بروكسل - قصف سوق مكتظ في بلدة عربين الواقعة في الغوطة الشرقية قرب دمشق وتم ذلك في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2014، مخلفاً وراءه مئات الجرحى ويذكر أنه يعيش في المنطقة أكثر من 50,000 شخص تحت الحصار منذ أكثر من عامين. وفي هذا الصدد، عبرت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الإنسانية عن قلقها الشديد مشيرة إلى أن الأطباء في عربين والمناطق المحاصرة الأخرى يكافحون للاستجابة للتدفقات الكبيرة من الجرحى إلى المستشفى. حيث تدعم المنظمة أكثر من 100 مرفق طبي في البلاد، بما في ذلك مرافق في الغوطة الشرقية.
ومنذ 4 أكتوبر/تشرين الأول، ارتفعت وتيرة القصف على منطقة عربين. وكان القصف على السوق أسوء حادث وقع بحد ذاته، حيث أبلغ العاملون في أحد المستشفيات التي تتلقى الدعم من المنظمة في عربين، عن تدفق أكثر من 250 جريحاً، مع العلم أن أطباء بلا حدود ليس لديها عاملين تابعين لها في المستشفى.
ويقول أحد الأطباء في المستشفى فضل عدم الكشف عن اسمه: "امتلأت غرفة الطوارئ عن آخرها بعد قصف السوق يوم الخميس الماضي. كنت أعمل وأنا غارق في دموعي عندما أجبرنا على بتر أطراف ثلاثة أطفال بعد أن أصيبوا بجروح خطيرة. وقد استخدمنا 95 في المئة من مخزوننا من الأدوية والمواد الطبية الاستهلاكية خلال الأيام الماضية حيث واجهنا حالات طارئة باستمرار حتى صباح يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول. إننا قلقون جداً بشأن الأيام والأسابيع القادمة. فنحن نعيش تحت حصار ومن الصعب علينا الحصول على الإمدادات اللازمة. أشعر شخصياً بالحزن والغضب لعدم تمكننا من توفير أعلى مستوى من الرعاية لمرضانا".
وفي الفترة الممتدة بين 4 و14 أكتوبر/تشرين الأول، عالج الفريق الطبي في المستشفى 975 جريحاً إصاباتهم بالغة جراء الحرب، من ضمنهم 180 طفلاً دون الخامسة من العمر و354 فتاة وامرأة. كما كانت غرفة الطوارئ في المستشفى ممتلئة دائماً و أجرت الفرق الجراحية 495 عملية جراحية لمعالجة المصابين بجروح خطرة. توفي 63 شخصاً متأثرين بجراحهم، من ضمنهم 10 أطفال دون الخامسة من العمر حتى هذه اللحظة.
وتتواصل منظمة أطباء بلا حدود بشكل يومي مع الفريق الطبي السوري الذي بدأت بدعمه منذ أبريل/نيسان 2013 وهو يكافح للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى. وفي سبتمبر/أيلول، ساعدت المنظمة في عملية تموين واسعة وأرسلت مستلزمات طبية لتعزيز جهوزية المستشفى، لكن بعض المستلزمات الأساسية بدأت تنفذ بسرعة من الصيدلية بعد استقبال أعدادً هائلة من الجرحى. لذلك تعمل المنظمة على مساعدة المستشفى في إعادة التموين بالمستلزمات الأساسية، بما في ذلك عقاقير التخدير والمضادات الحيوية والسوائل الوريدية، والتي طلبها مدير المستشفى على وجه السرعة. ولكن عملية التزويد صعبة للغاية في منطقة تعيش حصاراً منذ أكثر من عامين.
ويقول بارت يانسنز، مدير العمليات لدى منظمة أطباء بلا حدود: "يشكل القصف الوحشي في عربين والخسائر البشرية المروعة التي حصلت مثالاً واضحاً على استمرار العنف في المناطق السورية المحاصرة وهو يشير إلى حاجة المستشفيات الملحة إلى الدعم الواسع. وقد بلغت حالة الإجهاد لدى الطاقم الطبي السوري مستويات لا تحتمل وهو يعاني من التهديد المباشر لحياته. حيث يعمل الأطباء على مدار الساعة لمعالجة الحالات الطارئة دون معرفة توقيت انقطاع التيار الكهربائي أو المياه عن المستشفى وما إذا كان الوقود متوفراً لتشغيل سيارة الإسعاف. يصعب عليهم الحفاظ على الخدمات الطبية الروتينية نتيجة صعوبة وصول الأدوية اللازمة إلى المستشفى، إلى جانب الاستجابة الدائمة لحالات الطوارئ الطبية القصوى".
تدير منظمة أطباء بلا حدود مباشرة ثلاثة مستشفيات في شمال سوريا، فيما هي غير قادرة على العمل مباشرة في مناطق أخرى لعدم حصولها على الإذن بذلك أو بسبب خطورة الوضع فيها. وقد طورت المنظمة برنامج دعم واسع النطاق لمساعدة الأطقم الطبية السورية مع التركيز على المناطق المحاصرة أو المحرومة من المساعدات. ويشمل هذا الدعم أكثر من 100 مستشفى ونقطة صحية في البلاد، كما يضم توفير أنشطة تموين منتظم للحفاظ على عمل هذه المرافق الطبية وتدريب طبي وتبرعات طارئة لحالات طوارئ محددة.