في مسافر يطا، المنطقة الصحراوية الواقعة جنوب الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يواجه السكان تهديدات بالترحيل وأوامر بالهدم منذ العام 1981. فذاك العام، صنف الجيش الإسرائيلي مسافر يطا منطقة إطلاق نار، وبالتالي منطقة عسكرية مغلقة.
منذ ذلك الحين، تمارس السلطات الإسرائيلية ضغطًا هائلًا على سكان مسافر يطا ليغادروا المنطقة، إلى حد يمكن اعتباره ترحيلًا قسريًا، وهو تدبير محظور بموجب القانون الإنساني الدولي.
لا يتمكن السكان من الحصول على الكهرباء والماء والطعام والتعليم إلا بشكل محدود، كما قُوّضت حرية التنقل والوصول إلى الخدمات الطبية وأُجبر الكثيرون على مغادرة منازلهم.
على مر السنين، قدم السكان الفلسطينيون في مسافر يطا طعونًا للمحكمة الإسرائيلية لوقف أعمال الهدم والترحيل، ولكن في مايو/أيار 2022، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأن الفلسطينيين في المنطقة ليسوا مقيمين دائمين. وسمح هذا الحكم بتصنيف مسافر يطا "منطقة إطلاق نار 918" وأتاح ترحيل سكانها.
منذ إصدار الحكم، يشهد السكان في مسافر يطا زيادة في المضايقات والتدابير التقييدية وأوامر الهدم، فضلًا عن هدم المنازل والمدارس وغيرها من البنى.
تشهد فرق منظمة أطباء بلا حدود عن كثب آثار التدابير التقييدية والقمعية المتزايدة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية وتداعياتها على الصحة النفسية والجسدية للسكان في مسافر يطا.
وبالإضافة إلى هدم منازل السكان، أنشأت السلطات نقاط تفتيش وصادرت مركبات السكان وفرضت حظر تجوّل وقيودًا أخرى على الحركة.
تستجيب فرقنا لاحتياجات السكان الطبية في المنطقة عبر ثلاث عيادات متنقلة موزّعة على ثلاثة مواقع. نوفر الرعاية الصحية الأساسية عبر مجموعة من الأنشطة، تشمل توفير الرعاية الصحية للأطفال ومعالجة الأمراض المزمنة والمعدية وخدمات الصحة الإنجابية والرعاية النفسية للناجين من العنف، بالإضافة إلى الفحوصات الغذائية.