Skip to main content
Rotation 12 - Rescues 1

فريق البحث والإنقاذ على متن جيو بارنتس يشهد مأساة في وسط البحر الأبيض المتوسط: فقدان 22 مهاجرًا ووفاة امرأة على متن السفينة

  • توفيت امرأة حامل وفُقد 22 شخصًا على الأقل عقب غرق قارب مطاطي في وسط البحر الأبيض المتوسط.
  • تمكنت فرق أطباء بلا حدود من إحضار 71 ناجيًا على متن سفينة البحث والإنقاذ جيو بارنتس.
  • تحثّ أطباء بلا حدود السلطات المالطية والإيطالية على توفير مكان آمن لإنزال الناجين في أسرع وقت ممكن.

وسط البحر الأبيض المتوسط - فُقد ما لا يقل عن 22 شخصًا، وتوفيت امرأة حامل رغم محاولة إنعاشها بدون جدوى، وذلك إثر غرق قارب مطاطي في وسط البحر الأبيض المتوسط يوم أمس. وتمكن فريق البحث والإنقاذ على متن سفينة جيو بارنتس من إغاثة 71 ناجيًا كانوا على متن قارب مطاطي متهالك، والآن تدعو المنظّمة السلطات المالطية والإيطالية إلى توفير مكان آمن لإنزال الناجين في أسرع وقت ممكن.

بالأمس واجهنا تحوّل أسوأ كوابيسنا إلى واقع... إذ كانت المياه تتسرب إلى القارب وتحاصر عشرات الأشخاص. ريكاردو غاتي، قائد فريق البحث والإنقاذ على متن سفينة جيو بارنتس

اعترض بالأمس خفر السواحل الليبي قاربًا يواجه خطر الغرق قبل أن تتمكن سفينة جيو بارنتس من تقديم المساعدة للأشخاص الذين كانوا على متنه. وبعد ساعات، تلقينا تنبيهًا من منصة منظمة "هاتف الإنذار" (ألارم فون) بوجود قارب آخر يواجه خطر الغرق في المنطقة. أبحر الفريق على متن سفينة جيو بارنتس لمدة ثلاث ساعات قبل العثور على القارب المطاطي الذي تعطل وبدأ يغرق شيئًا فشيئًا، بينما كافح ركابه من أجل البقاء على قيد الحياة، علمًا أنّ العديد منهم كانوا قد سقطوا في البحر.

تمكّن فريق أطباء بلا حدود من إغاثة الناجين ونقلهم على متن السفينة، ولقيت امرأة حامل حتفها رغم محاولات الفريق الطبي لإنقاذها من الموت بدون جدوى. كما برزت الحاجة إلى توفير الرعاية الطبية الطارئة لثلاثة أشخاص آخرين، بما في ذلك طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر تمّ إجلاؤها إلى مالطا برفقة والدتها في وقت لاحق. واليوم، يقدّم فريق أطباء بلا حدود الرعاية للناجين الآخرين، معظمهم منهكون وفي حالة صدمة.

وأثناء جمع الفريق للمعلومات للتحري عن أعداد المفقودين، أبلغت امرأتان فرقنا أنّهما فقدتا أطفالهما في البحر، وأخبرتنا شابة أخرى أنّها فقدت شقيقها الصغير. كذلك تبيّن أنّ أكثر من عشرة أشخاص آخرين مفقودون أيضًا، وذلك من خلال المقابلات التي أجراها الفريق مع الناجين، علمًا أن علامات الصدمة بادية على هؤلاء.

وسط البحر الأبيض المتوسط
تحضر فرق أطباء بلا حدود الناجين من قارب مطاطي متهالك إلى بر الأمان. وسط البحر الأبيض المتوسط، في 27 يونيو/حزيران 2022.
Anna Pantelia/MSF

وتقول قائدة الفريق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود على متن السفينة، ستيفاني هوفستيتر، "إنّ الناجين منهكون. ابتلع الكثيرون كميات كبيرة من مياه البحر وعانى العديد من الأشخاص من انخفاض حرارة الجسم بعد قضاء ساعات طويلة في الماء. كذلك يعاني ما لا يقل عن 10 أشخاص، معظمهم من النساء، من حروق متوسطة وشديدة سببها الوقود ويحتاجون إلى علاج إضافي غير متوفر على متن السفينة".

ويقول رئيس بعثة عمليات البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود، خوان ماتياس جيل، "يشكّل الحدث الصادم هذا إحدى نتائج تزايد إهمال الدول الأوروبية ودول حدودية أخرى، بما في ذلك إيطاليا ومالطا، وعزوفها عن القيام بعمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط. كما لا تزال المآسي في البحر تحصد أرواح الآلاف، ويموت هؤلاء الأشخاص على الأبواب الأوروبية بينما تلتزم دول الاتحاد الأوروبي الصمت المطلق وتستمر بعدم المبالاة".

ويضيف جيل، "لا تستطيع منظمات البحث والإنقاذ تلبية الحاجة الهائلة التي يخلفها هذا الفراغ بمفردها. فنحن لا نمتلك القدرة على القيام بذلك، كما أنّ هذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومات. وأظهر لنا ما حدث بالأمس أننا لا نستطيع بمفردنا توفير استجابة سريعة وكافية. إذًا متى ستتدخل هذه الدول؟"

وسط البحر الأبيض المتوسط

واليوم، يعدّ البحر الأبيض المتوسط أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث سُجّل اختفاء 24,184 مهاجرًا منذ عام  2014 و721 مهاجرًا في عام 2022 فقط. وتحكم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة للبحر الأبيض المتوسط على الناس بالغرق في ظل السياسات التي تقضي بعدم تقديم المساعدة.

ولهذا السبب، تطالب منظمة أطباء بلا حدود جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بقيادة عمليات البحث والإنقاذ المخصصة والاستباقية في وسط البحر الأبيض المتوسط، وتوفير استجابة سريعة وكافية لجميع نداءات الاستغاثة.

ويقول رجل من الكاميرون تم إنقاذه الليلة الماضية وهو الآن بأمان على متن السفينة، "تقطّعت بنا السبل في البحر لمدة 19 ساعة قبل أن يأتي أحد لإنقاذنا. وطوال ذلك الوقت، شاهدت الكثير من الناس يغرقون. ورغم أنني أشعر بالارتياح لأنّه تم إنقاذي، إلا أنني أشعر بالحزن الشديد في الوقت ذاته".

وتتجه سفينة جيو بارنتس الآن إلى إيطاليا وقد تواصلت مع السلطات المالطية والإيطالية لتوفير مكان آمن للناجين. كما تطالب منظمة أطباء بلا حدود بإنزالهم في الوقت المناسب وبشكل آمن في أقرب وقت ممكن لتجنب زيادة ضائقتهم وتدهور صحتهم النفسية.

تدير منظمة أطباء بلا حدود أنشطة البحث والإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2015، وعملت على متن ثماني سفن مختلفة للبحث والإنقاذ (بمفردها أو بالتعاون مع منظمات غير حكومية أخرى). وبشكل عام، ساعدت فرق البحث والإنقاذ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في وسط البحر الأبيض المتوسط أكثر من 85,000 شخص. أما جيو بارنتس فهي السفينة الحالية التي استأجرتها منظمة أطباء بلا حدود بهدف تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ.

بين يونيو/حزيران 2021 ومايو/أيار 2022، أبحرت السفينة 11 مرّة وأجرت 47 عملية إنقاذ، وأنقذت 3,138 شخصًا وانتشلت جثث 10 أشخاص آخرين لقوا حتفهم في البحر. كما أجرت فرق منظمة أطباء بلا حدود 6,536 استشارة طبية للرعاية الصحية الأولية والصحة الجنسية والإنجابية والصحة النفسية على متن السفينة.

المقال التالي
سوريا
بيان صحفي 21 ديسمبر/كانون الاول 2022