تحديث: 5 أغسطس / آب 2011
أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن ارتياحها إزاء إطلاق سراح سعيد مهدي، والسماح له الآن بتعيين محامي. وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود بشدة أن سعيد مهدي كان يعمل مع المنظمة بوظيفة سائق ومترجم. ولا زال يساورنا القلق حول الظروف التي ألقي القبض عليه فيها، كما أن المنظمة لا تزال غير قادرة على استئناف عملها في مملكة البحرين دون ضمانات باحترام مبانيها وموظفيها.
بروكسل – أدانت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطباء بلا حدود الاقتحام المسلح لمرفقها في البحرين واحتجاز أحد موظفيها لاحقاً.
إذ داهم أفراد أمن مسلحون مبنى منظمة أطباء بلا حدود في المنامة بشكل عنيف في 28 يوليو/تموز، وألحقوا أضراراً بممتلكات وموجودات المكاتب وصادروا جميع المعدات واللوازم الطبية والمكتبية. هذا وألقي القبض على سعيد مهدي، وهو متطوع بحريني يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود بوظيفة مترجم وسائق.
وقد شهدت منظمة أطباء بلا حدود نحو 200 مريض، بينهم مصابين ومرضى ممن لم يحاولوا الحصول على الرعاية في المرافق الصحية لأنهم كانوا يخشون من التعرض للاعتقال بسبب مشاركتهم في التظاهرات أو لكونهم على صلة بالمتظاهرين، وذلك منذ بداية الأحداث في البحرين بشهر فبراير/شباط. وقد قابل فريق منظمة أطباء بلا حدود مرضى في مناطق قروية بجميع أنحاء المملكة ممن رفضوا الذهاب للمستشفى لتلقي العلاج - والذي هم بأمس الحاجة إليه- بسبب ارتفاع خطر اعتقالهم، وأشخاص أخرين تعرضوا للضرب المبرح في السجن.
وفي هذا الصدد، يقول مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود في بروكسل جيروم أوبيريت، "لقد كانت منظمة أطباء بلا حدود على شفافية تامة فيما يخص عملها ونواياها تجاه السلطات في المملكة، بما في ذلك وزاتي الصحة والداخلية، وبناءً على ذلك، فإننا نجد أن انتهاك مرافق منظمة أطباء بلا حدود واحتجاز أحد المتطوعين لدينا أمر غير مبرر وغير مقبول".
وكان قد وصل مريض مصاب بجروح خطيرة في الرأس إلى مبنى منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي. وعمل طبيب تابع لمنظمة أطباء بلا حدود على متابعة حالته وتقديم الإسعافات الأولية له وتم استدعاء سيارة إسعاف لنقل المريض إلى مجمع السلمانية الطبي. جرى ذلك كجزء من واجب منظمة أطباء بلا حدود فيما يتعلق بتقديم العلاج لمحتاجيه بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي للمريض.
كلّ ما قام به سعيد مهدي هو تقديم المساعدة لمنظمة أطباء بلا حدود ولأحد المرضى من خلال استدعاء سيارة إسعاف، لكن جرى اعتقاله، ورفِضت الطلبات المتكررة من قبل منظمة أطباء بلا حدود ومن عائلته ومحاميه من الوصول إليه. كما لم تتمكن منظمة أطباء بلا حدود من الحصول على أي معلومات عن ذلك المريض حتى بعد زيارة مستشفى السلمانية للاستفسار عنه.
وعلى الرغم من أن منظمة أطباء بلا حدود كانت واضحة حول آلية عملها في المملكة خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن هذه الأحداث تشكل انتهاكًا لحرمة مكتب تديره منظمة إنسانية طبية محايدة، وهو كذلك انتهاك لحقوق أحد المرضى في تلقي الرعاية الطبية. وقد عبّرت منظمة أطباء بلا حدود عن مخاوفها بعد هذه الحوادث في رسالة وجّهتها إلى وزارة الداخلية في البحرين.
اقترحت منظمة أطباء بلا حدود في شهر مارس/آذار، إنشاء برنامج استجابة طبية طارئة في البحرين، حيث تقوم فرق منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الإسعافات الأولية للمرضى وترافقهم إلى المرافق الصحية لضمان عدم عرقلة خدمات الرعاية أو استخدامها كطُعم للقبض عليهم، وكي يتمكن المرضى من استعادة الثقة في خدمات الرعاية الصحية، ويتمكن العاملون الصحيون من أداء واجباتهم من جديد بنزاهة ومن دون خوف من أن يعود ذلك عليهم بالضرر. ولكن حتى يومنا هذا، لم تتمكن منظمة أطباء بلا حدود من الحصول على ضمانات بعدم استهداف المرضى الذين سترافقهم.
يبدو أن البحرين الآن، تتصرف ضمن الحدود المشتركة لمبدأ واجب الرعاية – من تقديم الإسعافات الأولية واستدعاء سيارة إسعاف للشخص الذي يمر في حالة صحية حرجة – فيما لم تعد لمنظمة أطباء بلا حدود القدرة على العمل في المملكة من دون تداعيات سلبية.
تدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات البحرينية إلى احترام سلامة وأمن وخصوصية مباني وموظفي المنظمة، وأن تسمح لعائلة ومحامي أحد موظفي المنظمة المحتجز لديهم بالاتصال به على الفور.