نيويورك – أشادت منظّمة أطبّاء بلا حدود الدولية الطبية الإنسانية بالهدف الحاسم الذي وضعته الحكومات لتوفير العلاج المنقذ للحياة ضد فيروس نقص المناعة البشرية لثلاثين مليون شخص بحلول عام 2020 وذلك بمناسبة الاجتماع التي ستشهده الأمم المتحدة على مستوى القمة حول القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية هذا الأسبوع "من الثامن وحتى العاشر من الشهر الحالي".
ولكن منظّمة أطبّاء بلا حدود ترى أيضاً أن على الحكومات تسريع علاج المصابين في البلدان التي لا يحصل سوى أقلّ من ثلث المصابين فيها على الأدوية المطلوبة. وتشمل هذه البلدان معظم بلدان إفريقيا الوسطى والغربية والبالغ عددها 25 بلداً، والتي ما يزال 4.5 مليون مصاب من أصل 6.5 مليون مصاب فيها دون علاج على الرغم من خطة برنامج الأمم المتحدة المشترك لعلاج نقص المناعة البشرية/الإيدز "90-90-90" يهدف برنامج الأمم المتحدة المشترك لعلاج نقص المناعة البشرية/الإيدز "90-90-90" إلى تحديد مستوى إصابات 90 في المئة من المصابين بنقص المناعة البشرية، وتقديم العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية ل90 في المئة من المصابين، وشفاء 90 في المئة من الأشخاص المصابين بالفيروس "القمع الفيروسي" للقضاء على هذا المرض بحلول عام 2020.
وفي هذا السياق قالت المستشارة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود الدكتورة سيسيليا فيريرا حول مرض الإيدز إن: "على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تنتهز هذه الفرصة لتؤكد على التزامها تجاه المصابين بنقص المناعة البشرية في المناطق التي ما تزال مهملة على الرغم من التقدّم الكبير الذي حدث خلال العقود الأخيرة على مستوى العالم. وعلى الرغم من تضاعف عدد المصابين الذين يتلقون علاج نقص المناعة البشرية المنقذ للحياة في السنوات الخمس الخيرة إلى ما يقارب 17 مليون شخص، إلا أنّ المصابين في إفريقيا الغربية والوسطى يفتقرون إلى هذا العلاج وهم بحاجة ماسة له".
وإذا كانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جديّة حول تحقيق خطة "90-90-90"، فيجب عليها تقديم الدعم لتقليص الفجوات العلاجية الخطيرة عبر مضاعفة أعداد الأشخاص الذين سيتلقون علاج مضادات الفيروسات القهقرية في السنوات الثلاث القادمة، وتطبيق خطط "المتابعة"، لمساعدة المناطق التي لا تغطى كما يجب زيادة أعداد الحاصلين على العلاج بشكل أوسع.
كما يجب على الحكومات المتبرّعة تمويل عمليات التغيير الضرورية، بما في ذلك تقديم تعهدات ملزمة خلال مؤتمر تجديد التمويل العالمي الذي سيعقد هذا العام. ويجب على الدول أيضا أن تطبق توجيهات منظّمة الصحة العالمية التي توصي بمنح العلاج الفوري للمصابين بنقص المناعة البشرية بغضّ النظر عن درجة المرض، وسوف يسهل توفير مضادات الفيروسات القهقرية علاج المصابين في البلدان التي تعاني ضعف النظام الصحي، وتحافظ على صحة الناس وتقلّل نسبة انتقال المرض.
لقد أدّى تركيز المجتمع الدولي على دعم البلدان عالية الإصابة و"المناطق الساخنة" في شبه الصحراء الإفريقية إلى زيادة إهمال المصابين في إفريقيا الغربية والوسطى، ومناطق الانتشار المنخفضة التي تشكل خُمس الإصابات الجديدة بنقص المناعة البشرية على مستوى العالم، وأكثر من ربع الوفيات المرتبطة بهذا المرض، ونصف عدد الأطفال المصابين بالفيروس تقريباً. كما لا يتلقى سوى 10 في المئة من الأطفال المصابين بالفيروس العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية التي تعتبر عاملاً حاسماً في إطالة أعمارهم ومنحهم حياة صحية.
وأضافت الدكتورة سيسيليا: "لا يحصل سوى ربع المصابين بنقص المناعة البشرية على العلاج في إفريقيا الغربية والوسطى، أي أن أكثر من 4.5 مليون من أصل 15 مليون مصاب جديد حول العالم يجب أن يبدؤوا العلاج بحلول عام 2020. لذلك يجب علينا تسريع عملية العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في مناطق التغطية العلاجية المنخفضة لمنع المعاناة والوفيات والإصابات الجديدة التي يمكن تجنبها".
وحسب التقرير الذي نشرته منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً، "خارج دائرة الضوء: إقصاء ملايين المصابين في إفريقيا الغربية والوسطى من الاستجابة العالمية لنقص المناعة البشرية"، فإن فشل الخدمات، ونقص الطاقم المدرّب والمتعدّد المهام، ووصمة العار المرتبطة بالمرض، ونفقات/تكاليف المرضى كلها عوامل تعترض طريق حصول المصابين بنقص المناعة المكتسبة على العلاج في هذه المناطق، ويزيد من صعوبة معركة للقضاء على هذا المرض.
وفي هذا الصدد أفاد مستشار السياسة الصحية في منظمة أطباء بلا حدود والمؤلف الرئيسي لتقرير "خارج دائرة الضوء" الدكتور ميت فيليبس: "من الممكن تسريع خطة العلاج في إفريقيا الغربية والوسطى عبر البدء بتطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية، وتقديم العلاج الفوري للمصابين لمنع تجاهل المصابين بدرجة معتدلة من هذا المرض من الحصول على العلاج وفق المعايير القديمة، وتكييف العلاج ليلائم نمط حياة المصابين، عبر اتّباع أساليب جديدة لإيصال العلاج إلى المرضى وإعفائهم من النفقات الإضافية".
وبالإضافة إلى مناطق إفريقيا الغربية والوسطى، تشعر منظّمة أطبّاء بلا حدود بالقلق حيال الأشخاص الذين حُرموا من علاج نقص المناعة البشرية والسلّ بسبب النزوح أو النزاع أو انعدام الاستقرار في مناطق التغطية المنخفضة جداً.
تعالج منظمة أطباء بلا حدود المصابين بنقص المناعة البشرية منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، وهي تدعم اليوم علاج أكثر من 250,000 مصاب بهذا الفيروس في 19 بلداً، وبشكل أساسي في إفريقيا.
تتألف إفريقيا الوسطى والغربية من 25 بلداً هي: بنين، بوركينا فاسو، بوروندي، الكاميرون، الرأس الأخضر، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، غينيا الاستوائية، الغابون، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ساحل العاج، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، ساو تومي وبرينسيب، السنغال، سيراليون وتوغو.