Skip to main content

منظمة أطباء بلا حدود تستنكر القصف الصاروخي على مستشفيات تدعمها في دمشق وتخشى ازديادها

بروكسل -  في تمام الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي من بعد ظهر يوم الخميس 19 تشرين الثاني/ نوفمبر شنّت طائرات حربية هجوماً جوياً على منطقة عربين، وهي إحدى المناطق المحاصرة شرقيّ العاصمة دمشق. وبعد مرور حوالي النصف ساعة، أي في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر تقريباً، وإثر وصول سبعة جرحى لتلقي علاج طارئ بعد إصابتهم بجروح، انفجر صاروخان على مدخل مستشفى ميداني مدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود في هذه المنطقة. 

خلّف الهجوم الصاروخي قتيلين وستة جرحى إضافيين ليصبح إجمالي عدد الجرحى ثلاثة عشر، بينهم ممرض ومسعف كانا يحاولان فرز الجرحى وتزويدهم بالإسعافات الأولية. كما ألحق  الهجوم دماراً  بمبنى المستشفى وبسيارة إسعاف تابعة له. ويحتاج الممرض إلى عملية في الصدر لإنقاذ حياته، أما المسعف فتعرض لعدة كسور.

أفاد مدير مستشفى عربين الذي فضل عدم الكشف عن هويته:"كان الوضع مضطرباً في المنطقة، وكنا بالكاد بدأنا نعالج الجرحى الذين تدفقوا في المرحلة الأولى حين انفجر الصاروخان مقابل المستشفى. وفي اللحظات الأولى لم نستوعب أن اثنين من زملائنا الذين كانوا يقدمون المساعدة الطبية للجرحى هما أيضاً قد أصيبا على مدخل المستشفى، مما فاقم الأوضاع وجعلها أكثر مأساويةً."

واستمر القصف المكثف أمس أيضاً الواقع 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، في حي عين ترمه الواقع أيضاً في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة. وتجدر الإشارة إلى أن المستشفى المؤقت المدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود قد عالج حتى الساعة 17 مريضاً أصيبوا بجروح مختلفة، فيما أعلن عن وفاة ستة أشخاص لدى وصولهم إلى المستشفى.

وأفاد مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود برايس دو لا فينين:" تخشى منظمة أطباء بلا حدود من أن تُستهدف مجدداً الهياكل الطبية والطواقم الطبية المدعومة منها جراء استجابتها لتقديم العلاج الهادف إلى إنقاذ حياة الضحايا المصابين في حملة القصف العشوائي هذه. نحن نشعر بألم هذين الطبيبين وبإحباطهما، فهما كانا يواجهان الظروف القاسية التي لم تكن لصالحهما. فقد عمل هؤلاء الأطباء والممرضون يوماً بعد يوم في ظل الحصار وتحت القصف، وكانت التجهيزات المتوفرة لديهم محدودة جداً وكانوا مجبرين على العمل في مبانٍ مؤقتة تتغير دائماً. ومع إصابة هذين الطبيبين البارعين بجراح بالغة، تقلص أكثر فأكثر عدد الأطباء المتوفرين في المستشفى لعلاج المجموعات التي تعاني أصلاً من الحصار والقنابل التي تنهمر عليها كالمطر الغزير."

لقد قدمت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً لمستشفى عربين، كجزء من برنامج دعمها الاعتيادي، مجموعة أدوية غرفة العمليات ومجموعة علاج الإسهال. ويسعى طاقم الدعم في أطباء بلا حدود بشكل طارئ إلى إعادة تزويد المستشفى بجميع المواد التي تضررت بسبب الهجوم الصاروخي أو التي تم استهلاكها لمعالجة الجرحى.

تدير منظمة أطباء بلا حدود ست منشآت طبية في شمال سوريا وتدعم بشكل مباشر أكثر من مئة مرفق صحي ومستشفى ميداني في البلاد مركزة على المناطق المحاصرة. ومعظم هذه المنشآت هي مراكز مؤقتة لا يوجد فيها موظفون من أطباء بلا حدود ولكن تقدم فيها المنظمة دعمها عن طريق التزويد بالمعدات و بالتدريب عن بعد لمساعدة الأطباء السوريين على الاستجابة للحاجات الطبية القاسية. لقد بنيت شبكة الدعم هذه في السنوات الأربعة الأخيرة.