- أطلقت أطباء بلا حدود برنامج صحة عامة بالتعاون مع شركائها لمواجهة وباء التهاب الكبد الفيروسي C المنتشر بصمت.
- سوف تعزز شراكة Hepatitis C PACT البيئة الملائمة لفحص وعلاج التهاب الكبد الفيروسي C في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
- تسعى شراكة Hepatitis C PACT للعمل في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا الشرقية بالتعاون مع ’البلدان الرائدة‘ التي تشهد ثورة في رعاية الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي.
جنيف، باريس، نيويورك - تتعاون مبادرة توفير الأدوية الخاصة بالأمراض المهملة ومنظمة أطباء بلا حدود و مؤسسة وسائل التشخيص الجديدة المبتكرة ومجموعة العمل من أجل العلاج من أجل التصدي لغياب العدالة في مجال الرعاية الصحية العامة الذي يعتبر مشكلة صامتة ومستشرية في ظل تفاوت فرص تأمين خدمات تشخيص وعلاج التهاب الكبد الفيروسي C في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي يقطنها 75 بالمئة من الأشخاص المصابين بهذا المرض الفيروسي.
وستعمل شراكة Hepatitis C PACT التي تهدف إلى السيطرة على التهاب الكبد الفيروسي C وعلاجه على تهيئة ودعم بيئة ملائمة لفحص وعلاج التهاب الكبد في هذه البلدان اعتماداً على أدوية تؤخذ عن طريق الفم فقط، إضافة إلى تعزيز خدمات الاختبارات على مستوى المجتمع للعثور على ملايين الأشخاص الذين لا يدركون إصابتهم بالمرض، علاوةً على التصدي للتحديات المالية المحلية التي تعيق إطلاق برامج وطنية في هذا المجال. كما ستبحث الشراكة المشاكل المتعلقة ببراءات الاختراع وتأمين الخدمات والتي تعيق تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية المتعلقة بمكافحة التهاب الكبد الفيروسي C بحلول عام 2030.
وسوف تستغل الشراكة الجديدة الخبرات المتراكمة والاستقلالية التي يتمتع بها أعضاؤها من أجل بناء تحالفات مع البلدان والمجتمعات ومجموعات المجتمع المدني، كما ستقدم الأدلة التي تدعم برامج الاختبار والعلاج الطموحة وستعالج في الوقت ذاته العقبات المالية في هذا السياق.
إنّ الاستثمار في شراكات الصحة العامة كما في حالة التهاب الكبد الفيروسي C من شأنه أن ينقذ حياة الناس ويوفر نفقات الميزانيات الوطنية ويحد من التكاليف ويقدم عائدات كبيرة على الاستثمار.د. نور هشام عبد الله، مدير عام الصحة في وزارة الصحة الماليزية
يشار إلى أن منظمتنا تتمتع بسجل حافل بالنجاح في دعم برامج الاختبار والعلاج في ’البلدان الرائدة‘ على غرار كمبوديا والهند وماليزيا. وستسعى شراكة Hepatitis C PACT إلى الاستفادة المثلى من القدرات الاستراتيجية التي تتمتع بها هذه البلدان في سبيل تعزيز فرص الحصول على الرعاية على الصعيد العالمي.
وفي هذا الصدد، يقول مدير عام الصحة في وزارة الصحة الماليزية، د. نور هشام عبد الله: "لدينا في ماليزيا شراكة تعاونية بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية ومجموعات المجتمع المدني هدفها الوصول إلى 400,000 شخص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C على مستوى البلاد. وقد أثبتنا قدرتنا على صنع التغيير اعتماداً على التمويل المستدام والاختبارات التشخيصية الأبسط وتأمين فرص الحصول على العلاج بأفضل الأسعار. فالاستثمار في شراكات الصحة العامة كما في حالة التهاب الكبد الفيروسي C من شأنه أن ينقذ حياة الناس ويوفر نفقات الميزانيات الوطنية ويحد من التكاليف ويقدم عائدات كبيرة على الاستثمار".
وقد يؤدي التهاب الكبد الفيروسي C إلى إصابة مزمنة وتليف في الكبد وسرطان وقد يفضي إلى الوفاة. ويقدّر عدد الأشخاص الذين بلغوا مرحلة الشفاء بفضل العلاج بنحو 9.4 مليون شخص من أصل 58 مليون شخص يعاني من إصابة مزمنة بالفيروس، علماً أن 12 بلداً من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مسؤولة عن نصف عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج حيث تعالج مصر لوحدها 4.4 مليون شخص.
ومن جانبه، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في كمبوديا، ميكائيل لي باي، "تعمل أطباء بلا حدود مع وزارة الصحة الكمبودية منذ عام 2016 لتأمين العلاجات وتبسيط رعاية المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C وإدراج هذا النموذج ضمن الخدمات الصحية الروتينية. ولا تزال نسبة الشفاء تزيد عن 97 بالمئة بين آلاف المرضى الذين يتلقون العلاج في العيادات التخصصية أو في مراكز الرعاية الصحية الأولية".
يمكننا السيطرة على أمراض معدية من قبيل التهاب الكبد الفيروسي C إذا ما دعمنا برامج استجابة تديرها الحكومات.ميكائيل لي باي، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في كمبوديا
ويضيف، "لقد تعاونّا مع قسم السيطرة على الأمراض المعدية في كمبوديا واعتمدنا على التقارير التخصصية كي نبرهن بأن هذا النموذج في رعاية المصابين من شأنه أن يسرع عملية توسيع خدمات الرعاية ويحافظ في الآن ذاته على جودتها العالية في إطار مقاربة عمادها طاقم تمريضي خضع للتدريب، وبالتالي يمكننا السيطرة على أمراض معدية من قبيل التهاب الكبد الفيروسي C إذا ما دعمنا برامج استجابة تديرها الحكومات".
وستصب شراكة Hepatitis C PACT تركيزها على أربعة محاور أساسية تعدّ مسؤولة عن الانخفاض الشديد في معدلات الاختبارات والعلاج، حيث ستركز على تأمين اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) والجيل الأحدث من أدوية التهاب الكبد الفيروسي C المعروفة بالمضادات الفيروسية المباشرة القادرة على شفاء المرضى في مدة تتراوح بين شهرين إلى ستة أشهر، مع العلم أن العقارات الخاضعة لبراءات الاختراع منها تشتهر بأسعارها الباهظة.
- تعزيز التوعية بين صناع القرار: ثمة نقص في المعرفة بآليات مكافحة التهاب الكبد الفروسي C بين صناع القرار وغيرهم من أصحاب المواقع القيادية. ولهذا ستعمل الشراكة على تقديم أدلة رئيسية تدعم أدوات تشخيص التهاب الكبد الفيروسي C وارتباطها بالرعاية في سياقات مختلفة بما فيها تلك التي تركز على الصحة الجنسية والحد من الأضرار. كما ستنشط الشراكة في الدفع نحو تغيير السياسات والتثقيف المجتمعي وتعزيز التوعية حول إمكانية السيطرة على المرض.
- إعداد آليات مالية لإستراتيجيات مكافحة التهاب الكبد الفيروسي: لا يتوفر حاليًا تمويل محلي وعالمي كافٍ للسيطرة على التهاب الكبد الفيروسي C. ولهذا ستركز مجموعة عمل مالية جديدة تضم ممثلين عن أكثر من عشر وكالات على تحديد وتصميم آليات تمويل مستدامة لمضادات الفيروسات المباشرة ووسائل التشخيص في سبيل دعم وتحفيز الموارد العالمية والمحلية في البلدان ذات الأولوية.
- دعم وسائل التشخيص المبسطة: هناك حاجة إلى تبسيط أدوات تشخيص الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد الفيروسي C، حيث ستركز الشراكة على تطوير أدوات بسيطة وميسورة الكلفة بهدف إلغاء مركزية إستراتيجيات الاختبارات الجماعية.
- تأمين علاجات بسيطة وميسورة الكلفة تعتمد على مضادات الفيروسات المباشرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل التي تتحمل العبء الكبير: لا تزال أسعار مضادات الفيروسات المباشرة باهظة رغم الانخفاضات التي شهدتها، لذلك يصعب تأمينها على نطاق واسع. وهنا ستعمل الشراكة على توفير مضادات الفيروسات المباشرة الحاصلة على موافقة منظمة الصحة العالمية معتمدةً على مقاربة ناجحة تقوم على التعاون بين القطاعين العام والخاص، جرى اعتمادها مؤخراً في ماليزيا من أجل الموافقة على عقار رافيداسفير الجديد الذي ينتمي إلى هذه الفئة من الأدوية.
كما تعتمد الشراكة الجديدة في تمويلها على مبادرة القدرة الاستثمارية التحولية التي أطلقتها منظمة أطباء بلا حدود، وتهدف إلى تأمين العلاجات لمرضى التهاب الكبد الفيروسي C في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.