في 20 سبتمبر/أيلول، تم الإعلان عن تفشي مرض الإيبولا في أوغندا. ووفقًا لما أوردته وزارة الصحة، سُجّلت حتى 7 نوفمبر/تشرين الثاني 136 حالة إصابة مؤكّدة، منها 53 حالة وفاة و61 حالة تماثلت إلى الشفاء.
ومنذ بداية تفشي المرض، رُصدت حالات إصابة في ما مجموعه ثماني مقاطعات من أصل 111 مقاطعة في أوغندا، بما فيها العاصمة. وأكّدت الحكومة في 23 أكتوبر/تشرين الأول إصابة خمسة أشخاص بالمرض في كمبالا التي تعدّ مركزًا حضريًا مكتظًا.
ما هو مرض الإيبولا؟
يُسبّب فيروس الإيبولا مرضًا خطيرًا يودي بحياة المصابين به في أغلب الأحيان، إذ يصل معدل الوفيات الناجمة عنه إلى 90 في المئة. وتتشابه الأعراض الأولية لهذا المرض مع أعراض أمراض أخرى وتشمل الظهور المفاجئ للحمى والتعب وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق. وقد يتبع هذه الأعراض الأولية تقيؤ وإسهال وطفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد أو حتى نزيف داخلي وخارجي في بعض الحالات.
ظهر مرض فيروس الإيبولا لأول مرة عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتتعدد سلالات الفيروس، ومنها سلالة زائير التي كانت الأكثر شيوعًا على مدار العقد الماضي. واليوم، يشمل التفشي الحالي في أوغندا السلالة السودانية من الفيروس، علمًا أن هذه السلالة قد تفشت سبع مرات منذ اكتشاف المرض، أربعة منها في أوغندا وثلاثة في السودان. وكان آخر تفشي للإيبولا في أوغندا قد وقع في عام 2019، في حين ظهرت السلالة السودانية لآخر مرة في سياق تفشي المرض في عام 2012.
اللقاح المضاد غير متوفر
لا يتوفر أي لقاح مضاد للسلالة السودانية للفيروس، علمًا أنها السلالة المسؤولة عن تفشي المرض في أوغندا. ومع ذلك، ستبدأ عما قريب التجارب السريرية على لقاحَين تحت إشراف منظمة الصحة العالمية: أحدهما طوّرته جامعة أكسفورد، والذي أظهر قدرته على إحداث استجابة مناعية لكل من سلالتَي السودان وزائير في المرحلة الأولى من التجارب. أما اللقاح الآخر، فقد طوّره معهد سابين للقاحات.
وفي ظل التفشي الحالي لفيروس الإيبولا في أوغندا، تضطر جميع المنظمات الصحية المشارِكة في الاستجابة إلى أن تؤدي عملها من دون توفر هذه الأداة بالغة الأهمية، وذلك إلى حين انتهاء التجارب والعثور على لقاح فعال. ونحن في أطباء بلا حدود مستعدون للمساعدة في هذا البحث وقد أعربنا عن استعدادنا هذا لمنظمة الصحة العالمية.
مفتاح البقاء على قيد الحياة
تبقى المشكلة الكبيرة تأخر وصول المرضى. ولهذا السبب، من المهم أن يتم استقبال الناس في وقت مبكر وأن يُبدي مقدمو الرعاية الصحية صرامة في إدارتهم السريرية، فهذا ما يضمن بقاء المريض على قيد الحياة.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور روجيرو جولياني الذي يعمل مع أطباء بلا حدود في مركز علاج الإيبولا في موبيندي في أوغندا، "تُشير الدراسات إلى أن فرص النجاة ترتفع عند زيارة الطبيب في اليوم الثاني أو الثالث عقب الإصابة بالمرض".
ويتابع قائلاً، "نعيش لحظات صعبة للغاية عندما ندرك أن مريضنا لن ينجو. قد نبذل قصارى جهدنا، ولكن عندما تظهر الأعراض الوخيمة، تنعدم فرص النجاة".
ثم يُردف قائلاً، "من ناحية أخرى، في كل مرة ينتصر فيها المريض، يكون الأمر مدعاة للسعادة. خرج ستة ناجين من مركز علاج الإيبولا منذ بضعة أيام وكان الأمر رائعًا حقًا. يساعدنا هذا كثيرًا على التكيف والمواجهة".
عملت منظمة أطباء بلا حدود لأول مرة في أوغندا في عام 1986. واليوم، تقدم فرقنا الرعاية إلى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وتدعم ضحايا العنف الجنسي والجنساني. كما توفر خدمات الصحة الجنسية والإنجابية التي تناسب احتياجات المرضى اليافعين واليافعات في عيادة كاسيسي للشباب.
وفي إطار جائحة كوفيد-19، دعمت أطباء بلا حدود جهود الاستجابة الوطنية، فعملت على فرز المرضى وإجراء الفحوصات وإعطاء اللقاحات لمرضى كوفيد-19 الذين يعانون من أمراض أخرى، إلى جانب توفير العلاج في مستشفى الإحالة الإقليمي في أروا ومستشفى إنتيبي. كما أعطت فرقنا اللقاحات لما مجموعه 270,000 شخصٍ في كاسيسي.
بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2022، قدمت فرقنا مساعدات طبية وإنسانية طارئة إلى حوالي 18,000 لاجئ كونغولي في مخيم نياكاباندي المؤقت في أوغندا، ممن فروا من الاشتباكات بين جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس المتمردة في مدينة كيفو الشمالية الحدودية.