Skip to main content
Dadaab - Refugees from Somalia

كارثة صحية تلوح في الأفق في مخيمات داداب للاجئين في كينيا

  • تحذر منظمة أطباء بلا حدود من كارثة صحية في مخيمات اللاجئين في داداب حيث ينتشر حاليًا مرض الكوليرا.
  • ندعو المجتمع الدولي ووكالات الإغاثة إلى الاستجابة إلى الأزمة المتكشّفة بشكل عاجل والتطرق إلى الظروف الصحية المثيرة للقلق والحؤول دون انتشار المرض على نطاق أوسع.

نيروبي – تحذر منظمة أطباء بلا حدود اليوم من وجود حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لتفادي كارثة صحية تلوح في الأفق في مخيمات داداب للاجئين في كينيا. وقد أثر تفشي الكوليرا في المخيمات على 2,786 شخصًا حتى الآن، وهناك خطر وشيك لتفشي أمراض مَعِدية معوية أخرى، كما تحذر أطباء بلا حدود أيضًا وتدعو الجهات المانحة ووكالات الإغاثة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الظروف غير الصحية والاكتظاظ في المخيمات.

وتؤوي مخيمات اللاجئين الثلاثة التي تشكل مجمع داداب، الواقع في الإقليم الشمالي الشرقي من كينيا، أكثر من 300,000 لاجئ، معظمهم من الصومال المجاورة. وقد زاد عدد سكانها بسرعة في الأشهر الأخيرة بسبب الجفاف المطوّل في الصومال، مما أدى إلى اكتظاظ شديد وزيادة الضغط على الخدمات المتاحة، بما في ذلك إمدادات مياه الشرب والمراحيض.

عيادة أطباء بلا حدود المتنقلة في داغاهالي
يقف الأطفال على مدخل عيادة متنقلة تابعة لأطباء بلا حدود أقيمت على مدخل مخيم داغاهالي للوافدين الجدد. كينيا، في يناير/كانون الثاني 2023.
MSF

وفي هذا الصدد، يقول مدير أطباء بلا حدود في كينيا، حسن ماياكي، "تتطلب خطورة الوضع اهتمامًا عاجلًا، لا سيما في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. لقد شهدنا بالفعل أسوأ تفش للكوليرا منذ خمس سنوات، وهناك خطر كبير لتفشي أوبئة أخرى. وإذا حدث ذلك، فسيتجاوز القدرات الطبية في المخيمات، مع عواقب كارثية محتملة".

ويعود سبب تفشي الكوليرا الحالي إلى تقليص أنشطة المياه والصرف الصحي الأساسية في المخيمات، بما في ذلك توفير المياه النظيفة وتوزيع الصابون وبناء المراحيض وإصلاحها وتنظيم إدارة النفايات. واليوم، وفقًا للمنظمات الإنسانية العاملة في المخيمات، فإنّ نحو نصف سكان المخيمات لا يستطيعون الوصول إلى المراحيض العاملة، ما يجبرهم على التغوط في العراء داخل المخيمات وحولها، وهو ما يزيد من خطر تفشي الأمراض.

وقد نفذت وزارة الصحة الكينية والوكالات الإنسانية حملات تطعيم ضد الكوليرا وحملات توعية صحية لمساعدة الناس على حماية أنفسهم من المرض، لكن للحد من تفشي المرض يتطلب الأمر تحسينات في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. 

تتطلب خطورة الوضع اهتمامًا عاجلًا، لا سيما في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. حسن ماياكي، مدير أطباء بلا حدود في كينيا

وفي هذا السياق، تقول المنسقة الطبية لأطباء بلا حدود في كينيا، الدكتورة نيتيا أودايراج، "على الرغم من أنشطة التوعية الصحية وحملة التطعيم، فإن السيطرة على تفشي الكوليرا لا تزال بعيدة المنال إذا لم تُولّ الأولوية من حيث الموارد للاستجابات الوقائية المستدامة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وإذا لم يتم تحسين تلك الجوانب من حيث الجودة والكم، فسرعان ما سنرى أوبئة أخرى تتفشى في المخيمات مثل التهاب الكبد E".

يشار إلى أنّ منظمة أطباء بلا حدود تدير مستشفى في داغاهالي، أحد المخيمات الثلاثة التي تشكل مخيم داداب. وفي داغاهالي وحدها، أبلغت فرق أطباء بلا حدود عن أكثر من 1,120 حالة إصابة بالكوليرا ووفاة شخصين منذ بداية تفشي المرض في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. 

وتقوم فرق المياه والصرف الصحي التابعة للمنظمة حاليًا بنقل 50,000 لتر من مياه الشرب يوميًا إلى أطراف المخيمات. وفي الأسابيع الأخيرة، عملت فرقنا على بناء 150 مرحاضًا مشتركًا، داخل المخيمات وعلى أطرافها، حيث أقام نحو 9,000 لاجئ وصلوا حديثًا ملاجئ بدائية في الصحراء المحيطة. وحتى الآن، زودت أطباء بلا حدود نحو 1,000 من هذه الأسر بالألواح البلاستيكية والحصر والصابون السائل. ولكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لتلبية احتياجات الناس ومنع وقوع أزمة إنسانية. 

داغاهالي كينيا
يقف بورو علي خميس برفقة عائلته خارج مأوى مؤقت في مخيم داعاهالي للاجئين. كان بورو يعمل كمزارع وراع للمواشي في الصومال ولكنه فقد كل ما يملك جراء الجفاف المطول. كينيا، في يونيو/حزيران 2022.
MSF/Lucy Makori

وقد أعلنت الحكومة الكينية عن خطط لإعادة فتح مخيم رابع – إيفو 2 – لاستيعاب الوافدين الجدد وتخفيف الضغط على الموارد في المخيمات القائمة. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى تنفيذ هذه الخطط على وجه السرعة، وإلى زيادة التمويل المخصص للمياه والصرف الصحي في جميع المخيمات الأربعة. 

ويقول ماياكي، "يجب الإسراع في الانتقال إلى إيفو 2 لتخفيف الضغط على المخيمات القائمة. ويجب أن تشمل جميع الجهود المبذولة لتخفيف الاكتظاظ استثمارات كبيرة في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة لضمان الحد الأدنى من مستوى المعيشة للاجئين في جميع المخيمات".

تدعو منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي والجهات المانحة ووكالات الإغاثة إلى الاستجابة على وجه السرعة للأزمة المتفاقمة في داداب، واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الظروف الصحية المقلقة ومنع انتشار الأمراض. وعلى المدى الطويل، تدعو المنظمة حكومة كينيا ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إيجاد حلول دائمة للاجئين المحتجزين داخل المخيمات في داداب. 

تستضيف مخيمات داغاهالي وإيفو وهاغاديرا الثلاثة حاليًا أكثر من 245,000 لاجئ مسجل، يعيش العديد منهم في المخيمات منذ أكثر من ثلاثة عقود. وتضم المخيمات أيضاً أكثر من 124,000 لاجئ غير مسجل، بما في ذلك 67,000 وصلوا في عام 2022. 

وفي يناير/كانون الثاني، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود عيادتين صحيتين أخريين لتوفير الرعاية الصحية للاجئين الوافدين حديثًا على مشارف مخيم داغاهالي. وما تزال أطباء بلا حدود تقدم الرعاية الطبية في داداب ومحيطها طوال معظم فترة وجود المخيم البالغة 32 عامًا. وتتركز أنشطة المنظمة حاليًا في مخيم داغاهالي، حيث توفر فرقها الرعاية الصحية الشاملة للاجئين والمجتمعات المضيفة من خلال مركزين صحيين ومستشفى يضم 92 سريرًا.

المقال التالي
بنما
بيان صحفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023