استأنفت أطباء بلا حدود أمس كامل أنشطتها الطبية في مستشفى تاباري في بورت أو برنس، هايتي، بعد أن كانت قد علقت خدماتها في مركز علاج الإصابات البالغة عقب اقتحام مسلح جرى في يوليو/تموز.

وفي هذا السياق، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في هايتي، موموزا موهيندو، "إن استئناف كامل أنشطتنا وخدمة الناس من جديد هو مدعاة سرور لنا".

ويُردف قائلاً، "اتّسم قرار تعليق الأنشطة بالصعوبة نظرًا للدور الحيوي الذي يؤديه هذا المستشفى في تلبية الاحتياجات الطبية في بورت أو برانس، ولكن قرار إعادة الافتتاح كان صعبًا بدوره إذ أنه لا مكان للعنف أو الأسلحة داخل المرفق الطبي".

ويتابع قائلًا، "ما حدث في يوليو/تموز مرفوض رفضًا قاطعًا. إن لم يحظَ المرضى والعاملون في المجال الصحي بالاحترام فلن نتمكن من إنجاز عملنا".

يقدم مستشفى تاباري الرعاية والخدمات الطبية للأشخاص الذين يعانون من إصابات بالغة أو حروق شديدة، ويضم ما مجموعة 75 سريرًا وقسمًا للطوارئ. وقد استقبل المستشفى 2,000 مريض خلال عام 2022.

في ليلة 6 يوليو/تموز 2023، اقتحم أكثر من 20 مسلحًا المستشفى وهدّدوا موظفي أطباء بلا حدود بالأسلحة النارية مجبرين إيّاهم على الاستلقاء على الأرض بينما اختطفوا مريضًا من المرفق.

وعلى إثر هذا الاقتحام المسلح، أُغلق المستشفى في 7 يوليو/تموز، ليُعاد فتح أقسام الحروق والرعاية الخارجية في المستشفى بعد أيام قليلة، في حين لم يُستأنف قبول مرضى الإصابات البالغة في رحاب المستشفى حتى يوم أمس.

وما جرى هو أحدث مثال في سلسلة من حوادث العنف التي أجبرت أطباء بلا حدود إما على إغلاق أنشطتها أو تعليقها مؤقتًا في العديد من المرافق في بورت أو برانس. وفي يناير/كانون الثاني، اضطررنا إلى وضع حد لدعمنا لمستشفى راؤول بيير لويس، في حين علّق مستشفى آخر تابع لأطباء بلا حدود في سيتي سولاي أنشطته مرارًا وتكرارًا بسبب إطلاق النار المتكرر في المنطقة المجاورة، وهو يعمل الآن بطاقة منخفضة.

ويقول موهيندو، "لدى أطباء بلا حدود التزام تجاه هايتي وشعبها، ولهذا السبب نواصل إجراء مناقشات مع جميع أصحاب المصلحة والجماعات المسلحة، بما في ذلك قوات إنفاذ القانون، لضمان توفير الظروف المواتية لنا لنواصل تقديم خدماتنا والعمل بأمان في تاباري".

ويضيف قائلًا، "رسالتنا واضحة إلى كل من يحمل سلاحًا في هايتي: احترام المرافق الصحية والمرضى والموظفين أمر غير قابل للتفاوض، واستمرار الخدمات في مستشفى تاباري مرهون بالتزام الجميع بذلك".