نيامي/برشلونة - يكشف التفشي الحالي لمرض التهاب الكبد الفيروسي E في ديفا في النيجر والذي أعلنت عنه السلطات النيجرية الأسبوع الماضي عن حجم نقص توفر المياه النظيفة وانعدام الصرف الصحي بالمنطقة التي يقطن فيها الغالبية العظمى من النازحين واللاجئين. ودعت المنظمة الحكومة والمنظمات الإنسانيّة التدخل العاجل.
منذ كانون الأول/ديسمبر وحتى 23 نيسان/أبريل، تم الكشف عن 135 حالة مرضية مصابة باليرقان في ديفا. وهو ما يُعتبر أحد الأعراض الأولى للإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي E، والذي يسبب اصفرار الجلد والعيون. العديد من هذه الإصابات كانت بين النساء الحوامل اللاتي احتجن الإقامة بمركز الأمومة والطفل في بلدة ديفا، حيث تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع وزارة الصحة.
في الأثناء توفيت 25 امرأة بسبب الفشل الكبدي الحاد. وأكدت نتائج التحاليل المخبرية في منتصف الشهر الحالي أن هناك إصابات عديدة بالتهاب الكبد الفيروسي E الذي يمكن أن يسبب القصور الكبدي (تعطل كل وظائف الكبد) والموت أحياناً. ولا يوجد علاج محدد للمرض خاصة بين النساء الحوامل المُعرضات للموت. وينتشر المرض بشكل رئيسي من خلال المياه الملوثة.
وأوضح رئيس بعثة أطباء بلا حدود في النيجر، المنذر آيجي جدو، أنه "من الواضح جلياً أن المياه والأنشطة الصحية لا تغطي حاجة الناس، وهو ما كنا نحذر منه على مدار أشهر. ولهذا السبب تُطالب أطباء بلا حدود السلطات وكافة المنظمات الإنسانية العاملة في ديفا بزيادة الدعم بسرعة وبشكل ملحوظ، في المنطقة. وذلك لضمان ظروف صحية مناسبة للناس وتزويدهم بالمياه النظيفة".
وتعمل منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الصحة منذ أسابيع على احتواء تفشي المرض. وتدرب المنظمة الكوادر الصحية وتكرس الأشخاص والموارد للعمل ضمن أطر المجتمع والمراكز الصحية والمستشفيات لضمان الكشف المبكر عن حالات الإصابة، وإحالتها للجهات الصحية والمختصين بمتابعة حالات المرضى. وفي الوقت نفسه، تنفذ فرق أطباء بلا حدود حملات لزيادة الوعي بما يتعلق بقواعد النظافة الأساسية، ومنها غسل الأيدي.
يقطن نحو 240 ألف نازح و لاجئ منطقة ديفا (وفق الأرقام الرسميّة) وقد عانى هؤلاء الأشخاص بشكل رئيسي من آثار الصراع بين بوكو حرام وجيوش المنطقة لسنوات ومن بين هؤلاء يقطن نحو 135 ألف شخص مناطق كتشندي وجارن ووازان وتومور حيث تقوم أطباء بلا حدود ببرامج ومشاريع لتحسين نظافة المياه والصرف الصحي كما وزرعت المنظمة أقراص الكلورين المعقمة للمياه والصابون والبراميل المعدنية على 16,800 عائلة في تلك المناطق. وحتى الآن تم توزيع 105,700 ليتر من المياه في براميل معدنيّة يتم تنظيفها تجنباً لانتشار المرض.
تعمل منظمة أطباء بلا حدود تعمل في منطقة ديفا منذ أواخر 2014 بالاشتراك مع وزارة الصحة في مركز الأمومة والطفل في بلدة ديفا، لتحسين فرص السكان المحليين والمهجرين في الحصول على الرعاية الصحية. كما تعمل المنظمة في مستشفى منطقة نغيغمي وفي مراكز صحية أخرى في مناطق ديفا ونغيغمي وبوسو.
تدعم أطباء بلا حدود، في كلا المستشفيين وحدات الصحة الإنجابية والجنسية والطفل، وكذلك الصحة النفسية. وتعالج فرق أطباء بلا حدود في مستشفى نغيغمي الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد. وتقدم المنظمة استشارات الصحة الأساسية واستشارات الصحة الإنجابية وتدعم الصحة النفسية، وتهتم كذلك بأنشطة التطعيم، وتوفر الدعم الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك تدير أطباء بلا حدود أنشطة المياه والصرف الصحي وتوزع مساعدات إغاثية عند الحاجة.