Skip to main content

يجب السماح بعمليّات الإجلاء الطبي دون شروط أو قيود كما يجب السماح للمعدات والمستلزمات الطبيّة الوصول إلى الغوطة الشرقيّة المُحاصرة.

قد يصبح ممكناً إنقاذ حياة الكثيرين من ذوي الأوضاع الصحيّة الحرجة بعد إجلائهم من الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا. وسيكون هذا إنجازاً مهماً لأولئك المرضى، ومصدر أمل وسط وضع يكاد يسوده القنوط، كما سيشكل الخطوة الأولى ضمن عمليّة ستحتاج بالتأكيد إلى خطوات عديدة أخرى.

لكن أخباراً غير سارة وردت بأن هذا الإجلاء الطبي مشروط بالإفراج عن أسرى. إن الإجلاء الطبي هو أمر مصرحٌ به – بل حتى ملزِم – بموجب القوانين الدولية ذات الصلة بالنزاعات المسلحة، كما يجب أن تكون حاجة المرضى هي العامل الوحيد في الاعتبار؛ دون تدخل أية أجندات أخرى.

وقد عالجت خمسة مستشفيات وعيادات كانت تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في الغوطة الشرقية خلال عام 2017 – وذلك بدون وجود أي كوادر لأطباء بلا حدود على الميدان – أعداداً كبيرة من مُصابي الحرب خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من هذا العام. فمثلاً في نوفمبر/تشرين الثاني عالجت هذه المرافق الخمسة 741 مصاباً، ويشكل هذا الرقم أكثر من 11 ضعفاً للحالات التي عولجت في أكتوبر/تشرين الأول.

نعلم أن الرعاية اللازمة لبعض الحالات الطبيّة الحرجة غير ذات الصلة بالحرب في الغوطة الشرقيّة إما محدودة التوفر أو منعدمة، كأمراض السرطان أو أمراض الدم. كما أن هناك نقص في الطواقم الطبيّة في المنطقة، إذ يوجد نحو 125 طبيباً لمجموع سكان يقدر بـ 400 ألف نسمة، بينهم أقل من 60 طبيب اختصاص، يُساعدهم ممرضون وطلاب طب يقومون بعمل غالباً ما يكون خارج مجال تخصصهم الرسمي.

يمكن لهؤلاء الأطباء أن ينقذوا الأرواح، ولديهم رغبة كبيرة في ذلك، كما يمكنهم أن يحصلوا على الاستشارات الفنيّة الطبيّة اللازمة من المُختصين من خارج المنطقة المحاصرة إذا اقتضت الحاجة. وإلى جانب القصف الذي يضرب المرافق الطبية بشكل متكرر، هنالك عقبة رئيسية تحول دون قيامهم بذلك وهي سلسلة التزويد المحدودة للمواد الطبيّة الأساسيّة التي يحتاجونها لعلاج الأمراض المزمنة، ولاجراء العديد من العمليات والتدخلات الجراحيّة لحالات ذات الصلة بالإصابات ومن غير الإصابات.

إننا نأمل وبشدة أن يتمكن المرضى الذين بحاجة إلى الإجلاء الطبي لإنقاذ حياتهم من الحصول على الرعايّة التي يحتاجون، بدون أن يرتبط ذلك بالإفراج عن أسرى أو أية صفقات أخرى تزيد من تعقيد وضعيتهم ، ولكي تستمر عمليات  الإجلاء الطبيّة.

وفي الوقت نفسه نعلم أن الطواقم الطبيّة التي ندعمها يمكنها أن تعالج بعض المرضى المفترض إجلاؤهم طبياً فقط لو توفَّرت لهم بشكل أكثر انتظاماً المواد والمعدات الطبية التي يحتاجونها لإنجاز عملهم دون أن تتم افتكاك المواد الطبية الأساسية قبل دخولها إلى المنطقة المحاصرة.