- منذ بداية التفشي، توفي أكثر من 40% من المصابين في مجتمعاتهم دون الذهاب إلى مراكز العلاج
- على الرغم من حجم الاستجابة لتفشي الإيبولا وتوفر لقاحات وعلاجات جديدة، لم تتحقق السيطرة على مرض الإيبولا
- يجب أن يعامل المرضى وأفراد المجتمع على أنهم شركاء في مكافحة الإيبولا، وعلينا الاستماع إلى احتياجاتهم بدلاً من وعظهم أو إجبارهم على طلب العلاج
فشلت الاستجابة في السيطرة على أكبر تفشي لمرض الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بعد سبعة أشهر من ظهوره، في ظل جو من عدم الثقة الآخذ في التفاقم بين أفراد المجتمع. إذ مات أكثر من 40٪ من الحالات الجديدة بسبب الإيبولا منذ بداية العام. ذلك أنه في مركز تفشي الوباء، وهما منطقتي كاتوا وبوتيمبو، كان 43٪ من المرضى في الأسابيع الثلاثة الماضية لا يزالون يصابون بعدوى المرض دون وجود روابط معروفة لديهم مع حالات أخرى مصابة بالمرض.
من جهتها، قالت الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود الدكتورة جوان ليو، "يوجد لدينا تناقض صارخ، فمن جهة إن الاستجابة السريعة وعلى نطاق واسع للفيروسات باستخدام أدوات طبية جديدة مثل اللقاحات والعلاجات تظهر نتائج مبشرة بالخير عندما يأتي الناس في بداية العدوى – ومن جهة أخرى، هناك أشخاص يموتون بسبب الإيبولا ضمن مجتمعاتهم، كونهم لا يثقون في الاستجابة للإيبولا وبالتالي لا يترددون إلى مراكز الفحص والعلاج".
35% من المصابين حديثاً بالمرض ليسوا ضمن سلسلة معروفة لانتقال العدوى، ما يعني أنّنا لا نعلم كيف أصيبوا بالإيبولا.الدكتورة جوان ليو، الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود
وعلّقت منظمة أطباء بلا حدود أنشطة مكافحة الإيبولا في منطقتي كاتوا وبوتيمبو، اللتان تقعان في مقاطعة شمال كيفو خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد الهجمات المتتالية التي جرت على مركزي العلاج. وفي حين أن منظمة أطباء بلا حدود لا تعرف دوافع المهاجمين أو هوياتهم، إلا أن هذه الحوادث حصلت في ظل تصاعد التوتر حول الاستجابة للإيبولا. وقد وقعت عشرات الحوادث الأمنية ضد الاستجابة للمرض في شهر فبراير/شباط لوحده. وعلى الرغم من أن أسباب هذه الأفعال ليست متشابهة، فمن الواضح أن الشكاوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة تتزايد بشكل كبير فيما يتعلق بالاستجابة.
وقد أدت مجموعة من القضايا إلى حدوث هذه التوترات: من التخصيص الشامل للموارد المالية على الاستجابة للإيبولا فقط، في منطقة مهمَلة تعاني من النزاع والعنف والاحتياجات الصحية الموجودة بالفعل منذ أمد طويل؛ وصولًا إلى تأجيل الانتخابات رسمياً بسبب تفشي فيروس الإيبولا، وهو ما أدى إلى تفاقم الشكوك بأن مرض الإيبولا هو أحد الحيل السياسية.
إنّ إصلاح الستجابة للإيبولا يتطلّب إعادة النظر فيها من وجهة نظر المرضى.الدكتورة جوان ليو، الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود
إن استخدام الشرطة والقوات المسلحة لإجبار الناس على الامتثال للتدابير الصحية المتبعة ضد مرض الإيبولا يؤدي إلى مزيد من النفور المجتمعي ويؤدي إلى نتائج عكسية لمكافحة الوباء. كما أن إجبار الأفراد على أنشطة مثل إجراءات الدفن الآمن وتتبع الاتصال مع الآخرين والإدخال في مراكز العلاج لا يشجع الناس على التردد إلى مراكز العلاج وإنما يدفعهم إلى الاختباء.
يجب أن تأخذ الاستجابة لمرض الإيبولا منعطفاً جديداً. إذ ينبغي أن تتم إعادة منح الخيارات للمرضى وعائلاتهم فيما يتعلق بكيفية إدارة المرض. ويجب أن يصل اللقاح ضد فيروس الإيبولا إلى عدد أكبر من الأشخاص، وفي سبيل تحقيق هذا الغرض، ثمة حاجة إلى توفير المزيد من اللقاحات. كما ينبغي تناول ومعالجة الاحتياجات الصحية الأخرى للمجتمعات. بالإضافة إلى عدم استخدام الإكراه كأسلوب لتتبع المرضى أو معالجتهم أو فرض إجراءات الدفن الآمن أو تطهير المنازل.
وأضافت الدكتورة جوان ليو، أن "الإيبولا هو مرض وحشي، يجلب الخوف والعزلة للمرضى وعائلاتهم ومقدمي الرعاية الصحية. وينبغي أن تتسم الاستجابة لمرض الإيبولا وأن تكون مرتكزة على المريض والمجتمع، وألا يتم التعامل معها على أنها تهديد بيولوجي".
بعد سبعة أشهر من بداية تفشي مرض الإيبولا الحالي في كل من مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري، كانت هنالك 907 حالات إصابة بفيروس إيبولا (841 حالة مؤكدة و66 حالة محتملة) و569 حالة وفاة. [المصدر: منظمة الصحة العالمية تقرير الأسبوع 9]
ورغم تعليق أنشطتها في كاتوا وبوتمبو، فقد استمرت منظمة أطباء بلا حدود في تقديم أنشطتها المتعلقة بمكافحة الإيبولا في البلدات كاينا ولوبيرو الواقعة في مقاطعة شمال كيفو، فضلاً عن إدارتها لاثنين من مرافق العبور الخاصة بمرض الإيبولا في محافظة إيتوري، في بلدتي بواناسورا وبونيا. أما في مدينة غوما، تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم في مجال الاستعدادية لحالات الطوارئ من خلال تعزيز نظام المراقبة الوبائية وضمان وجود القدرات الكافية لإدارة الحالات المشتبه بإصابتها.
لقد مرت حوالي ست سنوات حتى الآن، منذ 11 يوليو/تموز 2013، حيث فُقِد ثلاثة من موظفي منظمة أطباء بلا حدود بعد اختطافهم في كامانغو، في شمال كيفو، حيث كانوا يقومون بتقييم صحي. ولا زالت منظمة أطباء بلا حدود تواصل البحث عنهم.