بروكسل/أثينا - أطلقت منظمتا أطباء بلا حدود الطبية الدولية وغرينبيس البيئية عملية مشتركة لإنقاذ الأشخاص الذين يجازفون بحياتهم أثناء عبور البحر المحفوف بالمخاطر بين تركيا واليونان.
تستخدم فرق المنظمتين ثلاثة قوارب قابلة للنفخ ذات غلافٍ صلب وهي موجودة على الشاطئ الشمالي لجزيرة ليسبوس بدعم وتنسيق مع خفر السواحل اليوناني. كما أن فرق منظمة أطباء بلا حدود في حالة التأهب في مواقع رسوّ القوارب لتقديم الرعاية الطارئة لذوي الحالات الحرجة، ولضمان إحالتهم في الوقت الملائم إلى المستشفيات عبر ثلاث سيارات إسعاف تابعة للمنظمة في تعزيز لجهود المجموعات المتطوعة التي تقدم المساعدة لمن يعبرون الجزر اليونانية.
ومنذ 28 ديسمبر/كانون الأول، قامت فرق أطباء بلا حدود وغرينبيس بمساعدة مئات الأشخاص، من بينهم العشرات الذين وصلوا في القوارب وهم في حالة مأساوية. وعلى اليابسة، قامت الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود بمساعدة 20 من الواصلين الذين يعانون حالات صحية حرجة، تم نقل تسعة منهم إلى المستشفى للحصول على الرعاية التخصصية.
تخطط منظمة أطباء بلا حدود في الأيام المقبلة لتوفير ثلاثة قوارب أخرى ذات غلاف صلب لزيادة قدرات الإنقاذ على الجزر الأخرى، كما ستقوم الفرق بمساعدة الأشخاص الواصلين على متن القوارب وتقدم لهم المساعدة الطبية فور نزولهم.
تقول اليكساندرا ميسار، مديرة برنامج منظمة غرينبيس في اليونان: "إن أزمة اللاجئين المتواصلة في البحر الأبيض المتوسط تشكل مصدر رعب لنا، لذلك نحن ملتزمون بالقيام بكل ما نستطيع. فالهرب من النزاع والفقر وانتهاك حقوق الإنسان في تلك البلدان أملاً بالحصول على حياة أفضل ليس جريمة، ونعتقد أن كل من يستطيع المساعدة عليه القيام بذلك. لقد وضعنا خبرتنا في المجال البحري بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود على أمل إنقاذ حياة هؤلاء اللاجئين".
على الرغم من تدهور الأحوال الجوية مع اقتراب فصل الشتاء، فقد عبر قرابة 140,000 شخص من تركيا إلى الجزر اليونانية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني وحده، وحطَّ 65 بالمئة منهم على جزيرة ليسبوس، وذلك حسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومنذ شهر سبتمبر/أيلول، لقي 330 شخصاً، معظمهم من الأطفال، حتفهم في بحر إيجة أثناء محاولتهم الوصول إلى ملاذ آمن في أوروبا.
قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود العاملة على جزيرة ليسبوس 10,169 استشارة طبية منذ يوليو/تموز، منها 6,154 في الشهرين الفائتين. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول، شهدت الفرق تزايد أعداد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي وانخفاض درجة حرارة الجسم وهي حالات ترتبط بتزايد قسوة البحر والطقس البارد.
لا ترى منظمة أطباء بلا حدود في جهودها المبذولة في بحر إيجة حلاً مستداماً، وتؤكد على ضرورة توفير خيارات آمنة للأشخاص الذين يريدون الوصول إلى أوروبا.
تقول مارييتا بروفوبولو، المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود في اليونان: "أنشطتنا في بحر إيجة هي مجرد حل مؤقت لتخفيف المعاناة والخسائر البشرية التي شهدناها في الأشهر الأخيرة. ومع تدهور الأحوال الجوية وازدياد خطورة البحر، ندرك أن البحر سيشهد المزيد من المآسي".
يقول ستيفانو أرغينزيانو، منسق العمليات في منظمة أطباء بلا حدود: "يجب على أوروبا الكفَّ عن التنصل من مسؤولياتها وتقديم ممرٍ آمن وشرعي للأشخاص الباحثين عن الأمان. فمن غير المقبول أن يكون الطريق الرئيسي للحصول على الحماية الدولية مقروناً بالمخاطرة بالحياة في البحر، وبالأخص إن كان من الممكن تجنب الخسائر البشرية إذا تم السماح بالعبور نحو أوروبا عبر الحدود البرية مع تركيا. لذلك يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أن تضمن استقبال اللاجئين والمهاجرين بطريقة آمنة ومحترمة على الحدود البرية بين تركيا واليونان".
تقدم منظمة أطباء بلا حدود المساعدة الطبية والنفسية للأشخاص الذين يصلون إلى جُزر ليسبوس وساموس وجزر الدوديكانيز. فعلى جزيرة ليسبوس، تقوم المنظمة بنقل الواصلين الجدد من الساحل الشمالي إلى مركز التسجيل، كما تقدم المساعدة في مركز العبور في ماتامادوس، والرعاية الطبية في مركزي استقبال كارا تيبي وموريا.
وفي جزيرة ساموس، تقوم فرق المنظمة بالمسح الطبي وتقديم الرعاية للواصلين الجدد، وتقدم خدمات النقل والغذاء والمواد الإغاثية الأساسية في مرفأ فاثي وفي مركز الاستقبال على الجزيرة. وفي جزر الدوديكانيز، تدير المنظمة عيادات متنقلة وتقدم الإغاثة النفسية الأوليّة لضحايا السفن الغارقة. ومنذ بدء عملياتها في الجزر اليونانية، قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 22,100 استشارة طبيّة.