في سبتمبر/أيلول 2021، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود استجابة طارئة لسوء التغذية، والتي تطورت منذ ذلك الحين إلى مشروع طويل الأمد لمعالجة الأزمات الغذائية المتكررة في منطقة حجر لميس في تشاد.
وفي منطقة تؤدي فيها أمراض الطفولة الأخرى التي يمكن الوقاية منها، مثل الحصبة والملاريا، إلى تفاقم سوء التغذية والمساهمة في الإصابة بالأمراض والوفيات، فإن مئات الأمهات تضطررن إلى السفر عدة كيلومترات كل أسبوع لإعطاء أطفالهن فرصة للبقاء على قيد الحياة.
وفي هذا الصدد، تقول منسقة مشروع أطباء بلا حدود السابقة في ماساكوري، سوزانا دوميج، "ثمة حاجة واضحة لخدمات التغذية في ماساكوري، ولكننا نتطلع إلى الأمام ونخطط لتعزيز أنشطة الرعاية الصحية المجتمعية المتكاملة، والتي نأمل أن تعالج بعض التحديات في الحصول على خدمات الرعاية الصحية".
ثمة حاجة ماسة إلى جهات فاعلة أخرى لدعم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للحد من الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.سوزانا دوميج، منسقة مشروع أطباء بلا حدود السابقة في ماساكوري
وتضيف، "لكن الناس يحتاجون إلى مساعدة أكبر بكثير مما نستطيع تقديمه حاليًا للاستجابة للجوع وسوء التغذية بين الأطفال في ماساكوري. ثمة حاجة ماسة إلى جهات فاعلة أخرى لدعم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للحد من الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، فضلاً عن الخدمات الزراعية والأنشطة المدرة للدخل للوقاية من سوء التغذية في المقام الأول".
ومنذ مايو/أيار 2023، قامت أطباء بلا حدود بتقريب خدمات الرعاية الطبية إلى السكان من خلال نهج الرعاية الصحية المجتمعية المتكاملة الذي يديره أفراد المجتمع تحت إشراف أطباء بلا حدود ويعالجون الأمراض الأكثر شيوعًا بالإضافة إلى سوء التغذية.
وتدعم فرق منظمة أطباء بلا حدود مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين في مستشفى مقاطعة ماساكوري وتدير مراكز التغذية العلاجية المتنقلة لدعم 12 مركزًا صحيًا في المنطقة.
تصل فرق منظمة أطباء بلا حدود كل أسبوع إلى مركز ندوكوري الصحي لإدارة مركز التغذية العلاجية المتنقلة التابع لأطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والوقاية لعلاج حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة.
وتعمل فرقنا على فحص سوء التغذية والملاريا والأمراض الشائعة الأخرى وعلاجها. وتحيل كذلك حالات سوء التغذية المعقدة إلى المستشفى الإقليمي في ماساكوري، حيث تدير أطباء بلا حدود مركزًا للتغذية العلاجية للمرضى المقيمين بسعة تصل إلى 60 سريرًا خلال موسم الجفاف.
تتجمع نحو مئتي امرأة في ساحة مركز ندوكوري الصحي في الصباح الباكر، في انتظار وصول فرق منظمة أطباء بلا حدود مع أطفالهن. والعديد منهم مسجلون أساسًا في برنامج التغذية، بينما تأتي أخريات لإجراء فحص سوء التغذية لأطفالهن لأول مرة أو بعد الخروج من المستشفى. فتخبرنا مريم عبد الكريم وهي تحمل طفلها بين ذراعيها، "هذه هي المرة الثانية التي يصاب فيها بسوء التغذية".
ويُشار إلى أن بعض الأطفال يتم إدخالهم مرة أخرى إلى البرنامج في غضون ستة أسابيع من مغادرة المستشفى، وذلك لأن الظروف المعيشية التي أدت إلى سوء التغذية في المقام الأول من غير المرجح أن تتغير.
في عام 2022، استقبلت منظمة أطباء بلا حدود 17,620 شخصًا مصابًا بسوء التغذية الحاد عبر مراكز التغذية العلاجية المتنقلة التابعة لنا في منطقة ماساكوري الصحية، و2,062 شخصًا في مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين. وبحلول نهاية شهر يوليو/تموز من هذا العام، عالجنا نحو 10,200 طفل يعانون من سوء التغذية في مراكز التغذية العلاجية المتنقلة، و647 طفلاً في مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس الفريق الطبي في أطباء بلا حدود في ماساكوري، "إن الفقر، وآثار تغير المناخ، وصعوبات الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وتفشي الحصبة بشكل متكرر، وأمراض الأطفال (الملاريا والإسهال والالتهاب الرئوي) وعدم الحصول على مياه شرب جيدة النوعية، كلها أسباب تفسر استمرار سوء التغذية الحاد في القطاع الصحي في منطقة ماساكوري. وحتى يومنا هذا، لا تزال استجابات الأمن الغذائي والتغذية غير كافية في جميع أنحاء منطقة حجر لميس".
رعاية المجتمع من قبل المجتمع
وللإجابة على مشكلة المناطق التي يصعب الوصول إليها، قررت منظمة أطباء بلا حدود إطلاق أنشطة الرعاية الصحية المجتمعية المتكاملة، والتي تعمل على تقريب خدمات الرعاية الصحية للمجتمعات المحلية، ومعالجة أمراض الأطفال الأكثر شيوعًا مثل الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال المائي الحاد.
ويحال المرضى الذين يعانون من حالات حرجة إلى أقرب مركز صحي أو إلى المستشفى إذا لزم الأمر. خلال الشهرين الأولين من الافتتاح، تلقى 516 طفلاً العلاج عبر مواقع الرعاية الصحية المجتمعية المتكاملة الأربعة في ماساكوري.
في قرية كاركوري، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا من بلدة ماساكوري، يعمل العاملون في مجال الصحة المجتمعية – الذين يختارهم المجتمع نفسه وتدعمهم منظمة أطباء بلا حدود – على ضمان حصول الناس على خدمات الرعاية الصحية الأساسية والضرورية.
ويرى يونس حسين أحمد، رئيس قرية كركور، أن هذا النشاط بمثابة هبة من السماء لناخبيه. إذ يقول بابتهاج، "لدينا الكثير من المشاكل المتعلقة بسوء التغذية لدى الأطفال والملاريا والإسهال في المجتمع. إن دور الرئيس هو رعاية مجتمعه، لذا إذا جاءت منظمة أطباء بلا حدود لمساعدتنا في هذه المهمة، فلا يسعنا إلا أن نكون ممتنين للغاية".