"انتزعوا مني روحي يوم قتلوا ابني". بهذه الكلمات تصف بائعة الخضار والفواكه لوسيلا البالغة 56 عامًا من مدينة سان سلفادور مقتل ابنها الأصغر خوان على يد إحدى العصابات.
بدأت منظّمة أطبّاء بلا حدود مؤخرًا العمل مع المهاجرين العائدين والنازحين قسرًا في مدينة سان سلفادور. ويعمل حاليًا فريق على تقديم المساعدة الطبيّة والدعم النفسيّ في ملجأ في سان سلفادور حيث قابلنا لوسيلا.
عندما وصلت لوسيلا إلى الملجأ قبل يومَين، لم يكن بحوزتها سوى الملابس التي ترتديها.
لم يزرع موت ابنها في نفسها سوى اليأس والخوف وأفكار الانتحار.
فتقول لوسيلا، "لا أتمنى العيش بعد اليوم. بعد أن دُفن ابني، اقترحت على ابني الآخر أن نشرب السم كي لا نشعر بهذا الألم. أشعر وكأنني في سجن."
قال لي ابني في أحد الأيام، "أمي، سأنزل إلى الشارع قبل أن يرتكبوا مجزرة بحق عائلتنا بأكملها.لوسيلا
تصف لوسيلا كيف استهدفت العصابة ابنها وتقول، "ضايق أفراد العصابة ابني كي ينخرط في أعمالهم. تتفشى الجريمة في هذا البلد كما يتفشى الجذام في الجسم".
"يواجه الكثير من الشبان المضايقات والتهديدات كل يوم من قبل العصابات التي ترغب بتجنيدهم. وقال لي ابني في أحد الأيام، "أمي، سأنزل إلى الشارع قبل أن يرتكبوا مجزرة بحق عائلتنا بأكملها."
وكانت العصابة سبق وهدّدت العائلة واختار خوان أن يواجه العصابة بمفرده عوضًا عن المخاطرة بتعريض عائلته بأكملها للخطر.
وتضيف لوسيلا، "يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول [2018]، قتلت العصابة ابني. كان يبلغ من العمر 22 عامًا. وبحثت عنه في كل مكان، بحثت عنه في الأزقة، في الجبال، في الشوارع، وحتى في المجاري. وجدته في منطقة حرجية من المستعمرة، كان قد تعرض للخنق."
وبالرغم من وفاته، إلا أن العنف ضدّ عائلة لوسيلا لم يتوقف.
فتشرح لوسيلا قائلةً، "بعد الجنازة بثلاثة أيام، أمسكوا بابني الآخر. أراد أفراد العصابة أن يقتلوه. كان معلقًا عندما وصلت الشرطة وفرّوا منها. استطاع ابني أن يمسك الحبل وأن يتفادى الاختناق. فرّ من المنزل من شدة خوفه وقال لي إنهم يريدون أن يقتلوه. كان في حالة يرثى لها وعندئذٍ غادرنا المنزل برفقة الشرطة من دون أن نأخذ أي شيء معنا، وها أنا ذا."