Skip to main content
Chiradzulu: HIV care for adolescents

شركات الأدوية تخذل الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية

  • يحتاج الأطفال المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية إلى تلقّي مضادات الفيروسات القهقرية طيلة حياتهم كي يحافظوا على صحّتهم
  • منذ عام واحد، التزمت شركات الأدوية بزيادة إمكانية حصول الأطفال والمراهقين الحاملين للفيروس على العلاج، ولكن لم يتم إحراز إلا القليل من التقدم
  • تناشد منظّمة أطباء بلا حدود شركات الأدوية من بينها "فييف" و"ميرك" على تسجيل تركيبة الأدوية المخصصة للأطفال وزيادة إمكانية حصولهم عليها

جنيف – انتقدت منظمة أطباء بلا حدود شركات الأدوية بسبب التأخيرات والفشل في تطوير تركيبات مناسبة لأدوية فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز) للأطفال، وذلك قبيل انعقاد اجتماع دولة مدينة الفاتيكان المتعلق بتوسيع نطاق تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية لدى الأطفال وعلاجه. حيث أن البلدان النامية ما تزال تكافح في سبيل توفير العلاجات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية للأطفال الحاملين لمرض نقص المناعة البشرية، ذلك أن عقاقير طب الأطفال المضادة للفيروسات الجنيسة غير متوفرة في الأماكن التي يحتاجون إليها.

ويقول المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في ملاوي، الدكتور ديفيد مامان، " ببساطة، شركات الأدوية لا تعتبر أن الأطفال حاملي فيروس نقص المناعة البشرية ذوي أولوية، الأمر الذي يجبرنا على استخدام علاجات أقدم ودون المستوى الأمثل للأشخاص الأصغر الذين نقدم لهم الرعاية، وهو ما يصعّب عليهم الالتزام بأخذ العلاج الموصى به. والأسوأ من ذلك، أن زيادة مقاومة الأدوية الحالية لفيروس نقص المناعة البشرية في البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى يعني أن العلاجات القديمة قد لا تكون ذات تأثير لدى الرضع والأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى خيارات علاجية أفضل. فإلى متى سيظل الأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية يعانون أو يموتون بسبب اللامبالاة؟".
 

على شركات الأدوية التوقف عن التباطؤ والبدء في اتخاذ إجراءات متسقة لإنقاذ حياة المزيد من الأطفال. لم يعد هنالك أي مجال للوعود الفارغة. جيسيكا بوري، صيدلانية متخصصة تعمل مع حملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير للأدوية الأساسية

وما يزال فيروس نقص المناعة البشرية عند الأطفال من بين الأمراض المهملة، كما أنّ صِغَر نطاق سوق أدوية فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب لدى الأطفال يعني أن هذا الأمر لم يكن يوماً أولوية بالنسبة لشركات الأدوية متعددة الجنسيات أو شركات الأدوية العامة. وقد كان التأخير في كلتا مرحلتي تطوير وإدخال تركيبات دواء جديدة للأطفال، وأيضاً في توسيع نطاق التركيبات الموجودة.

على سبيل المثال، إنّ دواء "دولوتيجرافير" الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية – الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية كعلاج أولي للرضع والأطفال، وتمت الموافقة على استخدامه لأول مرة لدى حاملي الفيروس البالغين في عام 2013 – لا يزال غير متاح للأطفال لأن شركة الأدوية "فييف للرعاية الطبية" لم تستكمل الدراسات اللازمة ولم تسجل تركيبة أقراص قابلة للاستخدام مع الأطفال الأصغر سنًا. ولكن توجد بالفعل تركيبة على شكل حبوب للأطفال لأحد العقاقير الرئيسية الأخرى وهو "رالتيجرافير" المضاد للفيروسات القهقرية، ولكن شركة الأدوية "ميرك" كانت بطيئة في تسجيله في البلدان النامية.

مرض مهمَل

يعاني الأطفال الحاملين فيروس نقص المناعة البشرية بسبب اللامبالاة

إن الدواء البديل عن "دولوتيجرافير" الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية هو مزيج من "لوبينافير/ريتونافير" ولكن تركيبته الخاصة بالأطفال تعاني من مشاكل أيضًا. وقد كان كل من مصنّعي الأدوية الجنيسة "مايلن"  و"سيبلا"  بطيئين للغاية في توسيع نطاق تزويد التركيبات الخاصة بالأطفال (الأقراص والحبوب)، كما أن أسعارها أعلى بثلاث أضعاف من شراب "لوبينافير/ريتونافير" ذي المذاق السيء والذي من المفترض أن تحل منتجاتهم محلّه.

وفي اجتماع عُقِد في دولة مدينة الفاتيكان منذ عام واحد، التزم ممثلون عن منظمة الصحة العالمية ومدراء تنفيذيون من شركات الأدوية بزيادة إمكانية الحصول على العلاج للأطفال والمراهقين الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن لم يتم إحراز إلا القليل من التقدم في هذه المسألة. وسيتم عقد هذا الاجتماع مرة أخرى هذا العام في الفترة ما بين 6 و7 ديسمبر/كانون الأول.

ووفقًا للـصيدلانية المتخصصة في نقص المناعة البشرية المكتسب في حملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير للأدوية الأساسية، جيسيكا بوري،  "إنّ الأطفال بحاجة للحصول على أفضل وأقوى أدوية ممكنة نظرًا لحاجتهم للتعايش مع علاج فيروس نقص المناعة مدى حياتهم، كما ينبغي على شركات الأدوية التوقف عن التباطؤ والبدء في اتخاذ إجراءات متسقة لإنقاذ حياة المزيد من الناس – لم يعد هنالك أي مجال للوعود الفارغة".
 

إلى متى سيظل الأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية يعانون أو يموتون بسبب اللامبالاة؟ الدكتور ديفيد مامان، المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في ملاوي

توصي منظمة الصحة العالمية ببدء علاج كافة الأطفال الذين تم تشخيصهم بأنهم حاملين لفيروس نقص المناعة على الفور بمضادات الفيروسات القهقرية. ولكن من دون وجود تركيبات أدوية مناسبة لفيروس نقص المناعة البشرية للأطفال، ستواصل الدول الكفاح في سبيل تنفيذ هذه التوصية.

يعتبر معدل تغطية العلاج بين الأطفال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب منخفض بشكل غير مقبول، إذ لم يحصل على العلاج سوى 52٪ من الأطفال الحاملين للفيروس في عام 2017. ولا يزال نصف هؤلاء الأطفال يتلقون نظماً علاجية دون المستوى الأمثل، مما يعرضهم لخطر زيادة الآثار الجانبية والمقاومة للأدوية وفشل العلاج.

ففي دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، والتي تضم 90٪ من كافة الأطفال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية، ثمّة معدلات عالية من المقاومة لأدوية فيروس نقص المناعة البشرية المتوفرة، بما في ذلك "النيفيرابين" و"إيفافيرينز" ولا يزال معدل الوفيات بين الأطفال المصابين بالفيروس مرتفعاً، ولا سيما خلال السنوات الأربع الأولى من حياتهم. ففي عام 2017، أودت الأمراض المرتبطة بالإيدز عن بحياة 110 آلاف طفل في جميع أنحاء العالم.
 

المقال التالي
فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز
بيان صحفي 27 يوليو/تموز 2018