وبعض الممتلكات أو يرحلون بما عليهم من ملابس فقط".

أنشأت فرق أطباء بلا حدود عيادات في مخيمات للنازحين، وتعمل الفرق في عدد من المستشفيات في المنطقة المحيطة بمحافظة الرقة بما في ذلك منبج وتل أبيض وكوباني /عين العرب. وتوفر الرعاية الطبية الطارئة للسكان النازحين من الرقة والأماكن الأخرى بالإضافة الى لقاحات الأطفال لحمايتهم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها والحد من خطر تفشي الأمراض.وكانت فرق أطباء بلا حدود قد لقحت في الأسبوع الماضي 1,070 طفلاً تحت سن الخامسة حيث العديد منهم لم يحصل على أية مطاعيم من قبل.

وتقول لينديرز "يعاني معظم الناس الذين نراهم من الإسهال المائي الحاد، والتهابات الجهاز التنفسي والشكاوى النفسية بسبب فقدان أحبائهم والتعرض للأحداث الصادمة والخوف من القتل في هذه الأحداث".

تجهز أطباء بلا حدود وحدات استقرار طبية قريبة من خطوط المواجهة الأمامية لتحسين فرص البقاء على قيد الحياة للمصابين في الاشتباكات ولإحالتهم إلى المستشفيات المدعومة من أطباء بلا حدود التي تتوفر فيها الرعاية الطبية للإصابات الحرجة والجراحة المتخصصة.