وسّعت منظّمة أطباء بلا حدود نطاق أنشطتها استجابةً لـكوفيد-19 في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا وفرنسا واليونان وبلجيكا.
تعمل فرقنا على دعم كبار السنّ في دور رعاية المسنين والفئات الأكثر عرضةً للإصابة بفيروس كورونا المستجد كالمهاجرين والمشرّدين، كما وتوفر الدعم التقني والتدريبات اللازمة.
يقول الرئيس الدولي لمنظّمة أطباء بلا حدود الدكتور كريستوس كريستو في وصفه لاستجابة المنظّمة لمرض كوفيد-19 في أوروبا:
"إنّ أطباء بلا حدود هي منظّمة طبية إنسانية تستجيب حول العالم في حالات الطوارئ، وتقدّم المساعدة الطبية للشعوب المتضرّرة جراء الأزمات والاضطرابات على المستوى الاجتماعي. تعاني أكثر الأنظمة الصحية تقدّمًا في أوروبا اليوم تحت الضغط الناجم عن جائحة كوفيد-19. في الحقيقة، إنّ الاستجابة للأوبئة هي في صميم عملنا، نتدخّل عندما يضحي النظام الصحي غير قادر على تحمّل الأعباء بمفرده وحيث يمكننا أنّ نسخّر خبرتنا في إدارة حالات الطوارئ لتقديم المساعدة".
أنشطة أطباء بلا حدود في أوروبا
مساعدة المسنين
يعتبر المسنون الفئة السكانية الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض شديدة عند التقاط مرض كوفيد-19. في إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا، وسّعت أطباء بلا حدود من نطاق أنشطتها لكي تقدّم يد العون في دور رعاية المسنين. غالبًا ما يخالط القاطنون بعضهم في جو من الاتصال الوثيق في هذه المراكز التي عادةً ما تفتقر للمعدات الطبية المتخصّصة.
في إقليم ماركي الإيطالي، يدعم فريق من الأطباء والممرضين وخبراء النظافة عددًا من الموظفين والبلديات المحلية لوضع خطة تسمح بتطبيق تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها. في إسبانيا، تقدّم أطباء بلا حدود المشورة لدور رعاية المسنين حول رعاية المصابين وتقييم المخاطر وتنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها. في بلجيكا، تجرى أطباء بلا حدود أنشطة لنشر التوعية الصحية وتطبيق تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في دور رعاية المسنين في بروكسل والمناطق المحيطة بها.
مساعدة المهاجرين واللاجئين والمشرّدين
في بلجيكا وفرنسا وسويسرا، تقدّم أطباء بلا حدود المساعدة للأشخاص الذين يعيشون في ظروف غير مستقرّة، كالمهاجرين والمشرّدين. إنّ هؤلاء الأشخاص يعيشون في أماكن مكتظّة أو في الشوارع أو في المخيمات الموقتة أو المساكن غير المجهزة بالشكل المناسب، ما يعرّضهم بشكل كبير لخطر الإصابة بالمرض، علمًا أنه غالبًا ما تكون حالتهم الصحية متردية بسبب البيئات السيئة التي يعيشون فيها. وتعزّز هذه البيئات انتشار الفيروسات لافتقارها لخدمات المياه والصرف الصحي المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، يُستبعد كثيرون من هذه الفئات المهمّشة من خدمات نظم الرعاية الصحية.
في بروكسل، أنشأت أطباء بلا حدود مرفقًا يحتوي 50 سريرًا ويمكن زيادة عدد الأسرة فيه إلى 150 سريراً. خُصّصت هذه المساحة لكي يستطيع المهاجرون والمشرّدون عزل أنفسهم، مع الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها، كما يستطيع الطاقم القيّم على المركز إحالة هؤلاء إلى المستشفى عند اللزوم.
في مدينة باريس وضواحيها، تستجيب فرق أطباء بلا حدود في الملاجئ المخصّصة لحالات الطوارئ للمساعدة على رصد الأشخاص الذين تحتمل إصابتهم بكوفيد-19. وتعمل الفرق على توسيع نطاق الأنشطة في الأيام المقبلة لكي تقدّم الاستشارات الطبية لمن يفترشون الشوارع. في جنيف، تقدّم المنظّمة المساعدة اللوجستية والصحية للفئات الأكثر حاجة التي تعيش في ظروف تجعلها عرضة للخطر، كما تدرّب المنظّمة الموظّفين والمتطوّعين الذين يعملون مع هذه الفئات.
دعم المستشفيات وحماية العاملين في قطاع الصحة
في اسبانيا، جهّزت أطباء بلا حدود وحدتين طبيتين بسعة أكثر من 200 سرير لمساعدة المستشفيات في العاصمة مدريد. تدعم هذه الوحدة أقسام الطوارئ في المستشفيات من خلال استقبال الحالات المعتدلة من بين المرضى لكي يستطيع الطاقم الطبي في قسم الطوارئ والعناية المركّزة صب تركيزهم على المرضى المصابين بأعراض شديدة نتيجة كوفيد-19.
بالإضافة إلى ذلك، تقدّم المنظّمة الدعم اللوجستي للمستشفيات ويعمل فريق تابع للمنظّمة على المراقبة في كل مستشفى تحت إشراف إدارتها. وتقدّم المنظّمة خدمات استشارية للسلطات الصحية في إنشائها لوحدة موقتة بهدف توسيع قدرة المستشفيات الاستيعابية في مدريد، وكتالونيا من بينها مستشفيين في برشلونة وفيتوريا.
في بلجيكا، تدعم المنظّمة 5 مستشفيات في مقاطعتي هاينوت وأنتويرب، وتقدّم النصح في الشؤون التقنية والتدريب، وهي على استعداد لزيادة القدرة الاستيعابية لاستقبال المرضى.
في سويسرا، تتبادل المنظّمة الخبرات مع مستشفى جنيف الجامعي للمساعدة في معالجة المرضى المصابين بكوفيد-19 وفي تنظيم الفرق والخدمات الطبية في المستشفى. وتحت تنسيق مستشفى جنيف الجامعي، يعمل فريق طبي متنقل من المنظّمة لتقديم الرعاية المنزلية للأشخاص الذين يعانون من كوفيد-19 ولا تستدعي حالتهم دخول المستشفى. وبالتعاون مع مدينة جنيف، قدّمت أطباء بلا حدود توصيات إلى خدمات الدفن العامة والخاصة حول التدابير الواجب اتباعها لتجنب أي انتقال للمرض بعد الوفاة.
كما تقدّم المنظّمة الاستشارة الاستراتيجية والدعم في تطبيق تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها لمستشفى قريب من مدينة أوسلو، في النرويج في منطقة تضم إحدى المجموعات الرئيسية من الأشخاص المصابين بكوفيد-19 في البلاد. في اليونان، تعمل فرق المنظّمة على تعزيز خدمات العزل في مخيم ساموس وتقييم الاحتياجات لدعم المستشفيات. في ليسبوس، أعدّت المنظّمة خطة طوارئ لمخيم موريا للاجئين، ستسعى إلى تنفيذها في حالة انتشار كوفيد-19 في المخيّم.
أماكن أخرى في حول العالم
تدعم فرق منظّمة أطباء بلا حدود الأنشطة المرتبطة بانتشار كوفيد-19 بالتعاون مع السلطات الصحية في أفغانستان وليبيا ونيجيريا وسوريا وصولًا إلى هونغ كونغ.
شهدت أطباء بلا حدود على المصاعب الناتجة عن هذا الفيروس التي أعاقت عمل الأنظمة الصحية الأكثر تقدّمًا في بلدان تملك شبكة أمان اجتماعي تسمح لمعظم الناس بالوصول إلى المياه الجارية ومساحات للعزل الذاتي.
غير أنّه في العديد من البلدان التي نعمل فيها عادةً، يعتبر ذلك ببساطة غير ممكن للكثير من السكان. إنّ مصدر قلقنا الأكبر هو وصول الفيروس إلى أماكن تتسم أنظمتها الصحية بالهشاشة وحيث تعيش فئات سكانية لا يسعها حماية نفسها. في مثل هذه المناطق، سيؤدي التضامن الدولي دورًا حاسماً، في حين يجب أن تكون الاستجابة لكوفيد-19 مصمّمة لتناسب كل بيئة ومجتمع وحجم القدرات المحلية.
ويختم الدكتور كريستو قائلًا، "تشعر منظّمة أطباء بلا حدود اليوم بأثر هذه الجائحة على جميع المستويات، حيث أنّها تأتي بتحديات جديدة وتتطّلب تنسيقًا أكبر وإبداعًا في العثور على الحلول اللازمة. نحن نتكيّف مع الوضع بأسرع ما يمكن لنصبح على استعداد للاستجابة لمرض كوفيد-19 في مشاريعنا حول العالم رغم القيود المفروضة على السفر والنقص في الإمدادات".
نحن نسعى أينما كنا حول العالم إلى ضمان استمرار خدمات الرعاية الصحية في سياق تزداد فيه التحديات من ناحية القيود على السفر والصعوبات في نقل السلع.