- خفّضت شركة الصناعات الدوائية جونسون آند جونسون سعر دواء بيداكويلين لعلاج مرض السّل بحوالي ثلث قيمته
- في حين أننا نقدر هذه الخطوة المهمة، ندعو شركة جونسون آند جونسون إلى تعميم السعر الجديد المخفض للبيداكويلين ليشمل جميع الدول التي تعاني من عبء مرتفع من السل وتخفيض السعر أكثر
- كما يجب على الحكومات تحسين بروتوكولاتها الوطنية الخاصة بعلاج السل المقاوم للأدوية وزيادة نطاق استخدام العلاج بالبيداكويلين
نيويورك/جنيف – أعلنت شركة الصناعات الدوائية جونسون آند جونسون عن تخفيض سعر دواء السل "بيداكويلين" إلى 1.5 دولار أمريكي
وقد كانت أطباء بلا حدود تضغط على جونسون آند جونسون لتخفيض سعر الدواء منذ دخوله إلى السوق في عام 2012، إذ أطلقت حملة عالمية إلى جانب أشخاص مصابين بالسل والمجتمع المدني في العام الماضي، هدفها دعوة الشركة لخفض سعر الدواء بأكثر من النصف في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل إلى دولار واحد في اليوم. وقد وقّع 120,707 أشخاص على العرائض المطالِبة بذلك.
البيداكويلين كبديل لعلاجات السل المؤلمة والشاقّة
توصي منظمة الصحة العالمية بدواء بيداكويلين الفموي كدواء أساسي لعلاج السل المقاوم للأدوية، بدلاً من أدوية قديمة أكثر سُمِّيَّة تُعطى عن طريق الحقن وقد تسبب آثاراً جانبية خطيرة كالصمم. وفي ضوء جائحة كوفيد-19، أوصت منظمة الصحة العالمية أيضاً الدول بعلاج المصابين بالسل المقاوم للأدوية في منازلهم باستخدام علاجات فموية بالكامل، من بينها البيداكويلين، بدلاً من الحقن التي تتطلب زيارة العيادات. هذا ويتطلب العلاج الأقدم للسل المقاوم للأدوية، والذي يطيل مدة العلاج ولا يزال مستخدماً في دول عديدة حتى الآن، من الشخص تناول حتى 14,000 حبة دواء على مدى نحو عامين، وتحمُّل حتى ثمانية أشهر من الحقن اليومية المؤلمة.
بينما يستردّ العالم عافيته من جائحة كوفيد-19، إنّ الحصول على العلاج بالبيداكويلين بكلفة ميسورة هو ضرورة الساعة للمصابين بالسل المقاوم للأدويةد. بيلا أوستيرو، مستشارة شؤون مرض السل في حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية
وتقول مستشارة شؤون مرض السل في حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية د. بيلا أوستيرو: "بينما يستردّ العالم عافيته من جائحة كوفيد-19، إنّ الحصول على العلاج بالبيداكويلين بكلفة ميسورة هو ضرورة الساعة للمصابين بالسل المقاوم للأدوية".
وأضافت: "إنّ الأدوية السابقة ليست مؤلمة في الحقن فحسب كما أنّها قد تسبّب آثاراً جانبية حادة، بل تتطلّب أيضاً زيارة الناس للمرافق الصحيّة يوميّاً، ما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بكوفيد-19. وإضافةً إلى السعر المخفَّض، يجب على الحكومات أن تعزز على وجه السرعة استخدام بيداكويلين كجزء أساسي من العلاجات الفموية للسل المقاوم للأدوية. دعونا لا نضيع دقيقة واحدة ستساهم في وضع حدٍّ لمعاناة مرضى السل المقاوم للأدوية".
العلاج المطوَّر هو نتيجة جهود جماعية
ظل السعر الذي تفرضه جونسون آند جونسون لدواء بيداكويلين عائقاً مهمّاً أمام الدول في سبيل تعزيز توفُّر العلاج المنقذ للحياة، لا سيما باعتبار أن بيداكويلين هو واحد فقط من عدة أدوية ضروريّة لعلاج السل المقاوم للأدوية.
ونظراً للتمويل المعتبر الذي حصلت عليه جونسون آند جونسون من قبل دافعي الضرائب من أجل إجراء الأبحاث المتعلّقة بهذا الدواء وتطويره من الولايات المتحدة وبلدان أخرى، فقد دعت أطباء بلا حدود وجِهاتٌ أخرى الشركة لخفض السعر لكي يكون أكثر توفراً للناس. وقد أظهرت دراسة أُجريت من قبل باحثين في جامعة ليفربول البريطانية أنه يمكن إنتاج وبيع بيداكويلين بربح لا يتعدى ربع دولار في اليوم.
وتقول المستشارة لشؤون فيروس نقص المناعة البشري والسل في حملة توفير الأدوية الأساسية شارونان لينش: "لم تطور جونسون آند جونسون هذا الدواء وحدها. فقد جرى تطوير بيداكويلين بدعم معتبر من دافعي الضرائب ومن مؤسسات غير ربحية وخيرية – وقد تلقت جونسون آند جونسون استثمارات عامة بقيمة ملايين الدولارات، من بينها مِنَح من حكومة الولايات المتحدة وحوافز مالية متعددة، كما أسهم مقدمو العلاج كأطباء بلا حدود في الأبحاث المتعلقة بالدواء. وعلى جونسون آند جونسون ألَّا تفرض أسعاراً مرتفعة لهذا الدواء في أي مكان".
السعر المخفّض لا يشمل جميع الدول التي تحتاجه
إنّ السعر الجديد المخفض هو أقل بنسبة 32 في المئة من أخفض سعر سابق، وهو متاح لقائمة دول محددة من قبل جونسون آند جونسون، ومرتبط بالتزامات شراء تمت من خلال مرفق الأدوية العالمي وهي منظمة تديرها شراكة "القضاء على السل"التي تقدم أدوية السل للدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
كما أنّ الدول التي لا تشتري الأدوية من مرفق الأدوية العالمي غير مؤهلة لشراء البيداكويلين بالسعر المخفض وسوف تستمرّ في تكبّد الأسعار المرتفعة التي تفرضها جونسون آند جونسون، أو شريكها التجاري الروسي "فارمستاندرد" لبعض الدول في رابطة الدول المستقلة. فمثلاً، يدفع الاتحاد الروسي أكثر من 8 دولارات اليوم مقابل البيداكويلين، وهو سعر أعلى بكثير من السعر المتاح الآن للدول المؤهلة للسعر المخفّض وقدره 1.5 دولار لليوم.
تدعو منظمة أطباء بلا حدود شركة جونسون آند جونسون لتخفيض السعر أكثر ولإتاحة السعر المخفض لجميع الدول التي تعاني من عبء مرتفع من السل المقاوم للأدوية، كي يتسنى إنقاذ حياة المزيد من الناس.
الدعوة للسماح بتوفير نسخ جنيسة منخفضة الكلفة
شركة جونسون آند جونسون هي حالياً المصنِّع الوحيد لبيداكويلين وقد سجلت براءة اختراع للدواء في معظم الدول، كما أنّها تتحكم بسعر بيعه. إنّ احتكار جونسون آند جونسون يمنع مصنِّعين آخرين في الهند وأماكن أخرى من إنتاج وتزويد نُسخ جنيسة ذات تكلفة معقولة. ورغم أنّ براءة اختراع الشركة على المكون الأساسي لبيداكويلين تنتهي صلاحيتها في عام 2023، لجأت الشركة إلى ’تجديد براءة الاختراع‘ من خلال تقديم براءات اختراع إضافية لتمديد احتكارها لبراءة الاختراع على الدواء حتى عام 2027 في العديد من الدول المتضررة بالسل.
ويقول مصنعو الأدوية الجنيسة أنهم قادرون على إنتاج نسخ ذات سعر معقول بدءاً من عام 2021، لكنهم ممنوعون من دخول السوق بسبب براءة اختراع جونسون آند جونسون. وقد دعت أطباء بلا حدود شركة جونسون آند جونسون كي لا تطبق براءات اختراعها على بيداكويلين وتوقف جهودها الساعية لإطالة احتكارها من خلال تمديد براءات الاختراع التي من شأنها أن تزيد من تأخير توفّر نسخ الدواء الجنيسة مضمونة الجودة.
وتقول لارا دوفيفات، مستشارة الحملات وكسب التأييد في حملة توفير الأدوية الأساسية: "نظّمنا احتجاجاً أمام المقر العالمي لجونسون آند جونسون ومكاتبها حول العالم برفقة أناس نجوا من السل وعلاجه الشاق المؤلم، مطالبين الشركة بخفض سعر هذا الدواء المنقذ للحياة".
وتضيف: "بينما ننتظر بفارغ الصبر توفُّر نسخ جنيسة من بيداكويلين ذات سعر معقول، نريد أن نحث الحكومات على توفير أفضل علاج ممكن اليوم لسكانها المصابين بالسل المقاوم للأدوية، ويعتبر خفض السعر خطوة مساعِدة".
إن منظمة أطباء بلا حدود هي أكبر مزود غير حكومي لعلاج السل حول العالم وهي تشارك في مجال رعاية مرضى السل منذ 30 عاماً، حيث تعمل غالباً جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية المحلية لعلاج الناس في ظروف وأماكن مختلفة منها مناطق النزاع المزمن، والأحياء الفقيرة في المدن، والسجون، ومخيمات اللاجئين، والمناطق الريفية.
ولغاية سبتمبر/أيلول 2019، تمّ علاج أكثر من ألفي شخص بأدوية جديدة ضمن مشاريع أطباء بلا حدود في 14 بلداً، من بينهم 1517 شخصاً بالبيداكويلين و429 شخصاً بالديلامانيد – وهو الدواء الوحيد الآخَر الجديد الذي جرى تطويره خلال أكثر من 40 عاماً – و429 شخصاً من خلال الجمع بين الدوائين. و في عام 2018، أصيب 484,000 شخص بالسل المقاوم للأدوية حول العالم، لكن تمّ علاج 32 في المئة منهم فقط.