Skip to main content
MIGRANTS DAY: NTCA AND MEXICO

"أريد لابني أن يعيش حياةً طبيعية"

يعبر نصف مليون شخص إلى المكسيك سنويًا قادمين من ما يسمى المثلث الشمالي لأمريكا الوسطى (غواتيمالا والسلفادور وهندوراس) والذي يُعدّ واحدًا من أكثر المناطق عنفًا في العالم.

وتعمل منظّمة أطبّاء بلا حدود في الملاجئ على طول مسار الهجرة منذ العام 2012 موفرةً الرعاية الصحيّة والنفسيّة الأساسيّة للأشخاص الذين يعبرون إلى المكسيك.

وقامت فرقنا بتوثيق قصص عديدة حول النزوح القسري والاضطهاد والعنف الجنسي والترحيل القسري. ويتشابه حجم هذا العنف مع ما نشهده عادةً في مناطق الحرب.

فينشأ هذا العنف أولًا في البلدان الأصلية للأشخاص مُجبرًا إيّاهم على الفرار، ويتكرّر بينما يشقون طريقهم باتّجاه المكسيك حيث يقعون ضحيةً للشبكات الإجرامية التي تتواطأ في أغلب الأحيان مع السلطات الحكومية، ليواجه النازحون في نهاية المطاف الاختطاف والابتزاز والعنف الجنسي والتعذيب والقتل.

ويحاول الكثير -ممن لا يملكون المال لكي يفرّوا على متن حافلة- أن يصعدوا خلسةً على متن قطار يحمل اسم "لا بيستيا" على أمل الوصول إلى المكسيك بسرعة أكبر، على الرغم من أن تنفيذ هذه المخاطرة يزداد صعوبةً يومًا بعد يوم. ويمكن لهذا  القطار أن يقلّهم إلى مكسيكو سيتي أو إلى مونتيري أو إلى حيث يتواجد لديهم فرد من العائلة أو صديق أو فرصة عمل. أمّا لأولئك الذين يرغبون بالوصول إلى الولايات المتحدة، فيمكن لهذا القطار أن يوصلهم إلى الحدود الشمالية للمكسيك.

وتُعرف مدينة كواتزاكوالكوس جنوب المكسيك بأنها نقطة عبور، حيث يتسنى للمسافرين الاستراحة قبل مواصلة رحلتهم على متن القطار.

ويُقدّم فريق منظّمة أطبّاء بلا حدود يوميًا إلى مئات المهاجرين واللاجئين الرعاية الطبيّة والنفسيّة في مركز المهاجرين "كاسا ديل ميغرانتي" في المدينة المكسيكية الجنوبية كواتزاكوالكوس.

الهجرة من أمريكا الوسطى
عاملة من أطبّاء بلا حدود برفقة مهاجرَين في ملجأ "كاسا ديل ميغرانتي" في كواتزاكوالكوس، المكسيك، التقطت هذه الصورة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
Christina Simons/MSF

أنخيل، 27 عامًا من هندوراس، يسافر مع ابنه ذي الثلاث سنوات

"الجرائم متفشية هناك [في هندوراس] ويُعطى الأطفال الأسلحة. ابني ذكي للغاية وتستغل العصابات ذلك. إن رأت أطفالًا تنتفع منهم، تقوم بضمّهم إلى صفوفها.

نحن نمشي من الحدود منذ أسبوعَين، وواجهنا الصعوبات في المكسيك. يسلبك قطّاع الطرق أموالك. استقلينا القطار البارحة وكان المطر ينهمر بغزارة والبرد قارس، ولكن علينا أن نتحمّل هذا الوضع الشاق. أصيب ابني بالإنفلونزا، هو يعاني من الحمى ويتقيأ منذ يومَين.

أريد لابني أن يعيش حياةً طبيعيةً. آمل أن أبقى في المكسيك وأجد عملًا ثم أغادر إلى الولايات المتحدة."

الهجرة من أمريكا الوسطى
أنخيل الذي فرّ من هندوراس مع والده (واسمه أنخيل أيضًا) هو الآن مهاجر في المكسيك. التقطت هذه الصورة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
Christina Simons/MSF

إسلي 26 عامًا من هندوراس

"الحمد لله أن مكروهًا لم يصبنا أثناء تواجدنا في المكسيك. وقعت الكثير من الجرائم حيث كنا نعيش في هندوراس، ولم نسلم من شرّ أفراد العصابات.

هدّدونا واضطررنا إلى المغادرة. استقلينا القطار مع طفلنا وقررنا كعائلة أن نبقى معًا لنعتني ببعضنا بعض لأننا نعرف أن الوضع خطير."

الهجرة من أمريكا الوسطى
إسلي مع أفراد عائلتها الذين سافروا معًا من هندوراس إلى المكسيك. التقطت هذه الصورة 7 ديسمبر/كانون الأول 2018.
Christina Simons/MSF
احتجزت مدة سبعة أيام حتى تمكنت من الفرار وطلب المساعدة. خوسيه ألبيرتو، 38 عامًا، من هندوراس

خوسيه ألبيرتو، 38 عامًا، من هندوراس

"قدمت إلى المكسيك لأن العصابات في هندوراس هدّدتني وقتلت ثلاثة من إخواني.

لا فرص عمل هناك والفساد منتشر على نطاق واسع. تطلب أختي اللجوء مع أطفالها بعد أن تلقت التهديدات من العصابات. زوجتي وأطفالي الثلاثة بقيوا في هندوراس أيضًا.

كنت أبكي عندما غادرت. أخطط للوصول إلى الولايات المتحدة ولكن الأمر يعتمد على حظنا على الطريق.

ليست المرة الأولى التي أحاول فيها أن أسلك هذا الطريق. منذ أربع سنوات، حاولت العبور ولكن تم اختطافي في شمال المكسيك.

قادوني عبر بعض الأنفاق ولم يعطوني أي طعام أو شراب. طلبوا فديةً من عائلتي. أمّن أخي المال ودفع لهم ولكنهم لم يطلقوا سراحي. بقيت محتجزًا طوال سبعة أيام حتى تمكنت من الفرار وطلب المساعدة.

يزداد خوفي الآن مع توجهي نحو الشمال. عند بداية رحلتي، تعرضت للسرقة. أرغب بأن أجمع المال وأعود إلى عائلتي وأنشئ عملًا وأتابع دراستي."

ماييلي، 24 عامًا، من هندوراس كنت أبلغ من العمر عامَين عندما قُتلت والدتي. تبناني بعض الأقارب ولكنّهم اعتدوا علي. اغتصبوني مرات عديدة.
الهجرة من أمريكا الوسطى

ماييلي، 24 عامًا، من هندوراس

"كنت أبلغ من العمر عامَين عندما قُتلت والدتي. تبناني بعض الأقارب ولكنّهم اعتدوا علي. اغتصبوني مرات عديدة.

بدأت أمضي الوقت مع العصابات، وهكذا التقيت زوجي، فهو عضو في عصابة.

رُزقنا بطفل وأنشأت عملًا. أنا تاجرة. أعرف كيف أتدبّر أموري بمفردي بالقليل الذي أملكه. حافظت على منزلي وصنعت كافة أنواع الأغراض وبعتها إلى أن دَمّر كل شيء في يوم من الأيام بعد كل ما كافحت لبنائه. تُركت بلا شيء.

أخذ زوجي كل شيء امتدت يده إليه. أبلغت الشرطة عنه ولكنه هدّدني وأراد أن يقتلني. كنت مكتئبة للغاية وأردت أن أقتل نفسي. استيقظت في أحد الأيام وجمعت أغراضي وغادرت مع 2,000 لمبيرا [80$] في حقيبتي. أريد إيجاد عمل في الولايات المتحدة."
 

المقال التالي
المكسيك
بيان صحفي 24 يونيو/حزيران 2019