تشكل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدًا متزايدًا في البيئات الإنسانية والبيئات ذات الموارد المنخفضة، وخاصة في المناطق المتضررة من النزاعات حيث تعمل أنظمة الرعاية الصحية الهشة وحواجز الوصول إلى الرعاية الصحية والتلوث البيئي على تضخيم تأثيرها. منذ عام 2014، جعلت أطباء بلا حدود من الحد من عبء مقاومة مضادات الميكروبات أولوية رئيسة، ودمجتها في جهودها الإنسانية الطبية الأوسع نطاقًا.
يأتي هذا التقرير في أعقاب الاجتماع الثاني الرفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، الذي عُقد في 26 سبتمبر/أيلول 2024، والذي كان يهدف إلى "مراجعة التقدّم المحرز في الجهود العالمية والإقليمية والوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وتحديد الثغرات والاستثمار في حلول مستدامة لتعزيز التقدّم المتعدد القطاعات وتسريعه، وبناء عالم صحي قائم على المساواة وعدم ترك أيّ شخص خلف الركب". وفي حين يعترف الإعلان الجديد بالفجوات الكبيرة في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في البيئات الإنسانية والمنخفضة الموارد، لا يزال هناك نقص في الخطوات الملموسة والعملية لترجمة هذه الالتزامات إلى إجراءات ملموسة.
تمهيدًا للمضي قدمًا، يستند هذا التقرير إلى تسع دراسات حالة عملية أُجريت في غزة وأفغانستان وموزمبيق وشمال سوريا وأوكرانيا وسيراليون وجنوب السودان وبنغلاديش. توضح دراسات الحالة هذه المحركات والتحديات والعواقب الحاسمة لمقاومة مضادات الميكروبات في مجموعة من السياقات التي تعمل فيها أطباء بلا حدود، بما في ذلك المناطق المتضررة من النزاع، والمناطق المتأثرة بشكل غير متناسب بتغير المناخ، والبلدان ذات أنظمة الرعاية الصحية التي تعاني من نقص التمويل، والسكان النازحين.
يسلط هذا التقرير الضوء على الحاجة الملحة لتطوير نهج متكيف مع السياق للتعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات لدى الفئات الأشد حاجة مثل الأطفال حديثي الولادة والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وأولئك الذين يعانون من الإصابات البالغة والنساء والفتيات اللاتي يعشن في بيئات إنسانية.