جنيف/نيويورك – تحطمت آمال الوصول إلى سعر معقول لشراء لقاح ذات الرئة الذي يقي الأطفال والكبار من مرض ذات الرئة، بعد منح مكتب الامتياز في الهند حقوق الامتياز لمنتج لقاح ذات الرئة 13 والمعروف تجارياً باسم برفنار 13 الذي تنتجه شركة صناعة الأدوية الأمريكية فايزر.
وقال المنسق الإقليمي لدول آسيا في منظمة أطباء بلا حدود برنس ماثيو، "إنه من غير العادل وغير المقبول، موت ما يقارب المليون طفل سنوياً بذات الرئة رغم وجود لقاح منقذ للحياة. حيث أن للأطفال في كل مكان الحق بالتحصين ضد ذات الرئة، إلا أن العديد من الحكومات لا تستطيع شراء اللقاح بسبب سعر الشراء المرتفع الذي تطلبه شركة فايزر"، مضيفاً "إننا نحتاج وبشكل مستعجل لمُصنّعين جدد ليخلقوا منافسة سوقية هدفها تخفيض أسعار اللقاح".
ويحجب منح هذا الامتياز المُصنعين في الهند من توفير اللقاح الواقي من 13 نوعاً من البكتيريا المسببة لذات الرئة عن أكثر الأشخاص حاجة له.
وبحسب مديرة حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية في جنوب آسيا لينا مينهاني، "فإن النهج الذي تتبعه شركة فايزر هو محاولة ضمان الامتياز والحصول عليه تحت مظلة القانون الهندي، الأمر الذي سيضمن توسيع مناطق احتكار المنتج لسنوات عديدة قادمة تشمل بذلك السوق الهندي".
في 2016، تحدّت منظمة أطباء بلا حدود محاولات فايزر غير المستحقة في الحصول على الامتياز لمنتجها في الهند، بعد نقض مكتب الامتياز الأوروبي لبراءة الاختراع. كما أن الحصول على الامتياز لهذا المنتج يواجه صعوبات في كوريا الجنوبية وقبل ذلك في مجلس الولايات المتحدة للامتياز والعلامات التجارية.
تعتمد منظمة أطباء بلا حدود بشكل كبير على الأدوية الجنيسة معقولة السعر في عملها الطبي حول العالم: فثلثي الأدوية التي تستعملها المنظمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل والملاريا هي أدوية جنيسة مصنوعة بالهند. كما أن مصنعي اللقاح في الهند صرحوا بإمكانية توفير لقاح ذات الرئة بأسعار منخفضة جداً.
ومع ذلك فإن الامتياز الذي حصلت عليه فايزر يسمح باستمرار سيطرتها على سوق لقاح ذات الرئة في الهند حتى عام 2026، ويمنع المصنعين في بلد في طور النمو من توفير نسخة منافسة للقاح ذات الرئة الذي تنتجه فايزر. وعلى المُصنعين إيجاد طرق أخرى لا تخالف منح الامتياز بهدف تطوير لقاح لذات الرئة وهو ما يعني احتمالية تأخر إيجاد منتجات منافسة - بعضها قيد التجربة- من منتجين هنود.
وأضاف طبيب الأطفال العامل في منظمة أطباء بلا حدود أنس الشرمان، "نرى خلال عملنا العديد من الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التنفس تهدد حياتهم، إلا أن العديد من حالات الوفاة يمكن تجنبها في حال تحصين عدد أكبر من الأطفال ضد ذات الرئة. عبّرت أكثر من 50 دولة عن استيائها من غلاء أسعار اللقاح، فالأطفال في دول مثل إندونيسيا والأردن وتونس لا يستطيعون الانتظار أكثر للحصول على لقاح ذات الرئة المنقذ للحياة".
إن قرار مكتب الامتياز الهندي غير محصور بأمر واحد وإنما يؤثر على مستويات أوسع، كما يشير ذلك لضعف المعايير الصارمة لمنح براءات الاختراع في الهند، مما يسبب منح احتكارات لتحسينات طفيفة وغير ذات أهمية لأدوية موجودة أصلاً، وهو الأمر المتاح في دول أخرى. وأنّ مثل هذه الممارسات، التي تسمى بالتخليق الدائم، ستعيق دور الهند المسماة بــ "صيدلة الدول التي في طور النمو" والمعروفة بتزويدها الحكومات والجهات الفاعلة مثل منظمة أطباء بلا حدود بأدوية ولقاحات بأسعار معقولة.
في كل عام، تنفذ فرق منظمة أطباء بلا حدود حملات تطعيم لملايين الأطفال، في كلا حالتي الاستجابة لانتشار الأمراض مثل الحصبة والتهاب السحايا والحمى الصفراء والكوليرا أو حتى كأنشطة تحصين دورية في مشاريع توفر فيها المنظمة الرعاية الصحية للأم والطفل.
كما عملت المنظمة على شراء لقاح ذات الرئة في الماضي لاستعماله في الحالات الطارئة وزادت من استعمالها للقاح ذات الرئة ولقاحات أخرى مع التركيز خصوصاً على تطوير برامج التحصين الاعتيادية، وكذلك تعزيز برامج التحصين المستعملة في حالات الطوارئ الإنسانية. وعملت المنظمة على تطعيم أطفال وصلوا لمراحل حرجة إثر إصابتهم بذات الرئة في جمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان وسوريا وأوغندا وغيرها من الدول.
وفي 2015، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود حملة "فرصة عادلة" الهادفة للضغط على شركتي تصنيع الأدوية فايزر وغلاكسو سميث كلاين لتخفيض أسعار الجرعات الثلاث للقاح ذات الرئة لــ 5 دولارات للطفل الواحد.