- إنّ تخفيض الحصص الغذائية للروهينغا في بنغلاديش سيؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بسوء التغذية وتفشيات الأمراض المميتة الأخرى.
- ينبغي إيلاء الأولية للاجئين الروهينغا الذين يعتمدون بشكل كامل تقريبًا على المساعدات الغذائية.
في ظل تخفيض الحصص الغذائية لنحو مليون شخص من اللاجئين الروهينغا في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش، تحذّر منظمة أطباء بلا حدود من ارتفاع خطر الإصابة بسوء التغذية ومن تداعيات خطيرة على صحة اللاجئين.
يوم أمس، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تخفيض المؤن الغذائية بنسبة 17 في المئة بفعل نقص التمويل، ونتيجة لذلك، انخفضت الوحدات الحرارية اليومية للشخص الواحد عن الحد الأدنى المقبول أي 2,100 وحدة حرارية في اليوم.
وفي هذا الصدد، يقول ممثل أطباء بلا حدود في بنغلاديش، كلاوديو ميغلييتا، "لقد تقلّص التمويل وتراجع عدد المنظمات التي تعمل في كوكس بازار بنسبة 80 في المئة تقريبًا. وفي هكذا سياق، لا بد من أن تعطي الجهات المانحة الأولوية إلى الروهينغا من جديد وأن تعيد التأكيد على التزاماتها التمويلية".
لا بد من أن تعطي الجهات المانحة الأولوية إلى الروهينغا من جديد وأن تعيد التأكيد على التزاماتها التمويلية.كلاوديو ميغلييتا، ممثل أطباء بلا حدود في بنغلاديش
في كوكس بازار، حيث يقع أكبر تجمع لمخيمات اللاجئين في العالم، يعتمد الروهينغا على المساعدات الغذائية بشكل شبه كلّي بفعل احتجازهم في المخيمات ومنعهم من البحث عن عمل رسمي، مما يمنعهم من سد النقص في الحصص الغذائية الضئيلة والتي لا تصل سعراتها الحرارية إلى المعدل الموصى به.
ويفاقم استهلاك سعرات حرارية مخفضة خطر الإصابة بسوء التغذية وفقر الدم ويضعف الجهاز المناعي، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية كالحصبة والكوليرا.
تعاني نساء حوامل كثيرات ممن يتلقين رعاية ما قبل الولادة في مرافق أطباء بلا حدود الصحية من سوء التغذية. في العام الماضي، شُخّصت إصابة 12 في المئة من النساء الحوامل في مستشفى كوتوبالونغ وعيادة بالوخالي بسوء التغذية الحاد و30 في المئة منهن بفقر الدم.
هذا ويزيد خطر الإصابة بمضاعفات الولادة لدى الحوامل المصابات بسوء التغذية وفقر الدم، ويعدّ أطفالهنّ أكثر عرضة لأن يكونوا في حالة صحية سيئة بعد الولادة. حتى مع توزيع الحصص الغذائية بحجمها الحالي، يعاني 28 في المئة من الأطفال الذين ولدوا في مستشفى كوتوبالونغ وعيادة بالوخالي من انخفاض الوزن عند الولادة، ما يزيد من خطر إصابتهم بالمرض وسوء التغذية.
ويعاني الكثير من اللاجئين في المخيم من أمراض مزمنة كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني. وفي هذا السياق، توفر أطباء بلا حدود الرعاية لأكثر من 4,500 مريض. وتجدر الإشارة إلى أهمية اتباع المصابين بأمراض غير سارية نظامًا غذائيًا صحيًا للاعتناء بحالتهم الصحية. ومن شأن تقويض وصولهم إلى الغذاء المناسب أن يعزز اعتمادهم على الرعاية الطبية، ما يزيد بدوره الطلب على الخدمات الصحية المثقلة أساسًا في المخيمات.
وفي هذا السياق، يوضح ميغلييتا، "تبقى أطباء بلا حدود ملتزمة بتوفير الخدمات إلى الروهينغا طالما تدعو الحاجة لذلك، إلا أن تلبية احتياجات طبية إضافية في مخيمات كوكس بازار تفوق قدرة أطباء بلا حدود على الاستجابة".
حاليًا، تعاني الخدمات الصحية في المخيمات من ضغوطات هائلة، إذ تكافح لتتعامل مع التداعيات الطبية للظروف الصعبة التي يعيشها السكان، كتفشي الجرب وحمى الضنك والكوليرا، نتيجةً لسوء حالة الصرف الصحي والمياه الراكدة وطفح المراحيض.
تخشى أطباء بلا حدود كذلك من تفاقم الشعور باليأس السائد أساسًا في المخيمات إثر تقليص المؤن الغذائية، إذ يمكن لهذا أن يدفع بالمهاجرين إلى المضي في رحلات خطيرة برًا وبحرًا بحثًا عن حياة أفضل ومستقبل واعد.
توفر أطباء بلا حدود الرعاية الطبية في مخيمات اللاجئين في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش منذ العام 1992. خلال العام الماضي، قدمت أطباء بلا حدود أكثر من 750,000 استشارة خارجية واستقبلت أكثر من 22,000 مريض مقيم في مرافقها.